في ظل تراخي الموقف المصري من العدوان الصهيوني على غزة وعلى مناطق الحدود المصرية، وتقديم السيسي تنازلات متتالية لإسرائيل التي باتت تتحكم في معبر رفح وتنشر مراقبيها عليه، وبعد سلسلة من الضربات المتعمدة على محور فلادلفيا الموازي لشريط الحدود المصرية بالمخالفة لاتفاقية السلام الموقعة بين الجانبين، بدأت اسرائيل تنتقل الى مرحلة متقدمة من ابتلاع مصر والسيطرة على مواقفها السياسية، وتحقيق أحلام حاخاماتها الذين كشفوا عن أحلامهم في إعادة احتلال سيناء مجددا، انتقلت إسرائيل للتباحث حول إمكانية نشر قوات إسرائيلية على الجانب المصري من معبر رفح الحدودي، تحت مزاعم إحباط أي محاولة لحركة حماس من الهروب أو تهريب الأسرى الإسرائيليين.
وقالت القناة “12” العبرية: إن “المباحثات الإسرائيلية تهدف إلى التأكد من عدم قدرة حماس على الهروب أو تهريب أسرى إسرائيليين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة إلى مصر”.
وأضافت أن هذه الإجراءات هي موضوع مباحثات وعملية تنسيق أمني يجريه الاحتلال في هذه الأثناء مع الجانب المصري.
يأتي ذلك في وقت يكثف فيه جيش الاحتلال مراقبته محور فيلادلفيا الواقع بين مصر وقطاع غزة المحاصر، بحسب تقارير إسرائيلية.
وحول تقرير القناة العبرية، قال الإعلامي، عضو مجلس النواب مصطفى بكري: “هذه محاولة للتحرش بمصر مرفوضة، هذا استفزاز لن تقبل به مصر، مصر دولة ذات سيادة وحدودها مقدسة”.
وأضاف أن “هذه حلقة في مخطط التهجير، وعلينا أن نستعد للمواجهة، الجيش المصري على أتم الاستعداد لحماية حدودنا وحماية الأمن القومي على كافة الاتجاهات، وإذا أراد النتن (نتنياهو) وحكومة الحرب أن يجربوا، والله لنرينهم من أمرنا عجبا”.
يأتي هذا التعليق فيما تصمت كافة الجهات الرسمية، تماما عن التعيق أو توجيه ردا مناسبا.
وفي وقت سابق الخميس، شن الاحتلال الإسرائيلي هجوما غير عادي قرب الحدود المصرية مع قطاع غزة، في حادثة تعد تطورا غير مسبوق منذ أكثر من شهرين على العدوان الإسرائيلي ضد غزة.
وقصف الاحتلال بهجوم كبير منازل الخط الأول في مدينة رفح الفاصلة بين مصر وغزة، في خطوة وصفت بأنها تطور خطير قد يدفع إلى انفجار الموقف بين مصر وإسرائيل.
ويأتي لصمت في وقت بالغ الحطورة، قد يسمح لاسرائيل للتمادي في مخططاتها، سواء الدفع بمئات الآلاف من الفلسطينيين نحو النزوح القسري الى سيناء وفرض التهجير على مصر، وسط سيناريوهات عديدة تحدثت عن تفاهمات سابقة بين السيسي والأمريكان والإسرائيليين حول تقديم إغراءات مالية لمصر مقابل القبول بتهجير نحو مليون فلسطيني، إلى داخل المدن المصرية، في العاشر من رمضان أو السادس من أكتوبر أو غيرها من مدن مصر، أو عبر تهجير ناعم، بإدخال نفس العدد عبر منح دراسية وعلاج للمصابين مع استقبال أسرهم ومنحهم إقامات مستمرة بمصر، وهو ما يمثل استهانة بالشعب المصري والجيش المصري، قد تدفع لتعميم خيانة مصر من قبل السيسي ودوائر رسمية أخرى.