اعتبر مراقبون أن تصريحات وزير الحرب الصهيوني يوآف جالانت، هو استجداء عقد هدنة جديدة مستمرة وضعت حماس شروطا مذلة للصهاينة إن هم قبلوها، فضلا عن عنجهية فارغة عندما يعرض على حماس، إما الاستسلام أو الموت لوزير فر من أرض غزة، بعدما حصل على لقطة في 10 ديسمبر، وهو يصل ممسكا بتلابيب دبابة من جهتها الخلفية.
فظهر وتحيطه الدبابات طوال الوقت خوفا من اقتناصه، فأصر على تصريحاته والتقط بعض الصور ثم غادر مسرعا.
وأوضح المراقبون أن جالانت يستجدي حلفاء الكيان بتقديم وعرض هدنة بسبب الخسائر، وهذا ما سيقوم به الأمريكيون فورا وسيبدأ الحديث بتواتر عن الهدنة.
وقال يوآف جالانت: “إذا قمنا بالمزيد من الضغط سيكون هناك المزيد من الاقتراحات بشأن هدن جديدة وسنقوم بدراستها”.
وقال جالانت: “سنفكك الكتائب التي تقاتلنا وهذا سيكون مصيرها، بما فيها تلك التي تواجهنا في خانيونس”.
“حماس” منظمة عسكريا
ورفض وزير الحرب الصهيوني، الالتزام بجدول زمني محدد للحرب على قطاع غزة، لكنه أشار إلى أن المرحلة الحالية من القتال البري العنيف والغارات الجوية يمكن أن تستمر لأسابيع، وهو ما اعتبره المراقبون أن الصهاينة في ورطة كبيرة ليس فقط في خانيونس بل وخسائرهم فادحة أيضا في كافة الأنحاء.
ومن جانبه الكاتب والباحث السياسي وسام عفيفة أن تصريح جالانت أن أمام حماس الاستسلام أو الموت يظهر أنه منفصل عن الواقع، وهذا الخطاب كان يصلح قبل 60 عاما.
وأضاف عبر شاشة الجزيرة أن جالانت يبدو أنه يتحدث في إطار منفصل عن الواقع فضلا عن انفصاله أيضا عن الكابنيت الصهيوني، حيث اختلاف روايته عن رئيس حكومة الاحتلال بنامين نتنياهو.
وأكد عفيفة أن جالانت مصاب بعنجهية من حصل على ضوء أخضر من أمريكا وحجم الدعم والإسناد الذي بدا منتشيا، وهو يتحدث عنه وهو يتحدث عن الدعم المالي والعسكري والشراكة في الدماء.
وبالتزامن مع تصريحات جالانت التي بدا فيها كمن يطلب النجدة فأقر وكأنه يقول: “الحقونا، نغرق ونحتاج لهدنة عاجلة ولكن ليطلبها الأمريكان أو الحلفاء العرب ومنهزمون بشدة وخسائرنا مروعة في خانيونس، ومتورطون بهذه الحرب ولا نعرف كيف نخرج منها”.
قال نتنياهو: “سيتمّ تمويل إعادة تأهيل غزة بواسطة السعودية والإمارات، وسنسيطر على كل المعابر البرية”.
في حين حمل الإعلام الصهيوني الجانبين مسؤولة الفشل فقال اليوم بحسب متابعين إشتعال الحرب الداخلية على الفاشل المأزوم نتنياهو و العجوز الخرف جالانت، ونقلوا عن أعضاء الليكود قولهم: “نتن ياهو وقح ، وأن خسائر الجيش الإسرائيلي وإسرائيل السبت الأسود7أكتوبر ليس لها مثيل فضلا عن استمرار مطالبات عائلات الأسرى الإسرائيليين بوقف الحرب”.
وأشار مراقبون متعجبين من تصريحات جالانت والعملية العسكرية التي يقوم بها الاحتلال لتحرير الأسرى لدى المقاومة فشلت فشلا ذريعا، ونتيجتها مقتل الجندي الأسير لدى المقاومة.
ونسي أيضا أن جيشه حاول مرات عديدة أن يخترق التهدئة لعدة أسباب منها أنه لم يستوعب بعد أنه خضع لشروط المقاومة.
الإعلامي أحمد منصور نشر عبر حسابه @amansouraja تصريحات للوزير جالانت وتعليقع عليها مباشرة، وعتبر أن ما نطق به جالانت هو ضمن عبارات اليأس و كلمات الضعف والخور والانهزام النفسي سيطرت على خطاب وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت الليلة وهذا تفسير وشرح موجز لأهم ما قاله:
غالانت :”المعركة ستأخذ وقتا وسنحقق النصر فيها” معناها نحن فاشلون ومتورطون بدأنا الحرب ولا نعرف متى وكيف ننهيها.
غالانت: “سنفكك الكتائب التي تقاتلنا وهذا سيكون مصيرها بما فيها تلك التي تواجهنا في خانيونس، هذا يعني أنهم في ورطة كبيرة في خانيونس وخسائرهم فادحة.
غالانت: “إذا قمنا بالمزيد من الضغط سيكون هناك المزيد من الاقتراحات بشأن هدن جديدة وسنقوم بدراستها” يستجدي حلفاء اسرائيل بتقديم وعرض هدنة بسبب الخسائر، وهذا ما سيقوم به الأمريكيون فورا وسيبدأ الحديث بتواتر عن الهدنة.
غالانت: “نأمل أن تجد الحكومة حلا بالنسبة للطلاب الجنود الذين يقاتلون في غزة”أزمة داخلية كبيرة في إسرائيل الدراسة معطلة والشركات معطلة والدولة مشلولة لأن كل ماهو فوق 18 جندي يحارب.
غالانت: “الحرب ستنتهي عندما نحقق أهدافها” باختصار نحن فاشلون حتى الآن و لم نحقق شيئا
https://twitter.com/amansouraja/status/1734269862824820908
تصريحات متناقضة
الصحفية منى عمري @MonaOmary أشارت إلى أن “التصريحات المتناقضة في المشهد السياسي الإسرائيلي لم تعد تصدر عن غالانت ونتنياهو فحسب، بل عن نتنياهو ونتنياهو نفسه.
وأوضحت أنه “في بداية اليوم يقول نتنياهو إنه يؤيد إدخال السلطة الفلسطينية لقطاع غزة بعد نهاية الحرب، وفي نهاية اليوم يقول إنه لن يسمح لمن يمول الإرهاب بقيادة غزة، لا حماسستان ولا فتحستان، على حد تعبيره.
وقالت: “يحاول الرجل في تصريحاته الموازنة بين جمهوره الداخلي والولايات المتحدة وطموحاتها بإنهاء الحرب وإغلاق ملف الشرق الأوسط المزعج، وبين هذا الجمهور وذاك اختلاف شاسع، من جهة هو أمام جمهور أهالي الأسرى الذين يريدون عودة أبنائهم ومن جهة ثانية هو أمام شركاء متطرفون في الحكومة، لا يفهمون إلا بلغة السلخ والجلد والتهجير، ولديه شركاء في مجلس الحرب يعزفون لحنا أمريكيا تحضيرا للكراسي التي سيجلسون عليها في اليوم الذي يلي الحرب”.
وأضافت “نتنياهو بالفعل متخبط، ولم يعد الملك الذي يقود المشهد بدون نقاش كما سابق عهده”.
وخلصت إلى أن “الرجل أمام المجتمع الدولي لم يقدم حلا منذ بداية الحرب بل تصدى لكل الحلول المطروحة، ولا يعطي بعدا زمنيا لإنهاء المهمة وهذا ما دفع بايدن القول قد ينقلب الرأي العام العالمي بين ليلة وضحاها في ظل استمرار إبادة الفلسطينيين”.
https://twitter.com/MonaOmary/status/1734596785291575664
الجيش الصهيوني مأزوم
وعلى صعيد العمليات العسكرية قال خبير عسكري: إن “إدعاء غالانت محاصرة الشجاعية رسالة داخلية لا تجسد الواقع”.
ونقل متابعون منهم الصحفي رضوان الأخرس @rdooan آخر التقارير العسكرية من الميدان.
وكان ذلك بلاغ عسكري صادر كتائب القسام أعلنت فيه: “بعد عودتهم من خطوط القتال غرب معسكر جباليا، أبلغ مجاهدونا بأنهم أعدوا كمينا محكما لفصيل مشاة صهيوني معزز يوم الثلاثاء الماضي، حيث تمكنوا من تفجير عبوتين مضادتين للأفراد رعدية تلفزيونية، بهم ومن ثم الإجهاز عليهم من نقطة صفر ليوقعوا عشرات الجنود بين قتيل وجريح، كما تقدمت قوة صهيونية راجلة بعد يومين باتجاه مبنى تحصن فيه عدد من المجاهدين قرب بركة أبو راشد وبعد تفجيرها لبوابة المبنى، وأثناء دخولها استهدفها المجاهدون بالقنابل اليدوية وإطلاق النار عليها وملاحقتها من مكان إلى آخر وأكد المجاهدون قتل 15 جنديا منهم”.