كتب رانيا قناوي:
يبدو أن فشل تجربة قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي في بيع جزيرتي "تيران وصنافير" على طريقة "أبيع نفسي"، دفعته للبحث عن أسلوب جديد في الترويج لبيع مصر بالقطعة على طريقة "أبو عشم مات والمعاملة خد وهات".
هذا ما نجح فيه السيسي في الآونة الأخيرة خلال طرح مشروع المليون ونصف المليون فدان، لبيعه للمستثمرين الأجانب، حيث استطاع تصدير الوهم للشعب المصري بإقامة مشروعات كبرى منها استصلاح مليون ونصف مليون فدان، وما أن وجه السيسي الجيش باستصلاح 10 آلاف فدان من المشروع وأخذ اللقطة بعد استصلاح قطعة أرض صغيرة، حتى بدأ يروج إعلام السيسي لعدم وجود أموال تكفي تنفيذ المشروع، ليزعم السيسي أنه أمام فشل تمويل الموازنة سيضطر لطرح المليون ونصف المليون فدان للمستثمرين، ليكتشف المصريون بيعها لعدد من المستثمرين الأجانب.. أغلبهم صهاينة وعرب.
عودة المستعمر
وفي هذا الإطار يقول الكاتب الصحفي عامر عبدالمنعم: "نجحت مؤامرة بيع مشروع المليون ونصف المليون فدان للشركات الأجنبية وحرمان المصريين منها، وحتى يفلت المشاركون في الجريمة من المساءلة والعقاب قررت الحكومة طرح شركة الريف المصري التي تتولى بيع المشروع في البورصة، حتى تتفرق الجريمة بين المستثمرين الأمريكيين والصهاينة ووكلائهم العرب".
وأكد عبدالمنعم -خلال تدوينة له على صفحته بـ"فيس بوك" اليوم الأربعاء- "ما يجري في الصحراء الغربية عملية تفريط في تراب الوطن، واستعادة لتجربة دول الموز في أمريكا اللاتينية والتنازل عن الأرض للاستعمار الزراعي، بواقع 50 ألف فدان لكل مستثمر، أي أن المشروع سيشتريه عدد قد لا يزيد عن 30 مستثمرا أجنبيا".
وتابع "للتعميه خصصوا 10% فقد من إجمالي الأرض للشباب ووضعوا لهم شروطا تعجيزية، حتى يبتعدوا.. ما يجري أكبر عملية تأميم في العالم لصالح الأجانب".
ولعل ما يتفق مع كلام عبدالمنعم هو تصريحات قيادات الانقلاب، ورئيس مجلس إدارة شركة الريف المصري نفسه عن الشروط التي تم وضعها للشباب للحصول على قطعة أرض، حيث يعجز الشباب عن تحقيق هذه الشروط.
ووفق إعلان حكومة الانقلاب تنطلق المرحلة الأولى لمشروع المليون ونصف المليون فدان الثلاثاء المقبل، مقسمة بواقع 170 ألف فدان فى شمال الصحراء الغربية، و120 ألف فدان فى منطقة غرب المنيا، و110 آلاف فدان فى توشكى، و100 ألف فدان فى منطقة الفرافرة، بأنظمة رى مختلفة.
ومن المقرر أن تنطلق المرحلة الأولى بأربع مناطق هى الفرافرة القديمة، وواحة المغرة بمنطقة العلمين، ومنطقة غرب غرب المنيا، بالإضافة إلى مساحات بمنطقة توشكى.
شروط تعجيزية
وقسمت الشركة حصص المرحلة الأولى، التى جاءت بالنسبة لصغار المزارعين وللشركات، بواقع 50 ألف فدان لصغار المزارعين و450 ألف فدان للشركات، الأمر الذي يكشف أولا أن النسبة الكبيرة تم وضعها لبيعها بالجملة لمستثمرين أجانب وليس للمصريين، فضلا عن أن تصريحات عاطر حنورة رئيس مجلس إدارة شركة "تنمية الريف المصري الجديد" المسئولة عن إدارة المشروع، انه سيكون سعر الفدان بحوالي 18 ألف جنيه فى الصحراء الغربية، أما فى توشكى فسيكون سعر الفدان 25 ألف جنيه.. لوجود تجهيزات وبنية أساسية هناك.
الأمر الذي سيعجز معه أي شاب للحصول على من 18 : 25 ألف جنيه،ـ والذهاب للصحراء، واستصلاح فدان ارض زراعية، في الوقت الذي تسخر فيه إمكانيات الدولة لشركات أجنبية عملاقة.
"المليون فدان" سبوبة حكومية جديدة لنهب أموال المصريين |