بسبب أخطاء التصميم وعدم صلاحية الطرق .. زيادة معدل الحوادث في الأعياد برعاية العسكري كامل الوزير

- ‎فيتقارير
A picture shows the two damaged buses that collided on a Nile-side road in southern Cairo killing 13 people and wounding 55, 11 November 2003. Witnesses said the accident occurred when one bus burst a tire, flipped over and hit the other bus in the oncoming lane of a road. AFP PHOTO/DASSKI (Photo by DASSKI / AFP)

أصبحت حوادث الطرق في زمن الانقلاب قضية تؤرق المجتمع، حيث تتزايد أعداد الإصابات والوفيات، في الأعياد والمناسبات رغم مزاعم وزير النقل بحكومة الانقلاب المدعو كامل الوزير  بتطوير الطرق وتجاهلها للأخطاء الكارثية فى التصميم.

وفى ظل هذه الأوضاع سجلت إحصائيات حوادث الطرق عام 2024نحو 76.362 إصابة و5.260 وفاة نتيجة حوادث الطرق، وفى عام 2023: بلغت الإصابات 71.016 حالة، مع 5.861 وفاة، مما يشير إلى زيادة بنسبة 27% عن عام 2022.

وأرجع الخبراء زيادة الحوادث إلى العنصر البشري الذى يتسبب فى 75.7% من الحوادث بسبب السرعة الزائدة، وعدم الالتزام بقواعد المرور، والقيادة تحت تأثير المخدرات. بجانب  أخطاء تصميم الطرق وهو ما يلعب دورًا كبيرًا في وقوع الحوادث، خاصة في الطرق السريعة التي تفتقر إلى إشارات مرورية واضحة.

اضافة إلى السرعة الزائدة والوقود المغشوش اللذين يؤديان إلى تقليل كفاءة المركبات وزيادة وقوع الحوادث.

وقال الخبراء إن أكثر الطرق التى تشهد كثافة فى الحوادث طريق الواحات  والدائري الأوسطي الذى يعانى من تحديات في التصميم، مما يؤدي إلى زيادة الحوادث، خاصة في المناطق ذات الانحناءات الحادة.

وطالبوا بضرورة إعادة تصميم الطرق لتشمل إشارات مرورية واضحة وتوسيع الحارات لتناسب حركة المرور. وتنظيم حملات توعية للسائقين والمشاة حول أهمية الالتزام بقواعد المرور وتركيب كاميرات مراقبة لضبط السرعة وتطبيق الغرامات على المخالفين وإلزام مالكي المركبات بإجراء فحوصات دورية للتأكد من سلامتها.

 

أعمدة الإنارة

من جانبه حمل خبير الاقتصاد السياسي، الدكتور عبدالنبي عبدالمطلب، حكومة الانقلاب المسئولية فى زيادة الحوادث، مشيرا إلى أنها لم تهتم ببعض التفاصيل خلال تدشينها شبكة الطرق الجديدة أو تحسين جودة الطرق القديمة .

 

وقال عبدالمطلب فى تصريحات صحفية رغم أن حكومة الانقلاب عملت على تدشين شبكة طرق حديثة وتحسين جودة الطرق القديمة، لكن تلك المشروعات لم تأخذ في الحسبان مسألة توصيل الكهرباء لأعمدة الإنارة خلال ساعات الليل .

وأشار إلى أن القائمين على تدشين شبكة الطرقات أغفلوا أهمية الإضاءة على طرق واسعة، ولتصحيح الخطأ تم وضع خطط لإنارة الطرق باستخدام الطاقة الشمسية، لكن لم يتمكنوا من إيجاد الوسائل والآليات المناسبة لتنفيذ ذلك بشكل كامل.

 

وكشف عبدالمطلب أن غالبية الطرق التي يتم استخدام الطاقة الشمسية لإنارتها تكون مضاءة خلال النهار، لكنها معتمة خلال الليل، وينطبق ذلك على الطرق القديمة والحديثة على حد سواء وبالتالى من الطبيعى أن يستمر وقوع حوادث الطرق رغم مليارات الجنيهات التي تم صرفها لتحديث البنية التحتية .

وشدد على ضرورة التوعية وتغيير الثقافة لدى قائد السيارة، وتوضيح أنه أمين على من يرتاد معه المركبة، مطالبا بنشر الوعي بين المصريين حول مخاطر تجاوز السرعات المقررة، وعدم الالتزام بالقوانين، والاعتراف بوجود مشكلة حقيقة في استخدام البعض للطرق بشكل غير أمن .

وطالب عبدالمطلب بتشديد العقوبات لتكون رادعة في حق من يقود على الطرق تحت تأثير الحبوب المخدرة أو المخدرات أو المسكرات، أو يخالف تعليمات الطريق .

 

الأوضاع الاقتصادية

وأكد أستاذ التخطيط العمرانيّ الدكتور سيف الدين فرج أن حوادث الطرق تتعدد أسبابها لكن أغلبها ترجع إلى العامل البشريّ، والمركبة، والطرق المستخدمة، مشيرا إلى أن مشروعات تطوير الطرق والكباري كان من المفترض أن تسهم في حل كثير من المشكلات المرورية، وخفض معدل الحوادث وتكرارها، لكن ذلك لم يسهم في القضاء عليها أو خفض وتيرتها .

وقال “فرج” فى تصريحات صحفية ان السائق أحد أهم العوامل المؤثرة وراء وقوع الحوادث، وربما يكون ذلك بسبب معاناته خلال السنوات الأخيرة من التوتر النفسي نتيجة الظروف الاقتصادية السيئة التي تمر بها البلاد منذ سنوات، ما يؤثر في تركيز السائقين، ويزيد احتمالية وقوع حوادث.

 

وكشف عن أن الأوضاع الاقتصادية الجديدة ألقت بظلالها على اهتمام كثير من السائقين بالصيانة الدورية للمركبات، وتؤدي دورًا كبيرًا في تقليل المشاكل الميكانيكية أثناء القيادة، خاصة مع الارتفاع الملحوظ في أسعار قطع غيار السيارات وأيضًا أسعار مراكز الصيانة ذاتها، إضافة إلى أن السرعة المفرطة تعد من أبرز أسباب الحوادث، موضحا أنه  رغم زيادة الرقابة الأمنية والرادارات لتقليل السرعة للسائقين، إلا أن التوعية والتثقيف لا تزال ضرورية للمساهمة في مواجهة هذه السلوكيات التي يتبناها العديد من مستخدمي الطرق.

وانتقد “فرج” عدم توافر خدمات السير والمشاة وعبور الطريق في كثير من الطرق التي تم تجديدها وتوسيعها، حيث أصبح من الصعب التعامل معها مع زيادة عدد الحارات المرورية لتصل إلى ثمانية خطوط في بعض الطرق الجديدة؛ مما يتسبب في ارتفاع عدد الإصابات والوفيات خاصة مع صعوبة عبور الطريق .

 

وأشار إلى ضرورة العمل على تحسين البنية التحتية للمشاة، وتوفير ممرات آمنة متمثلة في الأنفاق وكباري المشاة لاستخدام الأفراد مع ضرورة توفير عوامل الأمان والمرونة بها لإمكانية الاستخدام.

 

وأرجع “فرج” كثرة الحوادث التي تقع حاليا وكثرة الإصابات والوفيات الناتجة عنها إلى عاملي العنصر البشري والسيارات، مؤكدا أن العنصر البشري والآلات والبنية التحتية هي عوامل متكاملة لتحقيق الأمان على الطرق.

 

3 أسباب

وأرجع سامي مختار -رئيس الجمعية المصرية لرعاية ضحايا الطرق وأسرهم كثرة حوادث الطرق إلى ثلاثة أسباب؛ أولها العامل البشري المتسبب في 80% من الحوادث، إضافة إلى المركبات والسيارات نفسها وسوء الطريق، مشيرًا إلى أن العامل البشري لا يقتصر فقط على السائق، ولكن المشاة والركاب أيضًا وهو ما يحتاج إلى دور كل فرد في المجتمع للوعي الكامل بهذا الأمر .

وقال “مختار” فى تصريحات صحفية : المشاة الذين يعبرون الطريق على نحو خاطئ يؤدون إلى الحوادث خصوصًا على الطرق السريعة.

وأشار إلى أن عدم وجود مواصفات فنية محددة لدخول السيارات إلى مصر يعد من أبرز المشكلات التي تتسبب في الحوادث، مطالبا حكومة الانقلاب بأن تحدد مواصفات معينة للسيارات التي تدخل مصر بحيث تناسب هذه السيارات الطرق المصرية .

 

وشدد “مختار” على أن المشاة والسائقين والركاب يتقاسمون الأدوار فيما يتعلق بأسباب الحوادث، وهناك أخطاء قاتلة للسائقين، وهم النسبة الأكبر من العنصر البشري المتسببة في الحوادث.

وأضاف أن نسبة الإصابات في كل حادث على الطرق المصرية أكبر من معدلاتها في أي دولة حول العالم، وهذا يحتاج إلى جهد كبير لتوعية المواطنين بكيفية التعامل مع حوادث الطرق فور وقوع الحادث، لافتا الى أن الزمن العالمي هو ثماني دقائق لإنقاذ المصاب، لكن الزمن المصري كبير لإنقاذ المصاب؛ بسبب الزحام الشديد وقلة خبرة المواطنين العاديين عن الإسعافات الأولية للتعامل مع المصابين إلى حين وصول الإسعاف.