في الوقت الذي يعلن فيه رئيس الوزراء الصهيوني من أصل بولندي بنيامين نتنياهو أن “القوات الإسرائيلية توغلت في غزة وسنواصل القتال حتى هزيمة حماس”، استعرض نائب رئيس الأركان “الإسرائيلي” السابق يائير جولان وثيقة جديدة من وثائق الهزيمة على حد قول المراقبين بعدما اختصر ما يحدث الآن في غزة بأن “خيرة أبنائنا يُقــتــلون في غزة دون وجود إنجازات ولا حتى أهداف واضحة للحــ ـرب.
ونشر صحيفة “معاريف” الصهيونية حوار إذاعي أجرته مع جولان أثار جدلاً كبيراً وهو لواء متقاعد سبق ووصف تصريحات وتصرفات وزير الدفاع جالانت بـ”الغبية وغير الضرورية”٬ وقال:
– شن إسرائيل حربا يضحي فيها خيرة أبنائها دون أهداف حربية أمر صادم.
– مشكلة العملية البرية هي أن المستوى السياسي لا يوضح أهداف الحرب.
– يستحيل علينا تجاهل أن الحرب بدأت بفشل ساحق لإسرائيل حتى لو نلنا من السنوار.
– على القيادة السياسية قول الحقيقة لشعبها وتأخير القضاء على حماس.
– لا مفر من التوصل لاتفاق مع حماس وليس مع أي فاعل آخر.
– حماس الوحيدة القادرة على إطلاق سراح المختطفين وليس نحن.
– نهج الكذب الحالي لدى الحكومة يعني أن مواطنينا لن يعودوا لبيوتهم على الحدود.
– علينا بناء مؤسسة صهيونية مزدهرة هنا فكيف سنفعل ذلك بعد كل ما يحدث.
– حماس دخلت الحرب مدركة أن سيناريو تدمير الضاحية الجنوبية محتمل.
– حماس حققت هدفا استراتيجيا حين قالت لإسرائيل: أنا من يدير الصراع.
– تصريحات غالانت بشأن السنوار دعاية حرب غبية لا معنى لها.
– جالانت يدعو السنوار للخروج إلى غزة لرؤية حجم الدمار: هذه تصريحات حمقاء، ألم يشاهد السنوار الدمار في حربي 2014 و2021؟
وتساءل “ألم يشاهد ما حصل للضاحية الجنوبية بلبنان؟ هذه حماقة!- رغم الدمار الذي أحدثه الجيش في غزة ظهرنا كدولة ضعيفة لا تدافع عن نفسها إلا بمساعدة أمريكية.- ينبغي إجراء الانتخابات الآن٬ من المستحيل مواصلة القتال مع هذه الحكومة غير القادرة على تحديد أهداف الحرب٬ من الضروري تغيير الحكومة”.
وفي تفصيل لما قاله ونشرته “معاريف”:
قال جولان: “التزام الدولة قبل كل شيء، يجب أن يكون تجاه المختطفين وإعادتهم، وأتوقّع أن ينعكس ذلك على أرض الواقع، ولست أرى إنجازات أو تقدما على أرض الواقع، والتحرّك العسكري الذي يشارك فيه عدد غير قليل من الألوية والفرق، لا أرى إلى أين سيؤدي في النهاية”.
وأضاف أن “دولة إسرائيل تخوض حربا يضحي من أجلها خيرة أبنائها بحياتهم، دون أية أهداف عسكرية، وهذا أمر صادم”.
وأوضح أنه “لا شك أن الضرر الذي لحق بحماس جسيم، وكلما واصلنا القتال سوف يتعمّق الضرر، لكن على الدولة الجادة والحكومة الجادة أن تقول: “ماذا بعد؟”، “ماذا سيحدث في اليوم التالي؟”. “هل هذا الأمر يتوافق مع إطلاق سراح المختطفين؟ هذا التصريح بأنه سيكون هناك نوع من الصفقة المستقبلية، نفهم معالمها. لن تكون هناك صفقة دون أن تدرك حماس أن السيف قد زال عن عنقها، فإذا كان الأمر كذلك. التصريح بأننا “سندمّر حماس وسنطلق سراح المختطفين أيضا؟”؛ لا يمكن أن يعملا معا”.
وتابع: “إذا أردنا اتفاقا، فمن الضروري أن يكون مع حماس، وليس مع أي فاعل آخر، فحماس وحدها القادرة على إطلاق سراح المختطفين”.
وتعليقا على كلام وزير الدفاع (جالانت) ضد السنوار، قال: “غير ضروري للغاية، وغبي للغاية. ماذا؟ حماس لم تعرف ماذا فعلنا بالضاحية في بيروت عام 2006؟ كانت تعلم جيدا. حماس لم تجرب عملية “الرصاص المصبوب” أو “الجرف الصامد”؟ لا تعرف عنهما مدى الدمار المحتمل؟ (..) لقد دخلت حماس هذا الصراع بذهن صافٍ. كانت تأمل بالطبع أن ينضمّ آخرون، وكانت تدرك جيدا ما هي الأسعار، لكنها قالت لدولة إسرائيل شيئا بسيطا للغاية: “لقد ظننتم أنكم تستطيعون إدارة الصراع.. سأظهر لكم أنكم لا تستطيعون ذلك”.
وأردف، “حتى لو علّقنا رأس السنوار على رمح غدا، سيكون من المستحيل تجاهل حقيقة أن هذه الحرب بدأت بفشل ذريع لدولة إسرائيل، وكشفت أنها دولة ضعيفة بسبب استمرارها في القتال، وهي غير قادرة على الوقوف بمفردها في مواجهة أعدائها وتحتاج إلى رعاية أمريكية، ومن المسلّم به أن هذا هو الحال راهنا”.
وأشار إلى أنه “منذ عام 2009، توقفت دولة إسرائيل فعليا عن الانخراط في المجال السياسي، لقد أوقفت هذا الموضوع تماما، وأوهمت نفسها بأن السلام مع الإمارات ممكن وليس له ثمن على الإطلاق، كل هذه الأوهام المستقلة لن تجدي نفعا بعد الآن”.
السبت الأسوأ
وتحدثت وسائل إعلام عبرية، عن تفاصيل مقتل عددٍ كبيرٍ من ضُبّاط وجنود الاحتلال على يد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وكشف جيش الاحتلال عن مقتل 14جنديًا، خلال 24 ساعة، في أكبر حصيلةٍ حتى الآن نتيجة ضراوة المعارك، والكمائن التي أعدتها المقاومة للجنود في محاور القتال بغزة.
وقال الاحتلال، إنّ 4 من الجنود قتلوا على الفور وأصيب اثنان منهم بجروح خطيرة، نتيجة فشل منظومة (تروفي) التي تعترض الصواريخ، في التصدي لقذيفة مضادة للدروع، ما تسبب في اختراقها مدرعتها وانفجارها بالداخل.
وفخخ المقاومون مبنى وسط قطاع غزة، بعبوة ناسفة، ما أدى إلى مقتل جنديين على الفور، وإصابة 10 آخرين ثلاثة منهم بجروح خطرة.
واعترف الاحتلال بمقتل اثنين من جنوده على الفور، نتيجة تفجير عبوة ناسفة، قرب مركبة عسكرية، فيما أصيب اثنان آخران بجروح خطيرة.
وبثت حسابات عبرية، لقطات مسربة، لجيب من نوع (هامر)، تعرض لعبوة ناسفة في قطاع غزة، وتظهر فيه بركة من دماء الجنود بداخله.
واخترقت كمية كبيرة من آثار الشظايا الجسم المصفح للجيب العسكري، وآثار دماء الجنود الغزيرة فيه، ما يكشف حجم الخسائر التي يتعرض لها الاحتلال داخل قطاع غزة على يد المقاومة.
يشار إلى أن كتائب القسام، كشفت السبت، في العديد من البلاغات العسكيرية، عن العمليات التي نفذتها بحق جنود الاحتلال، ومنها استهداف مجموعة من الجيبات القيادية، في منطقة جحر الديك، بعبوات ناسفة، ومؤكدة إيقاع خسائر كبيرة من القتلى والجرحى بين صفوف الاحتلال.
ووصلت حصيلة قتلى الاحتلال منذ الغزوّ البريّ، إلى 156 ضابطًا وجنديًا، في حين بلغت الحصيلة الإجماليّة منذ عملية( طوفان الأقصى) 485 جنديًا، بحسب ما يعلت الاحتلال وجيشه.