في وقت يعلن فيه يهود أمريكيون رفضهم الخضوع لابتزاز (إيباك) المؤسسة اليهودية الأكبر في أمريكا، المشرعين الأمريكان في الكونجرس، تخضع واشنطن إلى متطلبات مجلس الحرب الصهيوني بقيادة بنيامين نتنياهو حتى ساعته، لمنع تكرار ما حدث في 7 أكتوبر مجددا.
الابتزاز الصهيوني للبيت الأبيض كانت له نتائج مباشرة على عدة أصعدة أبرزها استمرار التسليح فبحسب “إسرائيل هيوم” الصهونية فإن نحو 300 طائرة و50 سفينة تحمل 35 ألف طن من الذخائر الأمريكية وصلت إلى الاحتلال منذ بدء الحرب.
ومساء 20 مارس أبلغ بنيامين نتنياهو جمهوريي الكونجرس بأن العمليات العسكرية في غزة قد انتهت إلى حد بعيد في وقت يشير إلى استمرار حملته.
وتجنب ديمقراطيو الكونجرس مؤتمرا مماثلا بعد بيان زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر الذي هاجم فيه نتنياهو، وطالبه بانتخابات مبكرة وأنه بات خطرا على كيانه الصهيوني نفسه.
وألقى نتنياهو الأربعاء خطابا أمام أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين من خلال دائرة تليفزيونية في محاولة يجيدها للعب على تناقضات السياسة الأمريكية وتعميق تناقضات الخلافات السياسية بين اليسار الأمريكي واليمين الصهيوني الإنجيلي الذي يغلب على الحزب الجمهوري فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
الكاتب الصحفي الأميريكي اليهودي “توماس فريدمان”في مقابلة مع صحيفة “هآرتس” الصهيونية اعتبر أن نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي، وأن حرب إسرائيل علي غزة هي الحرب العالمية الثانية الحقيقية.
وقال فريدمان: “سأكون صادقا، أعتقد أن هذه هي أسوأ حكومة شهدتها إسرائيل على الإطلاق، وأعتقد أن نتنياهو سيُدرج في التاريخ باعتباره أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي، وليس فقط في التاريخ الإسرائيلي”.
وتابع: “أنا أزعم أن حرب إسرائيل على غزة هي في الواقع الحرب العالمية الثانية الحقيقية، كل شخص في العالم لديه رأي حولها، يتابعها، ويتأثر بها، إنها تمس الفصول الدراسية في كل مكان”.
فرّق تسد
فرق تسد هو ما يجيده نتنياهو أبا عن جد، مع السماح له بالتدخل المباشر في الانتخابات الأمريكية كما هي راعيته (إيباك) وأعادت للأذهان خطابه امام مجلس النواب في 2015 رغم عدم موافقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في محاولة للتأثير على موقف الإدارة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران
ابتزاز جوزيف بايدن تحدث عنه العضو السابق لمجلس حقوق الإنسان في مصر أسامة رشدي وقال عبر @OsamaRushdi: “نتنياهو الذي يقاتل الآن لإنقاذ نفسه مهما كان الثمن يهاجم #بايدن ويدعي أنه يوجّه له اتهامات كاذبة ويوجه صفعة له، ويقول إنه لن يفلح في مساعيه لوقف الحرب”.
وأضاف “نتنياهو يتحدث من مركز قوة وهو يرى أن اليمين الصهيوني الإنجيلي في الولايات المتحدة أقوى من بايدن وحكومته وأنه هو من يبتز بايدن العاجز الذي بات يتوسل إليه لوقف ما لم يعد الرأي العام الأمريكي نفسه قادر على تحمله”.
وأشار إلى أنه مع ذلك لايجرؤ بايدن على اتخاذ أي موقف عملي لرفع الحماية الدولية عنه، ووقف إطلاق النار من خلال مجلس الأمن وفقا للفصل السابع، كما حدث في نزاعات دولية سابقة أو وقف إمداده بأسلحة الدمار التي يدمر ويقتل بها الأبرياء في غزة العزة وهو الذي لايستطيع الحرب بدون الجسور الجوية والبحرية التي أمدتهم بكل أسلحة الدمار والإبادة”.
https://twitter.com/OsamaRushdi/status/1769716029909803104
وتظهر واشنطن في أحداث الحرب منذ اليوم الأول واليوم يجول وزير خارجية واشنطن مجددا بالمنطقة للمرة السادسة منذ 7 أكتوبر.
وبات اليهودي بلينكن يمثّل الكيان الصهيوني أكثر من تمثيله لأمريكا، يحشد لكيانه عسكريا وسياسيا، ويمنح مضيفيه العرب قليلا من معسول الكلام، ومع حضوره لم يتحرج مجلس الحرب من أن يعطي ردا سلبيا ركيكا على ما طرحته حركة حماس، لوقف العدوان والدخول في صفقة تبادل، بحسب مراقبين.
تألم القتلة
وتحدث الرئيس جوزيف بايدن صباح الأربعاء مع بنيامين نتنياهو لدى مناقشة المفاوضات الجارية بشأن الرهائن في قطر، وشدد بايدن على الحاجة الملحة إلى زيادة كبيرة في تدفق المساعدات المنقذة للحياة لتصل إلى المحتاجين في جميع أنحاء غزة، مع التركيز بشكل خاص على الشمال.
وعبر بايدن عن قلقه العميق بشأن احتمال قيام إسرائيل بإجراء عملية برية كبيرة في رفح، حيث يبحث أكثر من مليون مدني نازح حاليا عن مأوى بعد فرارهم من القتال في الشمال.
وأكد بايدن ضرورة هزيمة حماس في غزة وفي الوقت نفسه حماية السكان المدنيين وتسهيل توصيل المساعدات بشكل آمن ودون عوائق في جميع أنحاء غزة، وبحثا اجتماعا قريبا في واشنطن لتبادل وجهات النظر ومناقشة الأساليب البديلة التي تستهدف عناصر من حماس الرئيسيين وتأمين الحدود بين مصر وغزة دون القيام بعملية برية كبيرة في رفح.
وعلى غرار بايدن إلا قليلا كان ما نقلته رويترز عن تصريحات لوزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون من أن حل الدولتين ممكن لكن أمن إسرائيل أمر حيوي، وأن أهم شيء الآن هو وقف القتال لتحرير الرهائن وإدخال المساعدات، وأن الهدنة في غزة ضرورية لكن توجد مجموعة شروط يجب الوفاء بها.
عملية تضليل
وعن دموع التماسيح علق المحلل في الشان الدولي أدهم أبو سلمية @adham922 موضحا أن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بعملية تضليل مركزة وهي تعلن قلقها من اقتحام العدو الصهيوني المجرم لمدينة رفح، في وقت تقوم فيه قوات العدو المجرم باستباحة باقي مناطق قطاع غزة وترتكب المجازر المروعة بحق البيوت الآمنة و عناصر الشرطة المدنية وفرق حماية وتوزيع المساعدات الإنسانية.
وأوضح أنه عادت الحرب لتشتد كما لو أنها في يومها الأول بعد أن اطمأن العدو أن المسلمين في رمضان لا يختلفون في نومهم العميق عنهم قبل رمضان، وأن كل التحذيرات من تصاعد الغضب الإسلامي في رمضان غير صحيحة.
https://twitter.com/adham922/status/1770282530341810550
ويصل الابتزاز الصهيوني الوسطاء بعدما هددوا عبر الصحافة الأمريكية بطرد فريق حماس من الدوحة (و.ستريت جورنال) وعليه كان رد نتنياهو السلبي على تعديل ورقة حماس وهو ما اعتبره المحلل السياسي ياسر الزعاترة “قدّم العدو ردا مكتوبا على عرض الهدنة، وكان تافها لا يستحق النظر، كما رأته قيادة حماس، إذ يترك مختلف القضايا ويركّز على التبادل فقط.”.
وأضاف @YZaatreh، “ما يعنينا هنا هو موقف نتنياهو من الصفقة بشكل عام، إذ يبدو واضحا أنه لا يريدها، وكل ما يفعله هو شراء الوقت، بخاصة في ظل حرص إدارة بايدن عليها”.
وأوضح أن “السبب يكمن في اعتقاده بأن هدنة طويلة قد تنطوي على طرح انتخابات مبكّرة في الكيان، تفضي إلى خسارة شبه مؤكّدة لتحالفه، ما يجعله يخرج بهزيمة كبرى 7 أكتوبر، مع وعود بنصر مطلق، لم تتحقق، والنتيجة أن يكون كلام أمثال توماس فريدمان صحيحا، حيث قال الأخير قبل أيام: إن “نتنياهو سيدخل التاريخ بوصفه أسوأ قائد في تاريخ الشعب اليهودي، وليس الإسرائيلي فقط”.
ورأى أن “المفارقة التي تساعد نتنياهو عمليا هي أن رؤية مجلس الحرب لا تبتعد كثيرا عنه في ما يتصل بحيثيات الصفقة، مع خلاف حول ما يُسمّى اليوم التالي، وهم جميعا يشعرون بعبء الفشل بعدما ثبت أن المناطق التي دخلها جيشهم لم تتوقف عن المقاومة”.
وأشار إلى أن “مأزق الغزاة لا يتضح إلا في تحليلات الصحف والبرامج الإخبارية، وحيث تُطرح أسئلة كثيرة عن مسار الحرب، ومن ضمنها عملية رفح وتبعاتها، وما يترتب على المشهد كله من خسائر على كل صعيد، لا سيما حالة العزلة التي يعيشها الكيان مع الدول، ثم مع الرأي العام العالمي، مقابل صعود فلسطين ورواية شعبها على نحو لم يُعرَف في تاريخ الصراع، مع صعود برنامج المقاومة وافتضاح باعة الأوهام ومُدمني العار والعيش تحت بساطير الاحتلال.
وخلص إلى أن “أي تفاصيل في المدى القريب لن تلغي أبدا روعة الطوفان ودخوله التاريخ كمحطة لبداية النهاية للمشروع الصهيوني برمّته، وذلك رغم الثمن الباهظ التي دُفع وما زال يُدفع، والذي تقول تجارب الشعوب المشابهة إنه طبيعي، لأن عادة الغزاة (أي غزاة) أن يُصابوا بالسُّعار ويُصعِّدوا البطش حين يحدث ما يذكّرهم بقرب نهايتهم”.
https://twitter.com/YZaatreh/status/1770379461000593542