مشروع الفتوة ..11 عاما على حصص ومخيمات إعداد طلائع طوفان الأقصى

- ‎فيعربي ودولي

11 عاما بالتمام بين البدء في عملية طوفان الأٌقصى 2023 و6 أكتوبر 2012 عندما أعلنت حماس بالتعاون مع المؤسسات التعليمية إطلاق مشروع الفتوة في مدارس غزة، وهو مشروع حمساوي هدفه إعداد جيل من الفتية لمعركة التحرير يرتبط أيديولوجيا بالأقصى، ويبذل في سبيل ذلك المزيد من التدريب والعمل.

وعرف المصريون والفلسطينيون لأول مرة حصص الفتوة في ظل الإدارة المدنية المصرية بعد نكبة 48، وفي أيام الستينيات كان مقررا في المدارس المصرية للإعداد النفسي والوطني والقومي والعسكري واستبدلته مصر لاحقا بمحاضرات التربية العسكرية لطلاب الجامعات والذي يظهر فيه انضباطا سلوكيا لا يتخطاه اليوم إلى أي نواح تدريبية.

وكان المسؤول عن المشروع الشهيد أسامة المزيني رئيس مجلس شورى حركة حماس استشهد في نهاية الأسبوع الثاني من انطلاق طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023.

ولما تولى المزيني وزارة التربية والتعليم قال: إن “الفتوة مشروع وطني بامتياز هدفه الوصول لجيل من الشباب الفلسطيني قادر على خوض معركة التحرير”.

وشمل المشروع بحسب المزيني -رحمه الله- عددا من المهارات شبه العسكرية ومحاضرات حول الانضباط والنظافة والتضحية ومفاهيم الجندية وفداء الوطن، ودروس حول الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي وبرامج توعوية أمنية انطلاقا من حاجة الشباب في هذه المرحلة وإدراكا للهجمة الأمنية الشرسة التي يخوضها الاحتلال ضد شعبنا وخاصة مع انتشار التكنولوجيا الحديثة التي باتت في متناول الشباب والتي تحاول مخابرات الاحتلال النفاذ عبرها.

وقال أسامة المزيني: إن “الهدف الرئيس لبرنامج الفتوة هو كنس الاحتلال الإسرائيلي عن أرض فلسطين” مشددا على أن برنامج الفتوة برنامج أصيل لنا الحق في ممارسته مع طلابنا كباقي دول العالم خاصة، وأننا نعيش تحت وطأة الاحتلال.
 
وأضاف المزيني، أن وزارته وضعت شروطا لمن يريد الالتحاق، أهمها حصول الطالب على موافقة خطية من ولي الأمر للالتحاق بالمخيم.
 
وقال مراقبون: إن “الحصص وجدت مع انطلاقها حفلات تحريض من أبواق الانقلاب في مصر، لاسيما بعد الانقلاب على الرئيس الشهيد د.محمد مرسي، واتهمت أذرع الانقلاب حصص “الفتوة” بأنها تدريب للأطفال على قتال الجيش المصري”.

القيادي بحماس صلاح البردويل، قال: إن “المشروع امتداد لمشروع مصري يقوم على تنشيط شباب وأشبال فلسطين وطنيا وقوميا حسب رؤية النظام في الستينات”.

الكاتب الفلسطيني فايز أبو شمالة كان قد اعتبر أن عودة حصص الفتوة إلى مدارس قطاع غزة، تعني أن الفلسطينيين قد داسوا بأقدام النصر على قرار الحاكم العسكري الإسرائيلي لقطاع غزة، والذي ألغى مقرر حصص الفتوة عن طلاب المدارس في قطاع غزة، مطلع العام الدراسي سنة 1967.

https://twitter.com/khouldALmohaya/status/254360784937836544

وزارة التربية والتعليم في عهد أسامة المزيني الأكاديمي المتخصص في علم النفس، جددت مناهج التعليم  لتشمل الكتب الجديدة موقع فلسطين التاريخية جغرافيا ودينيا لجميع المدن الفلسطينية، بما فيها تلك التي يحتلها الصهاينة منذ العام 1948.

المناهج الجديدة عملت على إحياء مكانة المقاومة بمختلف أشكالها والتركيز على إحياء البطولات الفلسطينية في المعارك التاريخية، إلى جانب تناول المشروع الصهيوني، والهجرة اليهودية لفلسطين والأطماع الصهيونية فيها والثوابت الفلسطينية الرئيسية.

وأقرت الكتلة البرلمانية لحركة حماس قانونا يقضي بمنع الاختلاط بين التلاميذ من الجنسين بعد سن التاسعة في مدارس قطاع غزة، والفصل بين الجنسين في صفوف العاملين في المدارس بشكل تام.
 
وتزامنت هذه الخطوات مع بدء وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة الداخلية في حكومة حماس بتنفيذ برنامج أطلقت عليه اسم (الفتوة طلائع التحرير).

برنامج الفتوة جاء في إطار تعزيز القدرات العسكرية الفردية للطلبة، والسعى عبره إلى تأهيل طلاب المرحلة الثانوية في المدارس الخاضعة للإدارة الحكومية استعدادا لأي مواجهة مقبلة مع إسرائيل.
 
واحتفلت حكومة حماس في يناير 2013 بتخريج أول فوج من معسكرات الفتوة بمشاركة عشرة آلاف طالب من سن 15 عاما وحتى 18 عاما، وتضمن تقديمهم تدريبات عسكرية بعد انخراطهم في معسكرات تدريب لمدة أسبوع.
 
وشملت هذه التدريبات  35 مركزا في جميع مدارس قطاع غزة كتتويج لفعاليات عام التعليم الذي خصصته حكومة حماس بداية العام 2012.
 
وارتدى الطلبة خلال حفل التخرج بدلات عسكرية وأمسك بعضهم بمجسم خشبي لسلاح (كلاشينكوف) وأدوا عروضا مثل القفز بحبل من علو عدة أمتار والنزال اليدوي وأخرى تحاكي المواجهة في ساحة معركة.
 
وشملت التدريبات الخاصة التي تلقاها الطلبة خلال مشروع الفتوة على المشي العسكري، ومحاضرات أمنية لمكافحة التخابر لصالح إسرائيل إلى جانب تدريبات على السلاح وتفكيكه وكيفية إطلاق الرصاص.