بسبب الموقف الصينى الحاسم والرد القوى من بكين اُضطر الرئيس الأمريكي الإرهابى دونالد ترامب إلى الإعلان عن قرار مفاجئ بالتراجع عن خطته الشاملة للرسوم الجمركية، وإيقافها لمدة 3 أشهر.
وفى محاولة للتغطية على هزيمته المدوية فى معركة الرسوم الجمركية قال ترامب، عن الانتقادات المتزايدة التي انهالت على البيت الأبيض خلال الأسبوع الماضي: "كانوا يصرخون، كانوا يصرخون ، ويشعرون بالخوف".
المراقبون اعتبروا أنه بالنسبة لرئيس معروف بتقلباته السياسية، فإن إعلانه عن إيقاف التعريفات الجمركية المتبادلة التي طال انتظارها لمدة 3 أشهر يُعد تراجعًا كبيرا مقارنة بأنه كان قبل يوم واحد فقط يؤيدها تمامًا ويدافع عنها بشدة ويهاجم الصين بسبب قرارها بفرض رسوم جمركية على الصادرات الأمريكية .
وقالوا : بالتزامن مع تراجع ترامب كان ممثله التجاري يدلي بشهادته في مبنى الكابيتول هيل حول فوائد الرسوم الجمركية، وهو ما يكشف عن جهله بقرار ترامب بإيقافها .
وأشار المراقبون إلى أنه فى الوقت الذى لم تنجح فيه الضغوط من زملائه الجمهوريين ورجال الأعمال وحتى أصدقائه المقربين فى دفع ترامب الى التراجع حيث رد على هذه الضغوط الأسبوع الماضي قائلا : إن "سياساتي لن تتغير أبدًا" إلا أن الموقف الصينى أجبره على التحول بمعدل 180 درجة عن هذا الموقف .
سوق السندات
وأكدوا أن القلق المتزايد داخل وزارة الخزانة بشأن تطورات سوق السندات كان عاملًا محوريًا في قرار ترامب بإيقاف نظام الرسوم الجمركية المتبادلة موضحين أنه بعد موجة بيع حادة في أسواق سندات الحكومة الأمريكية، التي تعد عادة ملاذا آمنا للمستثمرين، أدرك الأمريكيون أن التداعيات الاقتصادية لاستراتيجية ترامب قد تكون كارثية وأسوأ مما توقعه مستشاروه سابقًا.
فى نفس السياق أثار وزير الخزانة سكوت بيسنت هذه المخاوف مباشرةً مع ترامب في اجتماع أمس الأربعاء سبق إعلان الإيقاف، مؤكدًا المخاوف التي أعرب عنها المسئولون الاقتصاديون في البيت الأبيض الذين أطلعوا ترامب على تسارع وتيرة البيع في سوق سندات الخزانة الأمريكية في وقت سابق.
سحب البساط
ما يكشف التخبط الأمريكى أمام الصين أنه حتى كبير مسئولي التجارة في إدارة ترامب بدا وكأنه لم يكن على دراية بإمكانية التغيير عندما أعلن ترامب عن التراجع على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال النائب الديمقراطي ستيفن هورسفورد لممثل التجارة الأمريكي جيميسون جرير خلال جلسة استماع كانت جارية في مبنى الكابيتول هيل عندما أعلن ترامب قراره: "يبدو أن رئيسك سحب البساط من تحت قدميك وأوقف الرسوم الجمركية مؤقتًا".
ورغم ذلك أصر بيسنت ومسئولون آخرون على أن قرار تعليق الرسوم الجمركية الجديدة على جميع الدول باستثناء الصين لم يكن تراجعًا؛ بل اعتبروا هذه الخطوة جزءًا لا يتجزأ من خطة ترامب الشاملة لجلب الدول إلى طاولة المفاوضات.
الصين
فى المقابل ردّت الصين مجدداً على سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب المتعلقة بالرسوم الجمركية برفع رسومها الجمركية على الواردات الأمريكية إلى أكثر من 80%.
وأعلن مكتب لجنة الرسوم الجمركية بمجلس الدولة الصيني أن الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية سترتفع من 34% إلى 84% اعتباراً من 10 أبريل الحالي .
يأتي هذا بعد أن دخلت أحدث زيادة في الرسوم الجمركية الأمريكية، التي رفعت الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى أكثر من 100%، حيز التنفيذ في 9 أبريل.
وأكدت الصين أنها لن ترضخ لضغوط أو تهديدات، ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50 في المئة على سلعها إذا لم تتراجع عن التدابير المضادة التي أعلنت عنها.
وقال ليو بينجيو، المتحدث باسم سفارة بكين في الولايات المتحدة : أكدنا أكثر من مرة أن الضغط على الصين أو تهديدها ليس الطريقة الصحيحة للتعامل معنا. ستحمي الصين بحزم حقوقها ومصالحها المشروعة .
خطأ مضاعف
وتعهدت وزارة التجارة الصينية، بمواصلة محاربة الرسوم الجمركية الأمريكية حتى النهاية.
ووصف متحدث باسم الوزارة تهديد الولايات المتحدة بزيادة الرسوم الجمركية على الصين بأنه خطأ مضاعف يكشف مجددا عن طبيعة الابتزاز لدى الولايات المتحدة.
وقال المتحدث : لن تقبل الصين هذا أبدا، وإذا أصرت الولايات المتحدة على انتهاج طريقها الخاص، فستحاربه الصين حتى النهاية .
وطالب الولايات المتحدة بإلغاء جميع الرسوم الجمركية التي فرضت أحاديا على الصين، ووقف القمع الاقتصادي والتجاري وحل الخلافات مع الصين بشكل صحيح من خلال الحوار المتكافىء على أساس الاحترام المتبادل .
