“قبضة الأحرار” .. بروفة مصغرة لـ”طوفان الأقصى” استبقت الانتصار الأضخم

- ‎فيعربي ودولي

“قبضة الأحرار” و”بوابة السماء” و”الفدائي” و”ميلاد الفجر” أعمال درامية رسمت صورة للنضال الفلسطيني، بل وعرضت اللوحة الختامية التي يتمناها الفلسطيني لشكل الصراع، إلا أن مسلسل قبضة الأحرار (2022) والذي عرضته قناة وطن المصرية، قبل أشهر، لم يكن فقط حكاية عن خلية أمنية صهيونية اكتشفتها المقاومة داخل القطاع، بل كان مقدمة متخلية لعملية (طوفان الأقصى) التي تجري فصولها حتى كتابة هذه السطور.

اقتحم المقاومون الفلسطينيون من غزة في شكل متزامن الحدود وقطعوا الإسلاك الشائكة وواصلوا الزحف داخل نطاق الأرض المغتصبة من فلسطين المحتلة المعروفة ب”غلاف غزة” واستهدفوا إدارة جيش الاحتلال في المنطقة وقتلوا من كان فيها.

وكانت الحلقة الأخيرة رقم 30، مدتها (40 دقيقة ) من مسلسل “قبضة الأحرار” هي عبارة عن بروڤة مصغرة لعملية التحرير، التي تحدث عنها القائد البطل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس في 7 أكتوبر، فاستعرضت المشاهد التمثيلية جزءا قليلا من قدرات المقاومة، في تعطيل راردات الاحتلال وقدرات مسيراته.

الأكاديمي الفلسطيني د. ناجي شكري تحدث عن المسلسل في مايو 2022 وقال: “لقد مثل مسلسل قبضة الأحرار رواية مهمة في توثيق النضال الفلسطيني وتعزيز صورة البطولة في وجه الاحتلال وقدراته الكبيرة، فهو يعتبر نموذجا لـ “دراما المقاومة” التي تجسد مقاومة الشعب الفلسطيني  للاحتلال جيش الإحتلال الصهيوني في بيئة قطاع غزة، بأبعادها العسكرية والأمنية والاجتماعية”.

الجزء الثاني من مسلسل قبضة الأحرار تأجل للعام القادم 2024 حيث لن يتم عرضه في شهر رمضان القادم، ولكن 2023 شهدت تحقيقا لهذه الدراما العسكرية والأمنية.

حيث صور العمل في نفس الأماكن التي تشهدها حاليا معركة طوفان الأقصى، وواجه فريق عمل المسلسل مخاطر حقيقية أثناء تصوير المشاهد في مناطق متاخمة للسياج الأمني جيش الاحتلال الصهيوني شرق غزة، وفق عضو فريق التصوير في المسلسل أحمد المقادمة.

وفوجئ فريق العمل بإطلاق نار في الهواء من جانب قوات الاحتلال المتمركزة في مواقع عسكرية على السياج الأمني لإجبارهم على مغادرة المنطقة، حسب المقادمة.

وكان الجزء الأول منه يحكي دراميا عن عمليات تصدي المقاومة وإفشالها لعملية تسلل وحدة (سييرت متكال) الخاصة لقطاع غزة في عام 2018، والمواجهة العسكرية التي حدثت في مايو من ذلك العام.

وحاكى “قبضة الأحرار”، قصة حقيقية وقعت جنوب شرقي القطاع، عندما اكتشف مقاومون من كتائب عز الدين القسام (الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية حماس) خلية مستعربين؛ وهي قوة إسرائيلية تنكرت في لباس فلسطيني، وتسللت إلى غزة في ظروف غامضة، بهدف التجسس وجمع معلومات عن فصائل المقاومة.

أبعاد الاقتحام في قبضة الأحرار والتي استلهم منه المقاومون في كتائب القسام وسرايا القدس وإخوانهما كان من ﺗﺄﻟﻴﻒ فارس عبدالحميد وتسنيم المحروق بفريق عمل أبطاله متطوعون وهواة ومحترفون منهم؛ رشاد أبو سخيلة وزهير البلبيسي وإبراهيم سلمان وجواد حرودة وأحمد فياض وكاميليا فاضل وعلاء قدوحة ورائدة أبو دية وعلي لبد وسعدي العطار حسن الخطيب ومحمد أبو الروس.

المسلسل أنتجته دائرة العمل الفني بكتائب القسام وحركة حماس، ويصنف بأنه عمل فني استخباراتي إلى قصص حقيقية، تبرز ما يطلق عليه “صراع الأدمغة” بين المقاومة وأجهزة استخبارات الاحتلال الإسرائيلي، فضلا عن جوانب أخرى في حياة مليوني فلسطيني يعانون من ظروف مأساوية منذ 16 عاما من الحصار، تخللتها 5 حروب عنيفة.

وتهدف حماس من وراء هذا المسلسل وغيره من الأعمال الدرامية (مسلسلات وسهرات وأفلام ووثائقيات) إلى تقديم رواية فلسطينية مضادة للرواية “الإسرائيلية”، وإبراز تطور أداء المقاومة في ما وصفه رئيس دائرة الإنتاج الفني في حركة حماس الدكتور محمد ثريا “بصراع العقول”، وقال للجزيرة نت “نجتهد بإمكاناتنا المتواضعة لمجابهة الكذب والتضليل الإسرائيلي، إدراكا لحجم تأثير الدراما على وعي الجمهور”.

وقال متابعون للدراما: إن “قبضة الأحرار ردّ على مسلسل “فوضى” الذي انتجه الاحتلال وبثته منصة “نتفليكس” ومنصات أخرى، وعرض قصصا تبالغ في تصوير مغامرات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ونجاحها في اختراق المجتمع الفلسطيني، وتنفيذ عمليات ضد فصائل المقاومة.

ثريا أشار إلى أن الأعمال الدرامية التي تنتج في القطاع تأتي رغم ضعف الإمكانات البشرية والمادية، في مقابل الدعم الهائل الذي تتلقاه تل أبيب من قوى وجهات عالمية تساعدها على إنتاج أعمال تشوّه صورة المقاومة والنضال الوطني الفلسطيني.

وأنشأت حركة حماس مؤسستها الخاصة بالإنتاج الدرامي في العام 2007 بعد أشهر من سيطرتها على قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل منذ ذلك الوقت ويعيش فيه 2.3 مليون فلسطيني.

 

في أول أعمالها، أنتجت مسلسلا دراميا تناولت فيه حياة عماد عقل، أحد مؤسسي كتائب القسام (الذراع العسكرية لحركة حماس) والمسؤول عن هجمات قتل فيها إسرائيليون في تسعينات القرن الماضي، قبل أن تغتاله إسرائيل.

 

https://www.dailymotion.com/video/x8beq0o