قال موقع صحيفة (ذا هيل) الأمريكية: إن "السيناتور تيد كروز (جمهوري من تكساس) يتجهز لإعادة طرح مشروع قانون يُصنّف جماعة الإخوان المسلمين جماعةً إرهابية، وذلك بعد هجوم بولدر، كولورادو، الذي نفّذه محمد سليمان".
وقد أعلن سليمان، وهو مواطن مصري، دعمه للجماعة علنًا عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وفقًا لتقارير من شبكة CNN.
وقال "كروز": إنه "سيصوغ نسخة مُحدثة من قانون تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، والذي كان قد أيده سابقًا، مُلقيًا باللوم على الديمقراطيين لعدم وجود قيود على الجماعة".
وأضاف "كروز" في بيان لصحيفة ذا هيل: "تستخدم جماعة الإخوان المسلمين العنف السياسي لتحقيق غايات سياسية وزعزعة استقرار حلفاء أمريكا، سواء داخل الدول أو عبر الحدود الوطنية".
وزعم "كروز" أن الإخوان استغلوا إدارة بايدن لتعزيز نفوذهم وتعميقه، لكن إدارة ترامب والكونغرس الجمهوري لم يعد بإمكانهما تحمل تكلفة تجنب التهديد الذي يشكلونه على الأمريكيين والأمن القومي الأمريكي".
وانحاز مشرعون بالكونجرس إلى كروز، وحثوا الرئيس ترامب على إدانة جماعة الإخوان المسلمين بتسميتها منظمة إرهابية.
وكتب النائب الديمقراطي جاريد موسكوفيتز في منشور على منصةX: "إن تاريخها في الترويج للأيديولوجيات المتطرفة والأنشطة الإرهابية من خلال الشركات التابعة مثل حماس يهدد أمننا القومي والعالمي".
ودرس ترامب اتخاذ الإجراء خلال إدارته الأولى، لكنه لم يصنف المنظمة أبدا على أنها جماعة إرهابية، إلا أن مشروعين آخرين بالكونجرس ومسؤولين أمريكيين لم يعتقدوا أن الجماعة استوفت معايير وصفها بأنها منظمة إرهابية أجنبية.
صحيفة هيل الأميركية قالت: إن "حماس هي الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين" زاعمة أن حماس جماعة "إرهابية" ارتكبت في 7 أكتوبر أكبر مذبحة لليهود في يوم واحد منذ الهولوكوست، والتي شملت قتل واختطاف العشرات من الأمريكيين".
وأضافت أن جماعة الإخوان المسلمين صُنفت منظمةً "إرهابية" في مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وجاء هذا التصنيف بعد فوز أعضائها في مناصب سياسية قيادية قبل الحكم العسكري في مصر، حيث تأسست الجماعة.
وأدعت الصحيفة الأمريكية أن سمعة الإخوان العالمية ترتبط ب"العنف"، على الرغم من أن مؤسسيها نبذوا الهجمات الوحشية في سبعينيات القرن الماضي، وحظوا بدعم شعبي من خلال توفير خدمات اجتماعية كالصيدليات والمستشفيات والمدارس، وفقًا لمجلس العلاقات الخارجية، بحسب الصحيفة.
نماذج كاذبة للعنف
وتتفق إلى حد ما صحيفة هيل الأمريكية مع ادعاءات الإعلام المنحاز للانقلاب العسكري الدموي في مصر (قتلوا بيوم واحد فقط ما يزيد عن 3 آلاف شهيد في 14 أغسطس 2013) والتي لا يزال يرددها من خلال إعلاميين (يسميهم السيسي ذراع إعلامي) أو "خبراء" محسوبين على نظام الفساد بعهد المخلوع حسني مبارك وآخرهم وليس آخرهم حلمي النمنم وحسام بدراوي، فضلا كل المقربين من أحذية العسكر.
وقبل نحو شهرين فندت منصة (صحيح مصر) ادعاء لإبراهيم عيسى (رئيس تحرير الدستور السابق وكان بفترة حكم مبارك يشيد بأداء الإخوان السياسي ومقاومة حركة حماس عبر صفحاتها إلى أن انقلب عليهما) وقال عيسى : "لا صلح ولا تصالح مع قتلة المنسي جماعة الإخوان ".
وقالت "صحيح مصر": " لا علاقة لجماعة الإخوان المسلمون بمقتل العقيد #أحمد_منسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة، الذي استشـهد في 7 يوليو2017، ولم تتهم أي من أجهزة الدولة المصرية، "الإخوان" بمقتله.
وأضافت، "ولايـة سيناء"، التابع لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، هوالذي نفذ الهجوم على كمين البرث، جنوب مدينة #رفح بشمال #سيناء، والذي قُتل وأُصيب فيه نحو26 من أفراد القوات المسلحة المصرية من بينهم "منسي".
وتابعت أن التنظيم أعلن، مسؤوليته عن الحادث، في بيان رسمي، نشرته عدة وسائل إعلام من بينها موقع "بي بي سي".
وأكملت أنه وفي يوم الحادث، نشر #المتحدث_العسكري للقوات المسلحة، بيانًا علي صفحتة الرسمية، ذكر فيه نجاح "قوات إنفاذ القانون بشمال #سيناء، في إحباط هجوم إرهـابي للعناصر التكفيرية على بعض نقاط التمركز جنوب #رفح".
وأضاف أن الحادث "أسفر عن مــقـتل أكثر من عدد (40) فردا تكـفيريا، وتدمير عدد (6) عربات وتعرض قوات إحدى النقاط لانفجار، عربات مفخخة نتج عنها اسـتشـهاد وإصابة عدد (26) فردا من أبطال القوات المسلحة وجاري تمشيط المنطقة ومطاردة العناصر الإرهابية".
داعش والإخوان
وفي سياق ذلك أوضحت أن "داعش" و"الإخوان" يهاجمان بعضهما البعض، حيث سبق لتنظيم "الدولة الإسلامية" مهاجمة جماعة "الإخوان"، واعتبرتهم "مرتدين عن الدين الإسلامي، لأنهم تعاو نوا مع اليهود والنصارى، وسمحوا بمحاربة الموحدين وهدم بيوت المسلمين في سيناء، أثناء فترة توليهم حكم البلاد، ورئيسهم مرسي مرتد"، بحسب مقال نشره المتحدث باسمهم أبومحمد العدناني، في مايو2014.
كما كررت "داعش" مهاجمتها لـ"الإخوان" في أبريل 2015، عقب حكم سجن الرئيس المعزول محمد مرسي بالسجن 20 عامًا، في "أحداث الاتحادية"، وقالت: إنهم "انتهجوا الديمقراطية بدلًا من الجهاد فأذلهم الله".
وأشارت إلى أن "الإخوان" أدانوا هجمات "داعش" على القوات المسلحة في شمال سيناء من قبل وفي مايو2020 على سبيل المثال، عقب هجوم مُسلح أسفر عن استشهاد وإصابة 10 من أفراد القوات المسلحة، قالت "الإخوان" في بيان رسمي: "قلوبنا لتتمزق ألمًا وكمدًا على قتل أبنائنا الجنود الشهداء بإذن الله وإخواننا من أهل سيناء الحبيبة، كل الدم المصري حرام، وكل من أهدر دمًا حرامًا أو تسبب في سفكه أو أعان عليه أو روّج له فهو إرهابي آثم وقاتل مجرم، مهما كان اسمه او وصفه".
قتل السادات
وقال "عيسى": "هذه الجماعة (الإخوان) قتلت أنور السادات، وشاركت في قتله.. قتلته".
إلا أن "صحيح مصر" قالت: إنه "حتى الأجهزة الرسمية لمصر بقياداتها لم تذكر ذلك " لم تتهم أجهزة الدولة المصرية، جماعة الإخوان المسلمون باغتيال الرئيس الأسبق محمد أنور #السادات، ولم تجرِ محاكمة أي من أعضاء وقيادات "الإخوان" التنظيميين في قضية "اغتيال السادات".
وأشارت إلى أن " جماعة "الإخوان" نفسها استمرت في عملها السياسي بعد حادثة اغتيال "السادات"، ونجحت بعد 3 سنوات من الحادث في الفوز عام 1984، بـ8 مقاعد في انتخابات مجلس الشعب، بعد أن ترشحت على قوائم حزب الوفد.
و اتُهم في اغتيال السادات 24 متهمًا حاكمهم القضاء العسكري، ينتمون إلى الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد وبعضهم ضباط بالجيش المصري.
وأضافت أن عملية اغتيال "السادات" نفذها الضباط والأفراد السابقون بالقوات المسلحة والمنتمين لتنظيم الجهاد: خالد الإسلامبولي وعبد الحميد عبد السلام وعطا طايل حميدة وحسين عباس، أثناء العرض العسكري احتفالًا بالذكرى الثامنة لانتصار أكتوبر 1973، مشيرة إلى أن ذلك "بحسب نص قرار الاتهام في القضية، من المدعي العسكري، الذي وجه لهم تهمة القتل عمدًا مع سبق الإصرار والترصد".
وروى القيادي السابق في تنظيم الجهاد نبيل نعيم، في تصريحات إعلامية في أغسطس 2023، وقائع تنفيذ الاغتيال، موضحًا أن من أطلق الرصاصة الأولى تجاه "السادات" هوالقناص السابق بالجيش حسين عباس، بعدما أو قف "الإسلامبولي" السيارة العسكرية التي كانا يستقلانها أمام المنصة التي كان يجلس عليها السادات، وهوما أكده قرار الاتهام، مُضيفًا أن "عباس" و"حميدة" من أطلقا دفعة النيران الأولى من بندقيتهما الآلية.
وبحسب تصريحات لجريدة "المصري اليوم" في ديسمبر 2007، للمتهم رقم 12 في قضية اغتيال "السادات" صالح جاهين، فإن فكرة الاغتيال تولدت بعد الكشف عن تنظيم الجهاد الذي كان يعمل بشكل سري إبان حكم "السادات"، بسبب طلب القيادي في "الجهاد" نبيل المغربي من سائق تاكسي، أن يدله على تاجر سلاح، والذي بدوره أبلغ عنه، وبدأت حملة اعتقالات واسعة تستهدف قيادات التنظيم.
أكد "نعيم" هذا الأمر في تصريحاته الإعلامية؛ إذ يقول: "محمد عبد السلام فرج (منظر لتنظيم الجهاد) قال لوإحنا اتمسكنا، السادات مش هيسيب الناس اللي في السجن دي إلا لما يموت أو هما اللي يموتوا، أيهما أسبق للموت، فلازم نفكر في إننا نموّت السادات قبل ما نتحبس".
وأضاف "نعيم" أن القيادي السابق بالجماعة الإسلامية عبود الزمر، والمقدم في القوات المسلحة حينها، اقترح في سبتمبر 1981 اغتيال "السادات" أثناء افتتاحه أحد المصانع بمحافظة الدقهلية، عن طريق تفجير موكبه بـ"تي إن تي"، وهوما تم الإعداد له، لكن الخطة فشلت لذهاب "السادات" إلى المصنع بطائرة هليكوبتر.
واقترح "الإسلامبولي"، في وقت لاحق من شهر سبتمبر 1981، على أعضاء التنظيم تنفيذ اغتيال "السادات"، أثناء العرض العسكري، بعدما كشف لهم عن مشاركته فيه، بحسب "نعيم" و"جاهين".
في مارس 1982، قضت المحكمة العسكرية العليا بالإعدام بحق "الإسلامبولي" و"عباس" و"فرج" و"عبد السلام" و"طايل"، وبرأت مفتي الجماعة الإسلامية عمر عبد الرحمن، ومتهم آخر يدعى السيد السلاموني، وأصدرت أحكامًا متفاو تة بحق باقي المتهمين.
مهاجم بولدر
وقالت "أسوشييتد برس " الوكالة الرسمية في الولايات المتحدة: إن "المصري محمد سليمان مهاجم مسيرة مؤيدة للإبادة الجماعية، كان طالب لجوء إنساني في الولايات المتحدة".
وأضافت أن محمد سليمان اتهم بإصابة نحو 12 شخصًا في بولدر، كولورادو، خلال هجوم استهدف متظاهرين يطالبون بالإفراج عن رهائن "إسرائيليين"، من بين مئات الآلاف من الأشخاص الذين يُعرف عنهم تجاوز مدة إقامتهم القانونية (الفيزا) كل عام في الولايات المتحدة.
ووُلد محمد صبري سليمان، 45 عامًا، في مصر وانتقل قبل ثلاث سنوات إلى كولورادو سبرينغز، حيث كان يعيش مع زوجته وأطفاله الخمسة، وفقًا لوثائق محكمة الولاية، وكان قد عاش سابقًا لمدة 17 عامًا في الكويت.
ودخل سليمان إلى الولايات المتحدة في أغسطس 2022 بتأشيرة سياحية انتهت صلاحيتها في فبراير 2023، بحسب تريشا ماكلوغلين، المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي.
وقالت ماكلوغلين: إن "سليمان قدّم طلب لجوء في سبتمبر 2022، ومنح تصريح عمل في مارس 2023، لكن هذا التصريح انتهى أيضًا".
ولم ترد الوزارة على طلبات للحصول على مزيد من المعلومات، وقد احتجزت السلطات الفيدرالية للهجرة زوجة سليمان وأطفاله يوم الثلاثاء (3 يونيو)، وقالت كريستي نوم وزيرة الأمن الداخلي إن السلطات تحقق فيما إذا كانت عائلته على علم بخطته".
وحصل محمد سليمان على تصريح عمل من وزارة الأمن الداخلي التي لم توضح ذلك، لكن عادةً ما يصبح طالبو اللجوء مؤهلين للحصول على تصريح عمل بعد 180 يومًا من وصولهم إلى البلاد، ويتماشى ذلك مع دخول سليمان البلاد في أغسطس 2022 وحصوله على تصريح العمل في مارس 2023 بحسب الوكالة الأمريكية.
وقال بعض النقاد: إن "تصاريح العمل تشكّل عامل جذب كبير لطلبات اللجوء من أشخاص لديهم حجج ضعيفة، وتعاني محاكم الهجرة من تراكم نحو 3.6 مليون قضية، قد تستغرق سنوات لحلها".
وأضافت أن السهولة النسبية التي يحصل بها طالبو اللجوء على تصاريح العمل أثارت بعض التوترات مع أشخاص يعيشون في الولايات المتحدة بصورة غير قانونية منذ سنوات أو حتى عقود.
وبلغت نسبة منح اللجوء للمصريين 72% خلال فترة الاثني عشر شهرًا حتى سبتمبر 2024، مقارنةً بـ45% لجميع الجنسيات، وفقًا لبيانات “مركز الوصول إلى سجلات المعاملات” (Transactional Records Access Clearinghouse).
وبلغت نسبة تجاوز التأشيرة للمصريين الحاصلين على تأشيرات سياحية أو تجارية 4% في عام 2023، وهي نسبة منخفضة مقارنة ببعض الدول ذات النسب الأعلى مثل تشاد (49%)، ولاوس (34%)، والسودان (26%).
وتُقدّر الدراسات الأكاديمية أن نحو 40% من المقيمين بصورة غير قانونية في الولايات المتحدة هم ممن تجاوزوا مدة تأشيراتهم، لكن من الصعب الحصول على أرقام دقيقة.
ونشرت وزارة الأمن الداخلي في عام 2016، لأول مرة منذ ما لا يقل عن عقدين عدد من تجاوزوا التأشيرات.
وسُجلت 565,155 حالة تجاوز لمدة التأشيرة من أكتوبر 2022 حتى سبتمبر 2023 بين الزوار الذين دخلوا الولايات المتحدة جوًا أو بحرًا، وهو رقم يتجاوز عدد سكان مناطق حضرية مثل رينو بولاية نيفادا أو تشاتانوغا بولاية تينيسي، بحسب أحدث تقرير سنوي لوزارة الأمن الداخلي.
العدد الإجمالي لحالات التجاوز أكبر من ذلك بكثير، لكنه لم يُحدد بعد لأنه لا يشمل الأشخاص الذين يدخلون البلاد أو يغادرونها برًا، وتُعد تكاليف وصعوبات تطوير نظام تتبع للمغادرة عبر المعابر البرية المزدحمة ضخمة للغاية، بحسب "اسوشيتد برس".