رغم أن ذكر رقم الخروقات الجوية لطيران تل أبيب في سيناء لا يعد هدفا في حد ذاته، فتكفي مرة واحدة لامتهان الأمن القومي المصري من قبل المحتل الصهيوني للأراضي العربية واقعا لهذا كان ذكر "العشرومية" بالعامية المصرية للتدليل على الاستباحة.
حيث وثق فريق مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، بصور حصرية، في تمام الساعة الرابعة من عصر اليوم الأربعاء 4 يونيو 2025، تحليق طائرة مسيّرة يُرجح أنها تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، قادمة من اتجاه منطقة وادي الأزارق بوسط سيناء.
وكشفت أنه "يبدو أن المسيّرة اعتمدت مساراً غير معتاد في محاولة لتفادي رصدها من قبل سلاح الجو الإسرائيلي، قبل أن تعترضها طائرة مروحية إسرائيلية داخل الأراضي المصرية وتسقطها على بعد نحو كيلومتر واحد من الحدود الدولية، قبل أن تغادر المروحية عائدة الى داخل الاراضي "الاسرائيلية" مرة أخرى".
وأضافت المنظمة الحقوقية المصرية أن حطام الطائرة تناثر عقب إسقاطها في محيط منطقة المطلة قرب مدينة رفح المصرية، حيث تمكن فريق المؤسسة من توثيق جزء من الحطام بالصور.
ولفتت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان عبر @Sinaifhr إلى أن الحادثة تأتي "في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، وتزايد نشاط الطائرات المسيّرة في أجواء المنطقة، مع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة المصرية منذ اندلاع أحداث السابع من أكتوبر 2023.".
https://x.com/Sinaifhr/status/1930364688988078564
المصريون عبروا عن هذه الاستباحة للعدو الصهيوني للأرض المصرية، وعبر @Youssef97696132 كتب يوسف محمد "طائرات الاحتلال تقوم بعمليات داخل الأراضي المصرية !! .. أين الجيش المصري؟.. سماء سيناء مباحة".
وقال حساب جروك (مفند إكس) عبر @grok : "..لا يوجد رقم دقيق لنسبة الجيش المصري في سيناء حاليًا، لكن التقديرات تشير إلى حوالي 31% من القوات النشطة (حوالي 135,000 جندي من إجمالي 440,000)، بناءً على تقارير عن وجود 180 كتيبة. هذه الأرقام تقريبية، حيث تختلف المصادر وتعتمد على التقديرات الأمنية. الوجود العسكري زاد بسبب مكافحة الإرهاب، لكن هناك جدل حول الالتزام باتفاقية السلام مع إسرائيل التي تحدد عدد القوات المسموح بها. المعلومات المتاحة غير كافية لتأكيد النسبة بدقة، والوضع يتغير باستمرار.".
ومن ذكريات الألم (التي يبدو أن السيسي والعصابة تتجاهلها رغم إدعاءهم حق الشهيد) كتب حساب موقع المنصة @Almanassa_AR أن "الموقع الذي عُثر فيه على رفات الجندي فوزي محمد عبد المولى، المقتول في حرب 67، ليس بعيدًا عن موقع مذبحة قام بها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ضد جنود مصريين أسرى يطلق عليه "تبة المذبح"، دلالة على بشاعة ممارسات الجنود "الإسرائيليين" في سيناء بعد النكسة.. وبعد 57 سنة، تسلمت أسرة فوزي رفاته ودفنتها في بلدته وادي القمر بمحافظة الإسكندرية..
https://manassa.news/stories/18391
وفي ديسمبر الماضي قتلت طائرة صهيونية شابا مصريا في شمال شرق سيناء ظهر يوم السبت 21 ديسمبر نتيجة غارة جوية نفذتها على الأرجح طائرة حربية "إسرائيلية" من طراز F-16I Sufa وسط تعتيم السلطات المصرية على الحادثة، بحسب مؤسسة سيناء.
وقال شهود العيان إن الطائرة الحربية "الإسرائيلية" نفذت الغارة الجوية داخل الحدود المصرية في منطقة العجراء جنوب مدينة رفح، على بعد نحو 3 كيلومترات من الحدود المصرية مع الأراضي المحتلة، حيث شوهدت الطائرة بينما تتبع مسيّرة أطلقتها – على الأرجح – قوات الحوثيين اليمنية.
وأضاف الشهود إن الصاروخ الذي أطلقته الطائرة "الإسرائيلية" باتجاه المسيرة أصاب سيارة الشاب، جهاد يوسف أبو عقله، ويبلغ من العمر 18 عامًا، وحول جسده إلى أشلاء. وجرى دفن أبو عقله دون تحقيق أو إعلان رسمي مصري، ودون إصدار شهادة وفاة في محاولة للتعتيم الحكومي على الواقعة.
وأظهرت مواد مصورة وأحاديث الشهود أن طائرتين مسيرتين حلقتا فوق منطقتي البرث والعجراء جنوب رفح في حدود الساعة الثانية ظهر يوم السبت أعقب ذلك وصول طائرة حربية.
وقال خبير عسكري متخصص في الطيران الحربي، إن الطائرة المنفذة للهجوم تابعة لجيش الدفاع "الاسرائيلي" وليست مصرية، استنادًا إلى عدة معطيات فنية، ومنها:
1- طائرات F-16I Sufa بتمويهها الصحراوي المميز الذي يُستخدم لتلائم بيئة العمليات في المناطق الصحراوية، مما يجعلها أقل وضوحًا عند الطيران على ارتفاعات منخفضة. يتكون هذا التمويه عادة من ألوان البيج والبني الفاتح، وهو تصميم خاص بسلاح الجو "الإسرائيلي" وغير مستخدم في القوات الجوية المصرية، وهو نفس التمويه الذي ظهر على الطائرة في الصور التي نشرتها مؤسسة سيناء.
2- هذا النوع من الطائرات يعد من بين الأكثر تطورًا، حيث يتمتع بقدرات هجومية متقدمة وأنظمة استهداف دقيقة تجعلها واحدة من الأدوات الرئيسية لسلاح الجو "الإسرائيلي" في العمليات الهجومية والدفاعية، حيث أن طائرة F-16I Sufa هي نسخة معدلة من الطائرة الأمريكية F-16، ومصممة خصيصًا لتلبية احتياجات “إسرائيل” مزودة برادار AN/APG-68 المتطور، والذي يتيح للطائرة تتبع أهداف متعددة في ظروف بيئية مختلفة وتحتوي على نظام ملاحي متقدم، وأجهزة استشعار للتهرب من الصواريخ.
3- الطائرة التي تظهر في الصور التي حصلت عليها المؤسسة مزودة بخزانات وقود خارجية مميزة تُعرف باسم Conformal Fuel Tanks (CFTs)، وهو أحد أهم التعديلات التي تميز F-16I Sufa ليناسب العمليات طويلة المدى التي يجريها سلاح الجو الإسرائيلي.
تكرار الخروقات
وتكرر أمام سكان سيناء خروقات قوات الاحتلال الصهيوني للحدود المصرية بشكل متكرر ليست جديدة. فمنذ بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة في أكتوبر 2023 شهدت المنطقة نشاطا عسكريا "إسرائيليا" أدى في بعض الأحوال لسقوط مصابين وقتلى.
في 22 أكتوبر 2023، أعلن المتحدث باسم الجيش "الإسرائيلي" أن دبابة تابعة لهم أصابت موقعا مصريا بالقرب من الحدود عن طريق الخطأ، ونجم عن ذلك إصابة عناصر من الجيش المصري في أحد أبراج المراقبة.
وأسقطت طائرة "اسرائيلية" مسيرة يمنية بالقرب من مدينة نويبع جنوب سيناء في 22 أكتوبر 2023.
وفي 27 مايو 2024 فتح جنود "إسرائيليون" النار على عناصر من الجيش المصري مما أدى لمصرع جندي على الأقل.
وقالت مؤسسة سيناء "كان من الطبيعي ألا تحقق "إسرائيل" في جريمة قتل مدني مصري في الأراضي المصرية على خلفية الحرب الدائرة، فإنه ينبغي على السلطات المصرية أن تفتح تحقيقا شفافا ومستقلا، مع التأكيد على حق المواطنين في معرفة الحقيقة من خلال إعلان نتائج التحقيق والإجراءات المتخذة لحماية المدنيين ومنع تكرار تلك الحوادث".