منذ أيام أنطلق أولمبياد باريس 2024، ليفضح فسادا جديدا يخص النشاط الرياضي في مصر، حيث رصدت وزارة الشباب والرياضة ميزانية تبلغ 1.1 مليار جنيه استعدادا لأولمبياد باريس 2024، من جيوب الفقراء، في وقت عسير..
وتشارك مصر في أولمبياد باريس 2024، ببعثة هي الأكبر عربيا وأفريقيا، تضم 164 لاعبا في نحو 22 رياضة.
ولعل ما يتفاخر به الانقلاب من حصوله على العديد من الميداليات في البطولات الإفريقية ما هو إلا خداع للمصريين فمعظم الدول الإفريقية لا تهتم بالرياضات ولا تصرف 1% مما ينفقه الانقلابيون في مصر على الرياضة، بل لا توجد في معظم تلك الدول بنية تحية لممارسة تلك الألعاب.
تمثيل غير مشرف وأخذ “سيلفي” و”شوبنج”
انصدم المصريون باللاعبين المصريين الذين يشاركون في أولمبياد باريس 2024، من المستوى المتدني لهؤلاء اللاعبين والذين فشلوا في تقديم مستوى رياضي تنافسي حيث أن معظم اللاعبين خرجوا من الأدوار الأولى، في فضيحة كبرى، فرغم حجم الإنفاق عليهم،إلا أنهم أثبتوا أنهم جزءا من فساد رياضي كبير يتعشش في الرياضة المصرية.
وهاجم الشارع المصري هؤلاء اللاعبين والمسئولين عن الرياضة فيي مصر والذين وصفوهم بأنهم أخذوا أموال الفقراء ليتصورا “سيلفي” ويتسوقوا “شوبنج” في شوارع باريس فهي كانت فسحة لهم وليست دفاعا عن ألوان العلم المصري.
لاعبين دون المستوى
وأدى المستوى المخزي الذي ظهر به معظم اللاعبين بإستثناء لاعب أو لاعبين، حيث خرج معظمهم من الأدوار، إلى تساؤل العديد من المتابعين عن طريقة اختيار هؤلاء اللاعبين.
وتجيب عن هذا التساؤل “ن-أ-و” وهي أم للاعب دراجات بمحافظة القاهرة، حيث قالت “رأيت أبني لديه شغف بالدراجات وركوبها لذلك فكرت أن ألحقه بأحد الأندية لتنمي مهاراته، وليكون بطلا في هذه الرياضة لكني فوجئت، أولا بأن متسابق المضمار لا بد أولا أن يمتلك دراجة يتراوح ثمنها بين 20 ألف إلى 30 ألف”.
وتابعت السيدة أن سعر الدراجة لم يكن هو العائق الأهم ” ، مضيفة: كان من الممكن أن أشارك في جمعية وأشتري لإبني هذه الدراجة لثقتي في قدراته وشغفه لكن المشكلة الأكبر أن أقل نادي في مصر طلب مني 200 ألف جنيه لمشاركة ابني في الفريق ، بل وأن نادي مثل 6 أكتوبر طلب مني أن أشترك في النادي أولا حيث يبلغ اشتراك العضوية السنوية 154 ألف جنيه، بالإضافة لاستمارة العضوية 260 ألف جنيه”.
وأضافت ” لم أستغرب قول اللاعبة جنة عليوة في مشكلتها مع اللاعبة شهد سعيد إنها أكثر شخص سيكون سعيد بمشاركة شهد لأنها ستحصل على المركز الأخير، فإن هاتان اللاعبتان تلعبان في ناديان كبيران وطريقة المشاركة أما عن طريق الواسطة، أو دفع مبالغ مالية كبيرة، وأخذ أماكن لاعبين كان من الممكن أن يظهروا كفاءة عالية لكنهم فقراء، فليست لهم أي فرصة”.
وليست الرياضات الفردية فقط هي منبع الفساد والرشاوى، وقتل المنافسة، بل يقول “م.ص” وهو أب لطفل يلعب في نادي الشرقية للناشئين، حيث بدأ حديثه قائلا ” إن إبني ظهرت عليه موهبة كورة القدم من سن السابعة ومنذ هذا الوقت وأن أهتم به وأقدم له في النوادي لكني فوجئت بطلب مبالغ مالية من المدربين لإشراك إبني في هذه النوادي وتلك المبالغ كانت أقلها 50 ألف جنيه”.
وتابع” استطعت أن أقلل هذا المبلغ عن طريق واسطة تعمل في نادي الشرقية، وبالفعل لعب إبني في ناشئي النادي ورغم موهبته العالية، بشهاد كل من شاهده إلا أنه أصبح ضيف شرف مع الفريق، لا يشارك في المباريات ويشارك فقط في التدريبات”.
وأضاف عندما سألت أبني عن عدم مشاركته قال ” المدرب لا يشرك سوى من يدفع له 3 آلاف جنيه شهريا أو من تكون له واسطة كبيرة حيث أن لي زميل لاعب عندما أشرك كبديل أتصل والد هذا اللاعب بالمدرب ووبخه ووعده المدرب أن ذلك لن يحدث ثانية”.
خيبة أمل متكررة
وتتوالى خيبات الأمل، حيث أن مصر تشارك بانتظام في دورات الألعاب الأولمبية منذ دورة الألعاب الأولمبية في ستوكهولم عام 1912، حسب موقع الهيئة العامة للاستعلامات، وحصدت 38 ميدالية متنوعة فقط في حين أن دول أقل منها عددا وأفقر تخطت هذا العدد، مثل كينيا، التي أصبحت قوة أولمبية في أفريقيا، حيث ركزت على ألعاب محددة مثل الجري والقفز، لتحوز 86 ميدالية متنوعة وتتفوق على كل دول القارة”.
وتعجز مصر في تطوير قدرات الرياضيين الأولمبيين، منذ عام 1984 في دورة لوس أنجلوس، فازت الصين بأول ميدالية أولمبية في تاريخها، بينما كان لدى مصر حينها أكثر من 20 ميدالية. اليوم، الصين لديها أكثر من 500 ميدالية وتحصل على المراكز الأولى، لكن الرياضيين المصريين الآن
يتسابقون على من سيكون أول لاعب يخرج من الباب الخلفي.