عاودت الطائرات الحربية الصهيونية استهداف مستشفيات قطاع غزة، وأطلقت العنان لقذائفها لاستهداف بوابة مستشفى الشفاء وهو الأكبر على مستوى مستشفيات القطاع، فأوقعت نحو 15 شهيدا وعشرات الجرحى.
واستهدف الاحتلال سيارتي إسعاف كانتا بمدخل طوارئ المستشفى تتبعان مستشفى الشفاء، وكانتا تُقلان بعض الجرحى والذين كان مقررا نقلهم للمناطق الجنوبية، فضلا عن تهديد عشرات الآلاف من النازحين حول المستشفى.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية د. أشرف القدرة: إن “الصهاينة يمارسون التحريض والتزييف أمام العالم، بهدف سفك دماء النزحين على أبواب المستشفيات”.
وأضاف أن 997 مجزرة نفذها الاحتلال منذ 8 أكتوبر، أسفرت عن 9237 شهيدا منهم 3826 طفلا و2405 سيدة منذ بدء العدوان.
وطالب “القدرة” المجتمع الدولي بملاحقة الاحتلال على جرائمه، وتساءل كيف صعد هؤلاء المسلحون لسيارات الإسعاف، وقد تابع الناس صور من استهدفوا، وأن المجزرة نقلت على الهواء مباشرة وفي أقل التقديرات بعد أقل من دقيقة على الهواء، فأين ذهب المسلحون؟.
وأكد أن الاحتلال يقر بجرائمه بادعاءاته المستمرة أنها تستهدف مسلحي المقاومة، مشددا على أن الاحتلال استهدف قافلة الإسعافات بشكل متعمد، وأن ذلك بعد سيل من التهديدات للمستشفى ورسائل الإخلاء.
واستهدف الاحتلال الجمعة؛ مستشفيين أخريين وهما الأندونيسي فأسقطت طائراته الحربية على قاعة النخيل بالمستشفى قنابل دخانية تسللت لتخنق المرضي والمصابين، ومستشفى القدس الذي أطلقت على محيطه القنابل المتنفجرة اسوة بمعظم مستشفيات القطاع، كما استهدف الاحتلال الجمعة مدرسة للأونروا بمنطقة الصفطاوي.
الاحتلال في مأزق
ودعا إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته الإنسانية والأخلاقية والسياسية بوضع حد لجرائم الحرب التي يقترفها الاحتلال ورفع الغطاء عنه سياسيا وقانونيا وإعلاميا وتنفيذ القرارات الأممية الملزمة له بوقف شامل لحرب الإبادة التي يقوم بها تجاه أهلنا وشعبنا في غزة.
وقال هنية في تصريح له مساء الجمعة: إن “المجازر التي يقترفها الاحتلال تعبير عن المأزق الذي يمر به الاحتلال وقواته البرية وهي تتلقى ضربات المقاومة المتتالية لقواته البرية والتي تدافع عن أرضنا وتثأر لآلاف الشهداء والجرحى”.
وأشار إلى الاستهداف المنظم للمستشفيات والتي كان آخرها استهداف الجرحى والمصابين على بوابة مستشفى الشفاء اليوم بشكل متزامن مع استهداف محيطي مستشفى القدس والمستشفى الإندونيسي.
وقال: “هذه الوحشية التي تزامنت مع الزيارة الجديدة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، هي نتاج الضوء الأخضر والغطاء المفتوح الذي تقدمه الولايات المتحدة للاحتلال بهذا المستوى من التحدي لكل القيم الإنسانية والقوانين الدولية”.
وأكد أن المقاومة ستواصل دفاعها عن شعبنا بكل قوة وتوجه ضرباتها بكل ضراوة، ولن يكون للاحتلال مقام على أرضنا.
وأمام مجزرة الجرحى والمشافي، طالب هنية الإخوة في مصر فتح معبر رفح بالكامل، وتجاوز أي اعتبارات تحول دون ذلك تكريسا لمسؤوليتها القومية تجاه أشقائهم في القطاع الصامد وإيصال كافة احتياجاته الإنسانية.
ودعا الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم مواصلة التعبير عن غضبهم تجاه هذه الدماء في وجه الصهاينة وحلفائهم، والمطالبة بموقف عربي وإسلامي ودولي يجبر الاحتلال على وقف هذه الجرائم.
خسائرها أكبر مما تعترف
قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، موسى أبو مرزوق: إن “ما يفعله الاحتلال الإسرائيلي من تدمير لن يحقق نصرا، مؤكدا أن قتلى الاحتلال أكثر مما يعترف به”.
وأضاف “يحاول العدو أن يضغط على المدنيين قتلا وتشريدا، ويستهدف المستشفيات والمدارس التي تؤوي الآلاف من السكان المدنيين من أجل تهجيرهم ودفعهم إلى الخروج جنوبا، كما يواصل منذ بداية الحرب القصف المتواصل للمنازل والأعيان المدنية، ويرتكب المجازر التي يسقط جراءها العشرات والمئات في كل مرة، معظمهم من النساء والأطفال، كما حدث خلال اليومين الماضيين في جباليا”.
وأوضح أن القطاع يواجه أزمة كبيرة تتمثل في عدم دخول احتياجاته من الغذاء والدواء والوقود، وبالأمس تحدث الأميركيون عن دخول 100 شاحنة، ولكن الواقع أن ما دخل هو 59 شاحنة فقط، ومعظم حمولتها مياها وأكفانا، وليس فيها ما يحتاجه الناس من غذاء ودواء، والمعروف أن غزة تحتاج يوميا إلى نحو 700 شاحنة، فلا أقل من إدخال 200 شاحنة يوميا على الأقل؛ لأن الوضع مأساوي على هذا الجانب.
وأضاف “الآن فتح معبر رفح لخروج الأجانب، والمفروض أن يخرج مع هؤلاء ذوو الإصابات الحرجة، ولكن الاحتلال استهدف سيارات الإسعاف التي تقلّ بعض هؤلاء المصابين، ليضيف جروحا إلى جروحهم ويفاقم من مأساتهم”.
وأوضح “على مستوى آخر، لعلكم سمعتم عن الفتوى التي أصدرها مجلس الحاخامات اليهودي لنتنياهو بقصف مستشفى الشفاء تحديدا، استنادا إلى نصوص التوراة” حسب ما قالوا.