قوات أمريكية خاصة، وحاملات طائرات من أمريكا وإنجلترا وفرنسا، وطائرات شحن تحمل صواريخ وقنابل زنة طن واحد، هكذا أصبح شرق المتوسط مركز تجمع للغواصات، وفوق ذلك أمريكا وإنجلترا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا تصدر بيانا مشتركا أعلنت فيه وقوفها إلى جانب إسرائيل.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست”: إن “البنتاجون في الأيام الأخيرة أرسل الآلاف من القوات الأمريكية للشرق الأوسط، واستعرض القوة العسكرية بالمنطقة في وقت تحاول فيه الدبلوماسية الأمريكية منع توسع الحرب في غزة”.
وتضم التحركات، نشر حاملتي طائرات والسفن المرافقة لها وتحمل على متنها 15.000 جندي، إلى جانب القوات البرمائية التي قوامها 4.000 جندي من مارينز وبحار وزيادة غير محددة من أسراب المقاتلات العسكرية المنتشرة في أنحاء الشرق الأوسط، إلى جانب ألفي جندي للدعم وستكون جاهزة في عدد من الأيام، وفق الصحيفة.
من جهته يقول الكاتب الصحفي وائل قنديل :”وأنت تتابع التصعيد الوحشي في المجازر الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، لا تنس أن كل الدول العربية المرتبطة بعلاقات تطبيع محرّمة ومجرّمة مع العدو لم تفكر في سحب سفرائها لدي الكيان الصهيوني، وأن أيًا من هؤلاء السفراء لم يستشعر حرجا أو إحساسا بالكرامة والنخوة، ويطلب من حكومته إعفاءه من العار”.
مضيفا: “لا تنسَ أيضا أن واشنطن التي تخوض الحرب ضد الفلسطينيين بكراهية وتعصب وحقد أكثر من الاحتلال الصهيوني ترسل جنودها وأسلحتها عن طريق قيادتها الوسطى المركزية في الشرق الأوسط، ولا تسقط من حسابك أن هناك ثمانية جيوش عربية زميلة وشريكة لجيش الاحتلال الصهيوني في حلف عسكري واحد تحت مظلة هذه القيادة الوسطى الأمريكية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبالتبعية، هذه الجيوش الثمانية حال التدخل الأميركي المباشر إن لم تكن شريكة في العدوان على الفلسطينيين فإنها، بالحد الأدنى، لا تقوى على معارضته أو إدانته.”.
وتابع: “الشاهد أنه لو كان هؤلاء مع فلسطين حقا لخرجوا من هذه المسافحة العسكرية مع العدو، ولقرروا سحب سفرائهم من الكيان، وأوقفوا علاقات التطبيع القائمة فورا، وأعلنوا إلغاء، وليس تعليق أو تجميد، كل مشاريع التطبيع المستقبلية”.
ومع اشتداد حدة المعارك على الجبهة الجنوبية اللبنانية تواصل الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل من خلال دعمها بأسلحة نوعية مع العديد من الدول، حيث ازدادت الحشود العسكرية البريطانية والألمانية، وتصاعدت حدة المواقف الأميركية مع استهداف قواعدها العسكرية في العراق وسوريا، وتوسعت لتطال سفينة تابعة للبحرية الأمريكية التي تمكنت من اعتراض مسيرات وصواريخ رجحت أنها انطلقت من مناطق تواجد الحوثيين في اليمن.
هذه الأحداث زادت من منسوب التوتر وإمكانية اشتعال الجبهات، لاسيما عند الحدود اللبنانية رغم التحذيرات الأميركية على لسان وزير الدفاع لويد أوستن الذي أكد أن بلاده لن تتردد في التحرك عسكريا في حال توسع النزاع، متوجها بالنصح لاي بلد أو مجموعة مسلحة تسعى إلى توسيع الصراع أو الاستفادة منه بألا تفعل ذلك، في وقت تسربت معلومات عن إلغاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارته لإسرائيل التي كانت مقررة يوم الثلاثاء المقبل، مع تحرك للدبلوماسية العربية قادها أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الذي عبر لرئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي عن خشيته من انزلاق الوضع إلى ما لا يرغب فيه أحد.
أما على الصعيد الإيراني فقد استمر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي حذر الولايات المتحدة من أن الوضع في الشرق الأوسط قد يصبح خارجا عن السيطرة، وأتاه الرد من نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن الذي اعتبر أن إيران ووكلاءها يهددون باستمرار التصعيد في الشرق الأوسط.
هذه التهديدات رأى مصدر متابع لها أنها ستظل ضمن أطر التهديد الكلامي رغم الاستعدادات العسكرية المستمرة، بانتظار ما ستؤول إليه الاتصالات التي تجري بين أطراف الصراع عبر القنوات العربية، والتي أعطت نتائج من خلال الإفراج عن رهينتين أميركيتين، وتزامنت مع إدخال المساعدات الإنسانية إلى داخل قطاع غزة عبر معبر رفح الذي يتلقى بشكل متقطع رسائل صاروخية من الجانب الإسرائيلي.
ويبدو أن الضغوط من الداخل الإسرائيلي والخارجي من الولايات المتحدة وبعض الدول التي مازال مواطنوها رهائن لدى حركة حماس، ستكبح وتيرة التصعيد والاجتياح البري الذي يهدد به الكيان الصهيوني قطاع غزة من جهته الشمالية رغم استمراره في تدمير الأحياء وهدم الأبراج.
وهنا لا بد من طرح السؤال، إن كانت الوساطات هي لحل قضية الأسرى والمساعدات؟ أم هي استراحة للمعارك الكبيرة التي قد تخرج شراراتها من القطاع لتشعل أكثر من جبهة في محيط فلسطين المحتلة؟.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية: إن “سياسات واشنطن، بما في ذلك دعمها للعدو الصهيوني والمعايير المزدوجة، تدفع الوضع في الشرق الأوسط إلى حافة حرب شاملة”.
وأضافت الوكالة في تعليقها: “يتدهور الوضع في الشرق الأوسط في كل لحظة ويقترب من عتبة حرب شاملة، يعلن المجتمع الدولي بصوت واحد أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية الوضع المأساوي في الشرق الأوسط، الذي يمكن أن يتصاعد إلى حرب واسعة النطاق”.