اعترف الاحتلال الصهيوني بانتقال جميع قادة الوحدة الصهيونية التي شاركت في اغتيال القائد المجاهد الشهيد يحيى السنوار قبل أشهر في رفح إلى جهنم وبئس المصير، حيث تم قتل قائد الوحدة ونائبه بعد وقوعها في كمين محكم في بيت حانون شمال قطاع غزة.
ونشر الاحتلال صور الرائد دفير تسيون ريفا، قائد السرية الأمامية للكتيبة 932 في لواء ناحال، الذي قُتل بقذيفة قسامية مضادة في بيت حانون.
ونشرت صور القتيل الثاني من القادة بعملية القسام في بيت حانون هو النقيب إيتان إسرائيل شيكانزي، نائب قائد السرية 932 لواء ناحال.
وتسبب استهداف ناقلة جند للاحتلال من المقاومة خلال المعارك في شمال بيت حانون شمال قطاع غزة في مقتل القائدين ضمن قذيفة مضادة للدروع تمكنت من ناقلة جند.
وزعمت هيئة البث الصهيونية أن رئيس هيئة الأركان دخل إلى (جباليا) جنوب بيت حانون اليوم ليشد من أزر الجنود “الإسرائيليين” بعد الحادثة التي قتل فيها 3 جنود من جيش الاحتلال في بيت حانون!
وقال دورون كدوش بإذاعة جيش الاحتلال الصهيوني إنه “قُتل في معارك بيت حانون في شمال قطاع غزة، قائد السرية ونائبه، وبذلك فقدت سرية النخبة في الكتيبة 932 قائديها في هذا الحادث، القائد والنائب الذي كان من المفترض أن يحل محله في حال مقتله”.
وفي ورقة بحثة قدمها الباحث الفلسطيني معتز حمزة عبر @Moathhamze رصد خائر الاحتلال في العملية العسكرية في بيت حانون معتبرا أنها تاريخية ورسائل استراتيجية.
وقال إن معركة بيت حانون كشفت عن تحول كبير في ديناميكية الصراع، حيث تكبد الجيش “الإسرائيلي” خسائر نوعية وغير مسبوقة، خاصة في صفوف وحدات النخبة مثل كتيبة 932 نحال.
وأضاف أن المقاومة الفلسطينية أظهرت قدرات عالية في استنزاف القوات “الإسرائيلية” وإعادة صياغة المعادلة الميدانية.
وعن تكتيكات المقاومة في بيت حانون، أوضح أن استهداف القادة العسكريين في كتيبة 932 نحال، بما في ذلك مقتل قائد الكتيبة ونائبه، وجه ضربة معنوية كبيرة للكيان الصهيوني.
وذلك من جانب استخدام تكتيكات حرب العصابات المتطورة، التي استفادت من الذخائر “الإسرائيلية” المستولى عليها، جعل المعركة أكثر تعقيدًا على الجيش “الإسرائيلي”.
وأضافت أن تحقيق مكاسب ميدانية داخل بيئة حضرية مغلقة رغم الحصار يُظهر ذكاء تكتيكيًا وقدرة على التكيف مع الظروف.
نقاط الضعف في الجيش “الإسرائيلي”
ورصد الباحث فشل القيادة “الإسرائيلية” في حماية القادة العسكريين يعكس ضعف التخطيط الدفاعي، خاصة مع سقوط نائب قائد الكتيبة 932 المنتمي إلى وحدات القوات الخاصة “إيجوز”.
ورصد أيضًا الاعتماد المتزايد على قادة من الوحدات الخاصة لتعزيز الكتائب النظامية يشير إلى تآكل الثقة في القوات النظامية.
وكشف أن هذه الخطوات أظهرت عجزًا واضحًا عن مواجهة تكتيكات المقاومة المتقدمة.
تأثيرات سياسية وعسكرية
وقال معتز حمزة إن تصاعد الانتقادات الداخلية للقيادة “الإسرائيلية”، خصوصًا تجاه وزير الأمن القومي، مع تزايد الخسائر وصعوبة السيطرة على الميدان.
واشار إلى أنه بلغت الخسائر الاقتصادية ل”إسرائيل” نتيجة المعارك نحو 74 مليار دولار، مما يُعد استنزافًا خطيرًا لقدراتها. فضلا عن الضغوط السياسية الداخلية والخارجية ازدادت مع فشل العمليات العسكرية في تحقيق أهدافها المعلنة.
الأبعاد الإقليمية والدولية
وعدد الباحث مجموعة من المكاسب للمقاومة بفضل الله ثم جهادهم المتصل المتصاعد النوعي حيث أثبتت المقاومة الفلسطينية أنها لاعب رئيسي في تغيير قواعد الاشتباك، رغم الحصار المفروض عليها.
ولفتت ثانيًا إلى أن الدعم الأمريكي لإسرائيل بدأ يواجه انتقادات متزايدة نتيجة الاستنزاف المالي والعسكري في غزة.
وأشارت إلى انعكاسات الأزمة الاقتصادية دفعت الولايات المتحدة إلى مراجعة أولوياتها في المنطقة، ما قد يؤثر على الدعم المستقبلي ل”إسرائيل”.
وأوضحت رابعا أن الخسائر الإسرائيلية التاريخية في الأرواح والاقتصاد تعكس هشاشة الوضع العسكري أمام مقاومة منظمة ومرنة.
وخلص الباحث إلى أن معركة بيت حانون تُعد علامة فارقة في تاريخ الصراع، حيث أثبتت المقاومة قدرتها على تجاوز التحديات وتحقيق انتصارات نوعية، وأن الحصار لم ينجح في إضعاف الإرادة الفلسطينية، بل عزز من قدرتها على الصمود والمواجهة.
وعزز النتائج بالتحديات التي وجدها الاحتلال الصهيوني وكانت غير مسبوقة، تتطلب إعادة النظر في استراتيجياتها العسكرية والسياسية.