صدمات كهربائية وحرق بالسجائر وأطلقت عليهم الكلاب.. تقرير يفضح ممارسات الاحتلال الصهيوني لتعذيب الأسرى الفلسطينيين داخل السجون

- ‎فيعربي ودولي

 

 

فضح تقرير أعدته "بي بي سي" ممارسات التعذيب ضد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني.

ونقل التقرير شهادات 5 معتقلين فلسطينيين أُفرج عنهم وعادوا إلى غزة، حول سوء المعاملة والتعذيب على أيدي جيش الاحتلال وموظفي السجون.

ووصف السجناء الفلسطينيون الخمسة المفرج عنهم ظروف اعتقالهم في غزة، ونقلهم إلى إسرائيل، حيث تم احتجازهم أولاً في ثكنات عسكرية قبل نقلهم إلى السجن، وأخيراً إطلاق سراحهم وإعادتهم إلى غزة بعد أشهر، مؤكدين أنهم تعرضوا للإساءة في كل مرحلة من مراحل العملية.

وتتوافق هذه الشهادات، مع شهادات قدمها آخرون لمنظمة "بتسيلم" الصهيونية لحقوق الإنسان والأمم المتحدة، التي أوردت في يوليو الماضى تقارير مفصلة من السجناء العائدين تفيد بأنهم جُردوا من ملابسهم، وحُرموا من الطعام والنوم والماء، وتعرضوا للصدمات الكهربائية والحرق بالسجائر، وأطلقت عليهم الكلاب.

كما وثّق تقريرٌ آخر صادر عن خبراء الأمم المتحدة الشهر الماضي حالات اغتصاب واعتداء جنسي، مشيرا إلى أن استخدام هذه الانتهاكات إجراءٌ معتاد لدى جيش الاحتلال الصهيوني.

 

مواد كيميائية

 

من جانبه قال محمد أبو طويلة، ميكانيكي 36 عاماً: إنه "تعرض لهجوم بمواد كيميائية وأُحرق، مؤكدا أنه كان يتخبط كالحيوان؛ في محاولة لإطفاء النار في جسده".

وأشار إلى ان جنود الاحتلال اقتادوه إلى مبنى غير بعيد عن مكان اعتقاله في مارس 2024، واحتجزوه في غرفة -كان هو المعتقل الوحيد فيها- لمدة ثلاثة أيام من التحقيق معه.

وأكد أبو طويلة أن الجنود خلطوا مواد كيميائية تُستخدم للتنظيف في وعاء، وغمسوا رأسه فيه، ثم لكمه المحققون، فسقط على الأرض، وأُصيبت عينه، لافتا إلى أنهم غطوا عينه بقطعة قماش، ما أدى إلى تفاقم إصابته وأشعلوا النار فيه أيضاً.

ولفت إلى أنهم استخدموا معطر جو مع ولاعة لإشعال النار في ظهره، وركض كالحيوان، محاولًا إخماد النار التي امتدت من رقبته إلى ساقه ثم انهالوا عليّه ضرباً بأعقاب بنادقهم مراراً، وكانوا يحملون عصياً استخدموها لضربه ووخزه في جانبه واستمروا في سكب الحمض عليه، وسكبوه على رأسه فتساقط على جسده وهو جالس على الكرسي .

وأضاف أبو طويلة: كنا نجلس على ركبنا من الخامسة صباحاً حتى العاشرة مساءً، حين يحين وقت النوم .

 

تجريد من الملابس

 

وقال عبد الكريم مشتهى، عامل في مسلخ دواجن 33 عاماً: إنه "اعتُقل في نوفمبر 2023 عند نقطة تفتيش إسرائيلية أثناء تنفيذه أوامر الإخلاء مع عائلته".

وأضاف : كبلونا وضربونا ولم يُعطني أحد قطرة ماء، مؤكدا أنه تعرض للضرب المبرح والإذلال والإهانة والتجريد من الملابس أثناء اعتقاله .

وأشار مشتهى إلى أنهم تُركوه في العراء لساعات في البرد، وأن جنوداً صهاينة سرقوا ممتلكاتهم وأموالهم.

وقال: "كل من سُجن كانوا يقولون له: 'أنت إرهابي'، كانوا يحاولون دائماً إخبارنا بأننا شاركنا في هجوم السابع من أكتوبر، مؤكدا أنه لم يستطع النوم لمدة ثلاث ليالٍ، بسبب تعذيبهم له، ولأن أيديهم كانت مقيدة ومعلقة فوق رؤوسهم لساعات، ولم يكونوا يرتدون أي شيء، وعندما كنا نقول نشعر بالبرد، كانوا يملؤون دلواً بالماء البارد، ويصبونه علينا ثم يشغلون المروحة".

 

أبناء الخنازير

 

وأكد محرر ثالث رفض الكشف عن اسمه 33 عاماً، ويعمل في شركة كابلات كهربائية أنه تعرض لمعاملة سيئة في طريقه إلى هناك، مشيرا إلى أن جنوداً صهاينة بصقوا عليه وعلى آخرين معه، ووصفوهم بـ"أبناء الخنازير" و"أبناء السنوار".

وقال: "لقد جعلونا نستمع إلى تسجيل صوتي يقول: ما فعلتموه بأطفالنا، سنفعله بأطفالكم، لافتا إلى أن الكلاب كانت تستخدم لتخويف المعتقلين في سيدي تيمان وغيره من السجون".

 

صعق كهربائي

 

وقال حمد الدحدوح، 44 عاماً، مزارع: إن "الضرب في الثكنات استهدف رؤوسنا ومناطق حساسة كالعيون والآذان ".

وأكد الدحدوح أنه عانى من تلف مؤقت في الظهر والأذن نتيجة لذلك، وكُسر قفصه الصدري، مشيرا إلى أن الصعق الكهربائي استُخدم في أثناء التحقيقات أو كعقاب.

وأشار إلى أن وحدات القمع كانت تُحضر الكلاب والعصي والمسدسات الصاعقة، وكانوا يصعقوننا بالكهرباء ويضربوننا .

وقال الدحدوح: إن "المحققين أخبروهم أن كل من هو من غزة ينتمي إلى مجموعات إرهابية، وعندما سأل المعتقلون ما إذا كانوا يستطيعون الطعن في ذلك في المحكمة؟، قيل لهم إنه لا يوجد وقت لذلك".