في الوقت الذي تبلع فيه العديد من الأنظمة العربية لسانها، حتى عن مجرد نقد جرائم إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين، سواء من النظام الانقلاب في مصر والذي يصارع من أجل إرضاء أمريكا وإسرائيل على حساب تصفية القضية الفلسطينية، أو من الجزائر التي لم يسمع لها صوتا رغم أنها ملأت العالم ضجيجا وصراخا بأنها مع الفلسطينيين ظالمين أو مظلومين، أو من الإمارات التي تنقل الأسلحة الحدييثة إلى تل أبيب عبر طيران الاتحاد، أو السعودية التي تبطن غير ما تبدي من تصريحات ومواقف، وفق شهادات الصهاينة أنفسهم بأن مسئوليها يطالبون من إسرائيل وأمريكا تسريع القضاء على حماس والمقاومة، حتى لا يستمر إحراجهم أمام الشعوب العربية، بل والأردن نفسها التي تزيد من صادراتها من الخضروات والفاكهة للكيان الصهيوني لتعويض النقص الغذائي وتراجع كميات الغذاء لدى إسرائيل لتوقف الإنتاج الزراعي والصناعي في إسرائيل بفعل ضربات المقاومة، وسط ذلك كله، تواصل المقاومة الفلسطينية تكبيد الاحتلال خسائر فادحة في آلياته العسكرية وفي الأرواح، بفعل أسلحتها وخططها المحكمة على الأرض، والتي تتسيدها حماس برجالها ، على الرغم من فارق الأسلحة والتجهيزات العسكرية.
الأكمنة القاتلة
ومن حصاد الأكمنة العسكرية التي تنصبها المقاومة على أرض فلسطين، ما أعلنه جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء ، بمقتل 10 من عناصره، في المعارك الدائرة شمالي قطاع غزة، إذ قال: إن “العسكريين الثمانية بينهم عقيد وقائد فرقة في لواء جولاني، قُتلوا بكمين لكتائب القسام في الشجاعية بغزة”.
وقبل ساعات أعلن الاحتلال مقتل ضابط في معارك مع المقاومة الفلسطينية شمالي قطاع غزة، وقال الجيش في بيان نقلته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية: إن “الرائد احتياط زفيكا لافي فوقي قُتل الاثنين متأثرا بجراحه، دون تفاصيل أكثر، وذكرت هيئة البث أن 3 جنود إسرائيليين أصيبوا بجروح بالغة في معارك بمناطق جنوبي القطاع”.
والاثنين الماضي، أعلنت فصائل فلسطينية في غزة استهداف آليات عسكرية ومواقع تحصنت بها قوات من الجيش الإسرائيلي في عدة محاور من القطاع، وتحقيق إصابات مباشرة.
وقالت كتائب القسام الذراع المسلحة لحركة حماس، وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في بيانات منفصلة، إن “عمليات الاستهداف أوقعت قتلى وجرحى في صفوف القوات الإسرائيلية”.
وتعددت محاور القتال بين الفصائل وجيش الاحتلال الإسرائيلي بين شرق مدينة غزة، وغرب مخيم جباليا شمالي القطاع، وبيت لاهيا شمالا، وشرق مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
تكتيكات نوعية
وكان موقع “Ynet” الإسرائيلي، كشف، اليوم الأربعاء، تفاصيل العملية التي قُتل فيها 10 جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي، بينهم قائد فرقة في لواء جولاني “النخبة” في كمين لكتائب القسام، في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
حيث كشفت التحقيقات الأولية للعملية أنه تم تحديد بنايات مشبوهة في منطقة مزدحمة بالسكان في حي الرقبة في المساء، وخلال العملية، أُطلقت النيران باتجاه الجنود، ما أدى إلى نشوب معركة قصيرة انفجرت فيها أيضا عبوة ناسفة باتجاههم، ما أدى إلى اضطراب بين القوات وإصابة الجنود.
بعد ذلك، باشر الفريق القتالي التابع للفرقة عملية إسعاف المصابين، حيث دخل عدد إضافي من الجنود إلى مبنى آخر، وفيه تم تفجير عبوة ناسفة أخرى، ما أدى إلى وقوع إصابات جديدة.
بينما عملت قوة أخرى على إخراجهم بحرص هذه المرة لتحييد عناصر المقاومة، وشنت القوات الجوية هجوما لإخفاء المنطقة وعزلها، وأدى هذا الحادث إلى مقتل سبعة جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعضهم داخل المبنى، والبعض الآخر خارجه.
الموقع الإسرائيلي أشار إلى أن أحد القتلى هو قائد الكتيبة 13، المقدم تومر غرينبرغ، الذي فقد أكثر من 41 جنديا يوم السبت الأسود طوفان الأقصى في غلاف غزة بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر الماضي.
فيما تم تكليف لواء الجولاني، الذي فقد الكثير من الجنود والضباط في الشجاعية خلال عملية الجرف الصامد عام 2014، بالمهمة الأكثر تعقيدا في الحرب الحالية، وهي الاستيلاء على مركز الحي وتطهيره، حيث تتمركز أقوى كتائب حماس.
يضم وسط الحي القصبة والسوق والمدينة القديمة، وهي منطقة كثيفة السكان وعريقة يمتد تاريخها لعدة قرون، وقال ضابط في اللواء: “أعطونا من 7 إلى 10 أيام للعمل هنا وضرب حماس بقوة، ولكن تطهير الشجاعية بالكامل يحتاج حوالي 6 أشهر”.
ومنذ اندلاع حرب غزة وبدء المناورات البرية تضرب حماس بقوة في صفوف القوات الاسرائيلية عبر الأكمنة والمواجهات المباشرة من المسافة صفر، وهو ما لا يتعود عليه الجيش الاسرائيلي، الذذي لا يجيد سوى الضربات الجوية والمدفعية الثقيلة التي تستهدف المدنيين للتغطية على خسائره في المعارك البرية.