قالت صحيفة تليغراف: إن “ورقة مفاهيمية مسربة قد تفاقم التوترات بين القاهرة وتل أبيب، مع قيام الرئيس الفلسطيني باعتبارها موازية لنكبة 1948”.
وبحسب تقرير نشرته الصحيفة، نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي المقترحات المسربة لطرد جميع سكان قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية واعتبرها افتراضية، وقال مكتب بنيامين نتنياهو: إن “الخطة وضعت في ورقة مفاهيمية صاغها مسؤولو المخابرات ولم يناقشها صانعو السياسات”.
لكن الزعماء الفلسطينيين أدانوا الوثيقة التي تناقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية على نطاق واسع وتخاطر بتفاقم التوترات مع مصر المجاورة التي تخشى منذ فترة طويلة أن دولة الاحتلال تريد نقل المسؤولية عن غزة إلى القاهرة.
وبحثت ورقة وزارة الاستخبارات المؤرخة بعد ستة أيام من هجوم حماس في 7 أكتوبر الذي أسفر عن مقتل أكثر من 1,400 شخص في جنوب الأراضي المحتلة في ثلاثة بدائل لإحداث تغيير كبير في الواقع المدني في قطاع غزة في ضوء هجوم حماس.
واقترحت نقل سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من 2.2 مليون شخص إلى مدن الخيام في شمال سيناء، ثم بناء مدن دائمة وممر إنساني غير محدد، ومن المتوقع إنشاء منطقة أمنية داخل دولة الاحتلال لمنع الفلسطينيين المشردين من الدخول.
ولم يذكر التقرير ما الذي سيحدث لغزة بمجرد إخلاء سكانها، لكنه أشار إلى أن السكان الذين تم إخلاؤهم قد يستقرون في نهاية المطاف في مكان آخر، وأشارت الوثيقة إلى أن دولا من بينها تركيا وقطر والإمارات العربية المتحدة يمكن أن تمنح اللاجئين أموالا أو تعيد توطينهم.
واعترفت الصحيفة بأن الاقتراح من المحتمل أن يكون معقدا من حيث الشرعية الدولية.
وأضاف، في تقديرنا فإن القتال بعد إجلاء السكان سيؤدي إلى عدد أقل من الضحايا المدنيين مقارنة بما يمكن توقعه إذا بقي السكان.
ووصف مكتب نتنياهو التقرير بأنه ورقة مفاهيمية، يتم إعداد أمثالها على جميع مستويات الحكومة وأجهزتها الأمنية.
وأضاف البيان أن قضية اليوم التالي لم تناقش في أي محفل رسمي في دولة الاحتلال التي تركز في هذا الوقت على تدمير قدرات حماس الحاكمة والعسكرية.
وطلبت دولة الاحتلال من المدنيين في شمال القطاع، بمن فيهم سكان مدينة غزة، الانتقال إلى الجنوب من القطاع، قائلة: إن “الوضع سيكون أكثر أمانا هناك مع هجوم جيش الاحتلال على حماس بعد هجومها عبر الحدود”.
لكن الكثيرين ممن يعيشون هناك يخشون من أن التوغل العسكري الإسرائيلي في غزة، الذي تقول سلطات الاحتلال: إنه “يهدف إلى القضاء على الحركة الإرهابية، هو ذريعة لتطهير كل أو جزء من الأراضي من الفلسطينيين، ولديهم مخاوف من تكرار اقتلاع مئات الآلاف ممن فروا أو أجبروا على ترك منازلهم خلال القتال الذي أحاط بقيام دولة الاحتلال في عام 1948”.
التسريب يضر بالعلاقات
وقال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم محمود عباس، الرئيس الفلسطيني، عن التقرير “نحن ضد النقل إلى أي مكان، بأي شكل من الأشكال، ونعتبره خطا أحمر لن نسمح بتجاوزه، ما حدث في عام 1948 لن يسمح بحدوثه مرة أخرى”.
كما أوضحت مصر منذ بداية الحرب أنها لا تريد استقبال موجة من اللاجئين.
ويعتقد أن مسؤولين أمريكيين اقترحوا على مصر إيواء سكان غزة الفارين من القتال مؤقتا، لكن القاهرة رفضت الفكرة، واقترحت مصر بدلا من ذلك إيواء اللاجئين في صحراء النقب بجنوب الأراضي المحتلة.
وقال يوئيل غوزانسكي، وهو زميل بارز في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، لصحيفة التلغراف إن الورقة المفاهيمية تهدد بتدمير العلاقات مع شريك رئيس.
وأضاف، إذا كان موجودا، ولم أر نسخة ، أعتقد أنه خطأ، خطأ يمكن أن يؤدي إلى أزمة بين الاحتلال ومصر في وقت نحن في أمس الحاجة إليهما، هناك الكثير من الضغط على مصر، من الشارع، وأنت لا تريد تأجيج ذلك.
وأوضح “التوقيت خاطئ، الطريقة خاطئة، إذا كنت تريد أن تفعل شيئا كهذا، فيجب رفعه بهدوء، التسريب نفسه سيضر بالعلاقات”.
وتابع غوزانسكي أنه من الممكن أن تكون هناك مفاوضات بين الولايات المتحدة ومصر وبعض دول الخليج لمصر لاستقبال لاجئي غزة مؤقتا”.
وقال: إنه “من الممكن تعويض مصر عن طريق شطب ديونها الوطنية، لكنه أضاف أن مبدأ أي مفاوضات من هذا القبيل يجب أن يبدأ بالاعتراف بالسيادة المصرية”.
حكمت مصر غزة بين عامي 1948 و 1967 ، عندما استولت دولة الاحتلال على المنطقة ، إلى جانب الضفة الغربية والقدس الشرقية، الغالبية العظمى من سكان غزة هم أحفاد اللاجئين الفلسطينيين الذين اقتلعوا من ما يعرف الآن بدولة الاحتلال.
https://www.telegraph.co.uk/world-news/2023/10/31/benjamin-netanyahu-gaza-israel-palestine-egypt-expel-policy/