“عبيد البيت الأبيض”.. هل هي مصادفة أن يتصدر أصحاب البشرة السمراء قرارات واشنطن المخزية؟

- ‎فيعربي ودولي

خلال عصر الرقيق الأمريكي فرض السيد الأبيض تمييزا صارما بين نوعين من العبيد، الأول هم عبيد المنزل، والآخر عبيد الحقل؛ وهذا التمييز تناوله الثائر الأمريكي مالكوم إكس في خطبه وحملاته ضد العنصرية مرارا وتكرارا.

وفي كل مرة كان إكس يوضح خطر عبيد المنزل المنتفعين الذين يسحقون عبيد الحقل المكافحين من أجل الحياة، وفي أحسن الأحوال، من أجل التخلص من العبودية.

هذه المقاربة الجارحة تلخص وضع الساسة والمسؤولين الأمريكيين من أصول أفريقية تحت سلطة السيد المريكي الأبيض، حينما يزج بهم في المشاهد المخزية لاتخاذ قرار مثل الفيتو لمنع وقف إبادة المسلمين في غزة، ببساطة أنهم يمثلون عبيد المنزل الذين يسيطرون ويقمعون عبيد الحقل، والجميع تحت سيطرة الرجل الأبيض، أي المحتل الأمريكي.

الغريب أنه داخل أمريكا عاد شعار “لا للعنصرية” ضد عبيد الحقل؛ ليفرض نفسه، عقب مقتل الأمريكي من أصل أفريقي “جورج فلويد” صاحب البشرة السمراء على يد أحد ضباط الشرطة من أصحاب البشرة البيضاء.

وللمرة الثانية خلال أقل من شهرين، فشل مجلس الأمن الدولي، الجمعة الماضية، في تمرير مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض «الفيتو» ضد القرار، وكانت النتائج النهائية لعملية التصويت على القرار «13 دولة صوتت لصالح القرار، عدا بريطانيا التي امتنعت عن التصويت، والولايات المتحدة التي استخدمت حق الفيتو ضد القرار».

وادعت الولايات المتحدة على لسان نائب المندوبة الأمريكية لدى مجلس الأمن، روبرت وود، أمريكي من ذوي البشرة السمراء، أنها استخدمت حق «الفيتو» ضد مشروع القرار، لأنه لا يدين حركة حماس ولا يؤكد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، فيما أعلن مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، تشانغ جون، أن بلاده تشعر بخيبة أمل شديدة من استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لوقف إطلاق النار فورا في غزة.

وكانت واشنطن قد استخدمت حق الفيتو لأول مرة عام 1970، إذا صوتت إلى جانب بريطانيا ضد مشروع قرار حول روديسيا التي أصبحت فيما بعد زيمبابوي، بينما كانت أول مرة تستخدم حقها في «الفيتو» لحماية دولة الاحتلال، كان في عام 1973، عندما اعترضت على مشروع يؤكد على حق الفلسطينيين ويطالب بالانسحاب من الأراضي العربية التي احتلتها.

بينما كان آخر فيتو أمريكي ضد القضية الفلسطينية، في 18 ديسمبر، 2017 استخدمته ضد مشروع قرار مصري يرفض إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها من تل أبيب، وقد حاز المشروع المصري على تأييد 14 دولة من أصل 15 عضوة في مجلس الأمن الدولي.

ويعتبر حق الفيتو في مجلس الأمن، هو الحق الذي يجري منحه للدول الأعضاء الخمس الدائمي العضوية في مجلس الأمن، وهم الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة، وهذه الميزة تمنح الأعضاء الخمسة وبشكل فردي حقهم في رفض أي مشروع قرار، حتى وإن كان مقبولا للدول الـ14 الأخرى المكونة لمجلس الأمن.

وحق النقض أو حق الفيتو، استخدمه الاتحاد السوفيتي لأول مرة عام 1946، واستخدم الأعضاء الدائمون حقهم في الفيتو منذ إنشاء الأمم المتحدة في أعقاب الحرب العالمية الثانية في عام 1946، فيما تعتبر روسيا أكثر الدول استخداما له بما يزيد على 140 مرة، أما الولايات المتحدة استخدمت حق الفيتو نحو 79 مرة منذ عام 2015 فقط، كان منها نحو 45 مرة استخدمتهم لحماية كيان العدو الصهيوني، واستخدمته 5 مرات منذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر الجاري، ليصل بذلك إجمالي عدد المرات التي استخدمت فيها أمريكا حق الفيتو لحماية دولة الاحتلال 50 مرة “عبيد البيت” هل هي مصادفة أن يتصدر أصحاب البشرة السمراء قرارات واشنطن المخزية؟

 

يروي فيلم “كبير الخدم” أو بالإنجليزية “The Butler” قصة أحد عبيد المنزل، وهو (يوجين آلان)، رئيس الخدم الأسمر في البيت الأبيض، والذي استمر في وظيفته مع ثماني رؤساء للولايات المتحدة، في الفترة بين 1956 و1986، صاحب البشرة السمراء التي تسببت يوما في اغتصاب والدته ثم جنونها بعد مقتل والده لاعتراضه على الظلم، امام عيني كبير الخدم “طفلا” ليذهب الطفل للعمل على خدمة القاتل في منزله بدلا من العمل في مزرعة عائلته.