.آثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول احتلال القوات الأمريكية لقطاع غزة وطرد الفلسطينيين انتقادات من جانب دول وشعوب العالم ومن جانب الخبراء والمراقبين الذى وصفوا تصريحات ترامب بأنها مجنونة وارهابية وغير أخلاقية متسائلين كيف يريد ترامب طرد الفلسطينيين ومنح أرضهم لمن لا حق لهم فيها ؟
وحذر الخبراء من أن خطة ترامب قد تؤدي إلى خسائر فادحة في صفوف القوات الأمريكية، وقد تعيد المنطقة إلى دوامة من الحروب التي استمرت عقودا في منطقة الشرق الأوسط .
وقالوا : بدلا من محاسبة الاحتلال الصهيوني المجرم على جريمة الإبادة الجماعية والتهجير تتم مكافأته على حساب الشعب الفلسطينى صاحب الأرض .
ريفييرا الشرق الأوسط
كان الرئيس ترامب قد قال إن الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة الذي مزقته الحرب وتطوره اقتصاديا بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى .
وكشف ترامب عن خطته المفاجئة، دون تقديم تفاصيل، خلال مؤتمر صحفي مشترك، أمس الثلاثاء، مع رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، الذي يزور واشنطن.
وأضاف ترامب : إذا لزم الأمر، سنفعل ذلك، سنستولي على تلك القطعة، وسنطورها، ونخلق الآلاف والآلاف من الوظائف، وسيكون ذلك شيئا يمكن للشرق الأوسط بأكمله أن يفخر به وفق تعبيره.
وتابع : إنني أرى وضع ملكية طويل الأمد وأرى أنه سيجلب استقرارا كبيرا لهذا الجزء من الشرق الأوسط مؤكدا أنه تحدث إلى زعماء إقليميين وأنهم يؤيدون الفكرة بحسب زعمه.
وعندما سُئل عمن سيعيش هناك، قال ترامب إنه قد يصبح موطنًا لـ”شعوب العالم”. ووصف الشريط الضيق، حيث أدى الهجوم العسكري الصهيوني ردًا على هجوم حماس عبر الحدود في 7 أكتوبر 2023 إلى تدمير مساحات كبيرة، بأنه يحتمل أن يكون “ريفييرا الشرق الأوسط”.
ليست للبيع
فى المقابل تظاهر نشطاء أمريكيون داعمون للدولة الفلسطينية، أمام البيت الأبيض، ضد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدين أن فلسطين ليست للبيع.
وعلى الرغم من انخفاض درجات الحرارة إلى ما يقرب من الصفر درجة مئوية في العاصمة الأمريكية واشنطن، إلا أن ذلك لم يمنع المئات من النشطاء من التجمع خارج البيت الأبيض.
وهتف المشاركون في التظاهرات ضد رئيس الوزراء الصهيونى بنيامين نتنياهو، مستشهدين بمذكرات الاعتقال الصادرة ضده من المحكمة الجنائية الدولية باعتباره مجرم حرب بسبب المجازر الوحشية على قطاع غزة.
وندد النشطاء بوجود نتنياهو في الولايات المتحدة على الرغم من جرائمه، مشيرين إلى أنه غير مرحب به.
وحذروا من أن اقتراح نقل سكان غزة وتهجيرهم إلى مصر أو الأردن بمثابة صفعة قوية في وجه الفلسطينيين الذين عانوا لعقود من الزمن.
كما هتف المتظاهرون ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مرددين هتافات بأن “فلسطين ليست البيع” و “ترامب اذهب للسجن”.
خسائر فادحة
فيما علقت القناة “12” الصهيونية على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول فرض السيطرة الأمريكية على قطاع غزة وقالت : السيطرة الأمريكية على قطاع غزة تتطلب نشر آلاف الجنود الأمريكيين في منطقة شديدة الحساسية، مما يعرضهم لتهديدات مباشرة من قبل حركة “حماس” والفصائل الفلسطينية الأخرى .
وحذرت القناة من أن هذه الخطة قد تؤدي إلى خسائر فادحة في صفوف القوات الأمريكية، وقد تعيد المنطقة إلى دوامة من الحروب التي استمرت لعقود في الشرق الأوسط”.
الاحتلال المجرم
من جانبها أعلنت “حركة حماس” عن رفضها لتصريحات ترامب، وقالت: بدلا من محاسبة الاحتلال الصهيوني المجرم على جريمة الإبادة الجماعية والتهجير تتم مكافأته لا عقابه .
وأدان المسؤول البارز في حركة حماس سامي أبو زهري دعوات ترامب لسكان غزة للمغادرة ووصفها بأنها “طرد من أرضهم”.
وأضاف أبو زهري فى تصريحات صحفية : نعتبرها وصفة لخلق الفوضى والتوتر في المنطقة لأن أهل غزة لن يسمحوا بتمرير مثل هذه المخططات.
اتفاقات أبراهام
وأكد المحلل السياسي عماد أبو الحسن أن تصريحات ترامب الآخيرة تؤكد إصراره على المضي قدما في تنفيد اتفاقات أبراهام التي بدأها خلال فترته الرئاسية السابقة والتي تتبنى تصفية القضية الفلسطينية.
وقال أبو الحسن فى تصريحات صحفية إن حديث ترامب عن صغر حجم إسرائيل يكشف نيته توسيعها على حساب الفلسطينيين، مؤكدا أن ذلك بمثابة فشل أخلاقي وإرهاب لأنه يمنح أرض شعب لشعب آخر من دون وجه حق .
وتوقع أن يحصل نتنياهو على ضوء أمريكي أخضر بضم الضفة جزئيا بحيث يتم ضم المنطقة “سي” بالضفة الغربية وتهجير سكانها إلى مناطق مجاورة تمهيدا لتهجير الجميع مستقبلا من خلال التنغيص عليهم.
وأشار أبو الحسن إلى أن ترامب يستند في هذا الموقف المتطرف إلى ضعف الموقف العربي معربا عن أسفه لأن الرئيس الأمريكي يفعل ما يريد بالمنطقة ولا أحد يمكنه مخالفته .
مخرج لنتنياهو
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين ان تهجير الفلسطينيين قد يكون مخرجا مقنعا لنتنياهو الذي يحاول العودة من الولايات المتحدة بمباركة أمريكية لتهجير السكان من غزة والضفة سياسيا أو عسكريا.
وأوضح جبارين فى تصريحات صحفية أن المشكلة تتمثل في أن نتنياهو يتهرب من أي مفاوضات سلام مع الفلسطينيين، لأنه خرج من الحكومة الصهيونية نهاية تسعينيات القرن الماضي بسبب خضوعه لطلب الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون بالتفاوض مع السلطة الفلسطينية.
وأشار إلى أنه بسبب هذه التجربة، أصبح نتنياهو أكثر تطرفا في رفض إقامة دولة فلسطينية حتى من وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش .
وشدد جبارين على أن نتنياهو سيحاول العودة من واشنطن بوعد أمريكي بالمضي قدما في اتفاقات التطبيع مع السعودية وإيجاد حل جذري لإيران، أو بمواصلة العمل عسكريا في الضفة الغربية لكن بضجيج أقل.