هل يستغل السيسي حرب غزة ليصبح “بطلا قوميا” ؟

- ‎فيأخبار

مع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة أسبوعها الثاني، يبدو أن مصر تسعى إلى تعزيز أوراق اعتمادها كوسيط رئيسي بين الطرفين المتحاربين، حماس والحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، في وقت يمكن القول: إن “عبد الفتاح السيسي فقد شعبيته الكبيرة قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة”.

وبحسب تقرير نشره “العربي الجديد”، يبدو أن الصراع الدائر يمثل فرصة للنظام المصري لتعزيز مكانته، وللسيسي ليصبح بطلا قوميا من خلال الرفض العلني لمطالب القوى الغربية المتكررة لإجبار الفلسطينيين في قطاع غزة على إعادة التوطين في شمال سيناء.

في تصريحات علنية حديثة، حذر السيسي من أن التصعيد الحالي بين الاحتلال وحماس قد يكون له تداعيات قد تؤثر على أمن واستقرار المنطقة، وقال خلال الخطاب: “حماية الأمن القومي هي مسؤوليتي القصوى، ولن يكون هناك أي تنازل أو تهاون تحت أي ظرف من الظروف”.

وقال محلل سياسي بارز للعربي الجديد بشرط عدم الكشف عن هويته: “لم يعد المصريون يعتبرون السيسي منقذا أنقذ البلاد من التهديد الوشيك للحكم الإسلامي، وبدلا من ذلك  ينظر إليه الكثيرون الآن على أنه التهديد الفعلي لرفاهيتهم بسبب إخفاقاته الاقتصادية المستمرة “.

ورأى المحلل أن “النظام المصري لعب خلال الأيام القليلة الماضية ورقة الأمن الإقليمي في إعادة ترسيخ مكانته وسط أزمة اقتصادية مستمرة كان لها حتى الآن خسائر فادحة على جميع الطبقات الاجتماعية تقريبا، وخاصة الأسر المتوسطة والمنخفضة الدخل، إذا امتثل لمطلب إعادة توطين الفلسطينيين في سيناء، فمن المرجح أن يكون ذلك بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير”.

وتعيش مصر ودولة الاحتلال في سلام من الناحية الفنية منذ عام 1978، وتتقاسمان علاقات دبلوماسية واقتصادية قوية.

ومع ذلك، كان الشعب المصري منذ فترة طويلة على خلاف مع الأنظمة المصرية المتعاقبة حول التطبيع، حيث يعتبر الكثيرون الاحتلال مستعمرا لفلسطين منذ ما قبل حرب 1948، ومضطهدا للشعب الفلسطيني، ومحتلا سابقا لشبه جزيرة سيناء.

ونقلت وسائل إعلام محلية ودولية مؤخرا عن مصادر أمنية رفيعة المستوى تحذيرها من الهجرة الجماعية للفلسطينيين، الذين أجبروا على الاختيار بين الموت تحت القصف الإسرائيلي أو التهجير من أراضيهم.

وكانت مصر قد أغلقت معبر رفح الحدودي في وقت سابق من الأسبوع الماضي حتى إشعار آخر، ومنذ ذلك الحين، شابت التقارير المتضاربة إعادة فتح المعبر الحدودي، وهو المخرج الوحيد لغزة إلى العالم الخارجي.

وقد تعرض المعبر للقصف عدة مرات من قبل الغارات الجوية الإسرائيلية، وكان آخرها مساء يوم الاثنين، 16 أكتوبر، مما ألحق أضرارا بهيكل الجانب المصري، حيث تكدست قوافل المساعدات في مدينة رفح في شمال سيناء، في انتظار العبور إلى غزة لتلبية الاحتياجات الماسة لآلاف سكان غزة المنكوبين.

وقال مصدر استخباراتي مصري رفيع المستوى لوكالة الأنباء التركية: إن “الجزء الإسرائيلي هدد بمواصلة قصف جانبي المعبر ما لم يتم الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين الذين احتجزتهم حركة حماس”.

وقال المصدر الاستخباراتي، شريطة عدم الكشف عن هويته: “لن يسمح الإسرائيليون للفلسطينيين الذين يحملون جنسيات مزدوجة أو الجرحى بمغادرة قطاع غزة”.

وفي السنوات الأخيرة، لعبت القاهرة دورا أساسيا في جهود التوسط بين الفصائل الفلسطينية من أجل المصالحة السياسية، بما في ذلك الانتخابات المقررة التي أرجأها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وقال سعيد صادق ، أستاذ دراسات السلام في الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا ، للعربي الجديد: “تحاول مصر أيضا الحد من التأثير الحرج للصراع المستمر، حيث ذكرت تقارير إخبارية غير مؤكدة مؤخرا أن المخابرات المصرية حذرت إسرائيل في وقت سابق من هجوم وشيك لحماس، وهي معلومات تجاهلتها إسرائيل” .

وأضاف “بقيامها بذلك، مارست مصر المزيد من الضغوط الدبلوماسية على الاحتلال من خلال فتح مطار العريش في شمال سيناء لإرسال المساعدات الدولية إلى رفح، أي تصعيد للصراع سيؤدي إلى عدم الاستقرار، ليس فقط في مصر ولكن أيضا في المنطقة بأسرها”.  

بعد الانقلاب العسكري الذي قاده السيسي على أول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر، الراحل محمد مرسي، شن النظام المصري ووسائل الإعلام الموالية له حربا ضد حماس والفلسطينيين في غزة، متهمين إياهم بالوقوف وراء التشدد في شمال سيناء والسماح بتسلل الجهاديين إلى مصر.

ومنذ عام 2007 تفرض مصر ودولة الاحتلال حصارا صارما على غزة، بعد أن تولت حماس السلطة في أعقاب اشتباكات مع حركة فتح المنافسة التي تحكم الضفة الغربية المحتلة.

 

https://www.newarab.com/news/where-does-egypt-stand-israels-war-gaza