بعد ليبيا والعراق وسوريا والصومال.. السيسي يتوعد المصريين بمصير غزة

- ‎فيعربي ودولي

في مشهد أصاب الكثيرين بالاستياء، بما فيهم مؤيدو السيسي، خرج السيسي على المصريين، أمس، قبل ساعات من الذكرى الثالثة عشر لثورة يناير المجيدة التي وافقت اليوم الخميس، والتي يراها السيسي سبب أزمات مصر السياسية والاقتصادية والأمنية، بالمخالفة لدستوره الذي نص على كونها عيدا وثورة للمصريين، خرج ليحذر المصريين من  مجرد التظاهر أو الامتعاض حتى من سياساته التي أفقرتهم، مبشرا إياهم بمزيد من الجوع وشح في السلع والخدمات..

واستخدم سلاح الترهيب من أوضاع غزة والانهيار والحصار الذي يشارك فيه، قائلا، “احمدوا ربنا، فيه شعوب جنبنا مش لاقيه لقمة ومش عارفين ندخّل ليها أبسط أنواع الطعام، شوية دقيق وقمح وزيت، ليخبزوا رغيف خبز يأكلونه” تلك التصريحات التي تنم عن خوار  النظام العسكري العاجز عن فرض سيادته على أراضيه وحدوده، تحمل تخويفا ومحاولة لإخماد روح الغصب المتصاعد في نفوس المصريين، إثر الغلاء والفقر وانهيار قيمة عملتهم وتصاعد الأسعار وانهيار مستوى المعيشة.

وقارن السيسي ، في خطابه بمناسبة عيد الشرطة، بين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في مصر بتلك التي في قطاع غزة الذي يعيش تحت الحصار منذ 17 عاما، ويشهد مجازر يومية بسبب الحرب الإسرائيلية المدمرة منذ أكثر من مائة يوم.

 

وقال السيسي: “يعني مش هنأكل؟ إحنا بنأكل، يعني مش هنشرب؟ إحنا بنشرب وكل حاجة ماشية، طب غالية أو بعضها مش متوفر؟ إيه يعني، بقول لكم مثال حي لناس مش عارفين ندخلها أكل، اللي هو الأساسيات يعني شوية قمح ودقيق وشوية زيت عشان يعملوا رغيف عيش يأكلوه منذ أربع شهور”.

التعبيرات الاستفزازية للسيسي أثارت استهجانا وسخرية بين المصريين، الذين ستفزهم التناقض الواضح بين وعوده بتحسين الأوضاع والواقع المرير الذي يعيشه المواطنون.

وتدرجت وعود السيسي للمصريين من مرحلة “هتبقى قد الدنيا”، إلى مرحلة “مش أحسن ما تبقى زي سورية ولا العراق”، والتي انتهت بمقارنتهم بضحايا الحصار والمجازر الإسرائيلية في القطاع.

ومع استمرار سياسات الإفقار التي يتبعها النظام العسكري المتوحش،  تحولت الجمهورية الجديدة التي وعد بها السيسي ، تنحصر في ضمان توفير الغذاء فقط.

 

من الصومال إلى غزة

وقبل أيام من حديثه عن غزة حذر السيسي من مصير الصومال والانقسامات والنزاعات التي تضرب البلاد منذ سنوات، وذلك في حضور الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود.

وأثناء المؤتمر الصحفي الذي جمع السيسي وشيخ محمود  مساء الأحد 21 يناير،  قال: “مش عارف الكلام ده ممكن يزعل رئيس الصومال لكن أنا بخاطب المصريين، رسالتي للمصريين، الصومال دخلت في مشكلة عام 90 ولحد النهاردة، دخلت في تحديات عصفت بها لأكثر من 30 سنة”.

وتابع: “فخلوا بالكم من بلدكم وحافظوا على استقراركم، الدولة تقدر تواجه أي تحد طالما مستقرة، فلو دخلت في عدم استقرار لاترجع بسهولة”.

وعلى الرغم من عدم اللياقة السياسية والدبلوماسية، التي وقع فيها السيسي، تناسى السيسي أن مصير الصومال وصل إلى هذه الدرجة من الانهيار، على خلفية حكم الرئيس الصومالي الأسبق، محمد سياد بري، والذي أتى مثله على رأس انقلاب عسكري، وحكم 21 عاما بنفس العقلية العسكرية الغبية، وكان مكروها من الشعب مثل السيسي، فسقطت الصومال بسببه عام 90 في حرب أهلية، ثم غزو أميركي، استمرار السيسي 21 عاما لـ2034 قد يؤدي لهذا وأسوأ.

ووفق تقديرات سياسية، فإن السيسي  قد لا يمانع في وقوع حرب أهلية محتملة في حال اشتدت الأوضاع المعيشية سوءا ، حيث يعتمد السيسي على العسكر والبلطحية وشركات الأمن الخاصة والتدخل السريع، في مواجهة أي غضب شعبي مستحق.

 

ابتزاز السيسي للمصريين

من جهته، قدّم الأكاديمي عمار علي حسن تحليلا لمراحل وعود السيسي للمصريين، معبرا عن تساؤلاته وانتقاداته، وقال: “وصلنا إلى مرحلة عشان منبقاش زي غزة، هل في هذا أي تصريح أو تلميح؟ إشارة أو عبارة، تدل على امتلاك حلول لمشكلاتنا في سنوات قليلة قادمة، كما سمعنا من رئيس الوزراء مؤخرا”.

وأعرب حسن، على منصة إكس، عن اعتقاده بأن الشعب المصري يتعرض لابتزاز مفرط، حيث يتم تحميله وحده مسؤولية الحفاظ على الدولة، بينما تسلك القرارات العليا غالبا اتجاها معاكسا، كما أكد على أهمية تجنب استخدام استمالات الخوف والتهديد في التعامل مع قضايا البلاد، حيث أشار إلى أن هذا الأسلوب يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية، وقد حث على توفير أمل حقيقي ومستدام كخطوة للخروج من المأزق الحالي.

واختتم تحليله بالقول: إن “تجنب هذا المسار المدمر يأتي مع منح أمل غير كاذب، ضوء في نهاية النفق، نمضي إليه وفق خطة مختلفة عن تلك التي وضعتنا على حافة الهلاك”.

— عمار علي حسن Ammar Ali Hassan (@ammaralihassan) January 24, 2024

وفي السياق ذاته، علق حساب “المجلس الثوري المصري” على “إكس” “انتقلنا من مصر حتبقى أد الدنيا في 2013، مرورا، مش أحسن ما نبقى زي سورية والعراق، وصولا اليوم لكويس قوي أنكم بتأكلوا وتشربوا واحمدوا ربنا أنكم مش زي غزة، هذا هو ملخص حكم  السيسي 10 سنوات، وعلى الرغم من تحذيرات السيسي التي تنطلق من منطق المتشبث بالسلطة بأي ثمن وبلا أي مراعاة لانهيار أو مخاطر، تبقى الثورة المصرية ممكنة بعد 13 عاما ، من جذوة الثورة والغضب الشعبي”.