كشفت كتائب القسام لأول مرة عن إدخال منظومة دفاع جوي للخدمة، تسببت في جزء كبير منها أن يكون القصف الجوي الصهيوني متركز ليلا أكثر منه في ساعات النهار ربما بسبب غياب قياسات (أدوات عسكرية) تستخدم للرؤية الليلة عن يد المقاومة إلى الآن أو أن منظوماتها الدفاعية ما زالت في طور التجريب على الطائرات المقاتلة.
وبفضل منظومة الدفاع الجوي اسقطت المقاومة فعليا طائرات تابعة للإحتلال من نوع الزنانة ومسيرات (درون) في معركة طوفان الأقصى التي تدور رحاها إضافة لغياب أي دور للطائرات المروحية (تحييد الهليكوبتر) إلا في نطاق ضيق أعلى مستوطنات غلاف غزة.
وبث الإعلام العسكري لكتائب القسام، الجناح العسكري التابع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مقطع فيديو يكشف لأول مرة إدخالها منظومة دفاع جوي إلى الخدمة في معركة “طوفان الأقصى”.
(متبر 1)
وحسب بلاغ الكتائب، فإن هذه المنظومة محلية الصنع، وهي من طراز “مُتبّر 1” واستخدمتها في التصدي لطائرات الاحتلال جيش الاحتلال الصهيوني خلال معركة “طوفان الأقصى”.
وأظهر المقطع قيام عدد من عناصر كتائب القسام المنتسبين لسلاح الجو بنصب صواريخ المنظومة، وعناصر أخرى ممن يتابعون أجهزة الرادار، حيث يتم إصدار أمر يعقبه إطلاق تلك الصواريخ.
مضادات الطيران
وفي أبريل الماضي، بثت كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقوى أخرى، مشاهد مصورة لعمليات تصدي دفاعاتها الجوية بصواريخ أرض-جو لطائرات الاحتلال في أجواء القطاع.
“القسام” كانت الأسبق في استخدام هذه النوعية من الصواريخ، قبيل موجة التصعيد الأخيرة، بإعلانها -لأول مرة- في 3 أبريل 2023، عن أن “سلاح الجو” التابع لها كان في مهمة تدريبية في أجواء مدينة رفح على الحدود الفلسطينية المصرية جنوب القطاع، عندما اعترض طيران حربي صهيوني طائرة مسيرة من نوع “شهاب” محلية الصنع، فردت الدفاعات الجوية للقسام باستهداف الطيران المغير بعدد من صواريخ أرض-جو.
ولكن القسام شاركت هذه الصواريخ قوى المقاومة المنضوية في “الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة” والتي أعلنت مشاركتها بالتصدي للطيران المغير بهذه النوعية ذاتها.
وأكد متحدث باسم جيش الاحتلال أن 7 صواريخ أرض-جو أطلقت من غزة، في ذلك التوقيت بين 3 و6 أبريل الماضي، انفجرت 5 منها في أجواء غلاف القطاع، واثنان باتجاه البحر، من دون تفعيل أي صواريخ اعتراضية.
ستريلا محلي الصنع
ونجحت المقاومة في تطوير نموذج محلي عن صواريخ “ستريلا 2” سوفياتية الصنع، المضادة للطيران، وكانت تلك مرحلة تجريبية لهذه الصواريخ.
وسبق أن تنجحت منظومة الدفاع الجوي المحلية في تحييد المروحيات الحربية (هليكوبتر) منذ 2014، وهي التي يستدعي تنفيذها مهامها الهجومية وضرب أهداف على الأرض (اغتيالات وتصفية) التحليق على ارتفاعات منخفضة، بحسب مصادر المقاومة.
وقالت تقارير أن “معركة سيف القدس” في مايو عام 2021، طورت المقاومة صواريخ مضادة للطائرات، لمنع أو تقليل مخاطر المقاتلات الصهيونية في أجواء غزة.
وكانت المضادات الأرضية عبارة عن مدافع 14.5 سوفياتية الصنع، تثبت فوق آليات متحركة أو ثابتة، بمدى إطلاق نار يصل إلى ألفي متر، وفي العام 2013 كشفت كتائب القسام عن امتلاكها صاروخ “ستريلا 2” ويعني بالعربية “السهم”، لم تفصح عن مصدره، واستخدمته -لأول مرة- في 19 أبريل 2022، في التصدي لمقاتلات إسرائيلية في أجواء غزة.
أما صواريخ ستريلا خفيفة الوزن، من نوع المحمول على الكتف، مصممة لاستهداف المقاتلات والمروحيات الحربية على ارتفاعات منخفضة تتراوح بين ألف و1500 متر، وقد دخلت حيز الاستخدام فعليا في العام 1968، وتمتاز بقدرتها على المباغتة، لسهولة نقلها وإطلاقها في ثوان معدودة، مما يجعلها في مأمن من الرصد والاعتراض.
ولصواريخ ستريلا دور محوري لصالح ثوار فيتنام، باستخدامها عبر نصب الكمائن للمروحيات على قمم الجبال، ونجحوا في إسقاط نحو 3 آلاف مروحية بين فرنسية وامريكية.
و”ستريلا 2″ أو “سام 7″، استمدت اسمها الثالث “الكوبرا” من مقدمة الصاروخ وهي منبع التغذية وتشبه الكوبرا في حساسيتها العالية، منظومة قديمة فإنها لا تزال رائجة لدى كثير من الجيوش وحركات التحرر حول العالم، بحسب خبراء عسكريين.
ورغم أن هذه الصواريخ لا تزال في مرحلتها الأولى، إلا أن المخاوف من تل أبيب هو نجاح تطوير السلاح في إسقاط طائرة مقاتلة (الشبح وأنواعه) ما سيحدث تحولا إستراتيجيا في المواجهة، باعتبار أن سلاح الجو هو الذراع الطويلة للجيش جيش الإحتلال الصهيوني منذ عقود، ويعتمد عليه في عمليات التجسس وجمع المعلومات الاستخبارية، وفي تنفيذ غارات جوية ومهام هجومية.
ووثق الإعلام العسكري لكتائب القسام في عملية “طوفان الأقصى”، التطور الذي ألحقته بقواتها، حيث استخدمت فيها طائرات انتحارية وزوارق بحرية وقوات من المظليين
، فضلا عن إطلاق آلاف الصواريخ النوعية وبقدرات تدميرية أعلى وسرعة وصول أطول تجاه البلدات والمغتصابات الصيهونية.