قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: إن “أكثر من 317,000 لاجئ فروا من الصراع في السودان يواجهون مستويات متزايدة من المصاعب في مصر، ويعيق نقص التمويل الجهود التي تبذلها المفوضية وشركاؤها لتقديم المساعدة”.
وبحسب تقرير نشرته المفوضية على موقعها، يعيش سراج 12 عاما الآن مع والدته شيرين وجده عبد الله في شقة صغيرة على مشارف القاهرة، حيث يسمع بانتظام أطفالا سودانيين في سنه يتوجهون بصخب من وإلى مدرسة الجالية السودانية المحلية.
وقال التقرير: إنه “في حين أن أكثر من 30,000 طفل سوداني لاجئ يذهبون حاليا إلى المدارس الحكومية والخاصة في مصر، ترى أسرة سراج أن التعليم لا يزال بعيد المنال، غير قادر على تحمل الرسوم التي تفرضها مدرسة المجتمع المحلي وخوفا من السماح لابنها بالسفر بمفرده إلى المدارس الحكومية البعيدة، فليس لدى شيرين حاليا خيارات لمساعدة ابنها على مواصلة التعلم”.
وأوضحت شيرين اليائسة “إذا لم يكن لدى سراج طموحات أو تعليم، فليس لديه حياة ولا مستقبل”.
وعلى الرغم من العثور على الأمان، فإن التكيف مع حياتهم الجديدة كلاجئين في مصر هو صراع يومي، يعاني والدها البالغ من العمر 79 عاما من مرض السكري وأمراض الكلى، ويحتاج إلى أدوية ورعاية لا يستطيعون تحمل تكاليفها.
وقالت شيرين: “والدي رجل عجوز مريض جدا، كل يوم هو مفاضلة بين شراء الدواء له ووضع الطعام على المائدة، حيث نفدت مواردنا”.
وأضاف التقرير أنه هذه هي معضلة مماثلة بالنسبة للعديد من اللاجئين السودانيين البالغ عددهم 317,000 لاجئ والذين فروا إلى مصر منذ اندلاع النزاع المسلح قبل ستة أشهر، استقبلت مصر ثاني أكبر عدد من اللاجئين من السودان، وقد استنفد الكثيرون – مثل شيرين وعائلتها – مدخراتهم لدفع تكاليف رحلاتهم إلى بر الأمان، ومع ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة في مصر، يكافح اللاجئون لتغطية حتى احتياجاتهم الأساسية.
وبعد وقت قصير من وصولهم إلى القاهرة، سجلت العائلة لدى المفوضية وتلقت دفعة نقدية طارئة لمرة واحدة للمساعدة في تغطية الإيجار والنفقات الأخرى، ولكن مع الحاجة المستمرة لتغطية نفقات الإيجار والغذاء والصحة، نفدت هذه الأموال منذ فترة طويلة، وليس من الواضح كيف سيستمرون في إعالة أنفسهم؟.
وتعمل المفوضية مع السلطات وشركائها المحليين لمساعدة الوافدين الجدد من السودان، ولكن مع تلبية 31٪ فقط من احتياجاتها التمويلية الإجمالية لهذا العام حتى الآن، تزداد الفجوة بين الاحتياجات الإجمالية والمساعدة المتاحة اتساعا.
وقالت ممثلة المفوضية في مصر، حنان حمدان: “وصل أكثر من 317,000 لاجئ من السودان إلى مصر خلال الأشهر الستة الماضية، واتصل أكثر من 100,000 بمكاتب التسجيل التابعة لنا في القاهرة والإسكندرية، معظمهم من النساء والأطفال والأسر التي تعيلها نساء وتحتاج إلى المساعدة، وهناك حاجة ماسة إلى مزيد من التمويل لتمكيننا من مواصلة برامج المساعدة التي نقدمها”.
أحلام معلقة
وأوضح التقرير أن وضع شيرين وعائلتها بعيد كل البعد عن الحياة المريحة التي عرفوها في الخرطوم، شيرين، خريجة علوم الكمبيوتر، كانت تعمل في مجال الموارد البشرية لشركة تسويق، في حين حصل والدها – مهندس طيران متقاعد – على معاش ثابت، استكملوا دخلهم عن طريق تأجير الممتلكات.
والآن، تعثرت أحلام سراج في التخرج وأن يصبح طيارا، ويشعر جده بالقلق مما قد يحدث إذا تدهورت صحته.
وقال الجد: “أنا أقترب من النهاية، لكن خوفي الوحيد هو أن تعاني ابنتي وحفيدي بعد رحيلي، أمنيتي هي أن يكون لهم مستقبل مشرق”.
بينما تبحث شيرين بيأس عن إجابة لاحتياجاتهم الفورية، لا يوجد سوى حل واحد طويل الأجل تتوق إليه، وقالت: “رسالتي إلى العالم هي المساعدة في وقف الحرب، ومساعدة السودان، ومساعدة الشعب السوداني على العودة إلى ديارهم”.
https://www.unhcr.org/news/stories/sudanese-refugees-egypt-fret-needs-outstrip-assistance