بعدما ارتفعت واردات تركيا من الأحذية المصرية بنحو 1400 مرة خلال الربع الأول من عام 2025، أطلق بيرك إيتشن، رئيس رابطة مصنعي الأحذية في تركيا، تحذيرًا شديد اللهجة من تصاعد ما وصفه بـ”هجرة المصانع التركية إلى مصر”، مؤكدًا أن مصر باتت تمثل “الصين الجديدة” في المنطقة في إشارة إلى عدم كفاءة المنتج المصري مقارنة بالمنتج التركي المُصنّع في بلاده.
وقالت وزارة الصناعة بحكومة السيسي: إنها "ما زالت لطرح 36 مصنعًا بمساحات تتراوح بين 1000 و2000 متر مربع في المرحلة الثالثة من مدينة الروبيكي للجلود خلال يوليو المقبل، وتُقدر الأسعار بحوالي 13 ألف جنيه للمتر المربع مع تجهيز المصانع بالكامل وتشغيلها بعد تركيب الآلات فقط".
وفي 4 مارس الماضي، طلبت شركة جلود تركية، لم تكشف الجهات الرسمية عن اسمها، من وزارة الصناعة الحصول على قطعة أرض مساحتها 80 ألف متر مربع لإنشاء مصنع للجلود باستثمارات تصل إلى ملياري جنيه (39.5 مليون دولار) في مدينة الجلود بالروبيكي، وفقا لما نقله موقع العربية عن مصادر لم يسمها.
ويُلزم المستثمرون بالبدء في الإنتاج خلال عام من الحصول على الفرصة وتضم المرحلة الثالثة أيضًا نحو 100 مصنع متوسط و121 مصنعًا صغيرًا بعد بيع 48 مصنعًا في الطرح السابق.
وبحسب محمود محرز، العضو المنتدب للقاهرة للاستثمار والتطوير الصناعي "الروبيكي" تعتزم المنطقة طرح 35 مصنعا مطلع يوليو في إطار المرحلة الثالثة بالمدينة، حيث إجمالي المصانع الجاهزة بالمدينة 168 مصنعاً سيبدأ العمل في جميعها أكتوبر المقبل كاشفا أن الدعاية التي جرت قبل 3 شهور كانت افتتاح "بيئة صناعية" على مساحة 3 آلاف فدان لزيادة الإنتاج.
وقال مراقبون: إنه "إلى الآن تبقى مصانع الأحذية والمنتجات الجلدية بوسط القاهرة وأن الروبيكي تعده وزارة الصناعة بحكومة السيسي لمستثمرين من إيطاليا وتركيا وسوريا، حيث ذهبت خصصت مدينة الروبيكي جميع المصانع الجاهزة الـ 43 التي طرحتها أمام المستثمرين ضمن الطرح الأول بالمرحلة الثالثة لمستثمرين من هذه الدول".
وفي 12 مايو الماضي أعلن السيسي قرارا برقم 460 لسنة 2024 بإنشاء خط سكة حديد "الروبيكي – العاشر من رمضان – بلبيس" بين مصر والوكالة الفرنسية للتنمية، بتمويل يشمل قرضًا بقيمة 70 مليون يورو ومنحة بقيمة 800 ألف يورو تُخصص بالكامل للمشروع دون أي ضرائب أو رسوم داخل مصر.
ولأسباب خاصة بتركيا، نقلت بعض الشركات المتخصصة بالمصنوعات الجلدية مصانعها إلى مصر، ولهذا أظهرت بيانات هيئة الإحصاء التركية ارتفاع واردات الأحذية من مصر بنحو 1400 مرة في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
منافسة سورية
وبحثا من سوريا عن العائد من نقل المصانع التركية من مصر إلى سوريا دعا مصنعو الحذية السوريين الاتراك إلى المكان المثالي لهم، وقال فراس الحاج حسن @FerasHajhasan: "من مصر إلى سوريا، هل تبحث الصناعة التركية عن المكان المثالي لها؟".
واوضح أنه "خلال الأشهر الأخيرة، بدأت شركات تركية عديدة في قطاع الأحذية بنقل إنتاجها إلى مصر، هروبًا من ارتفاع تكاليف العمالة والطاقة في تركيا.".
ووفقًا لبيانات رسمية، ارتفعت واردات الأحذية من مصر إلى تركيا بنسبة %1223 في يناير 2024 فقط، نتيجة تجميع مكونات صينية هناك، ثم إدخالها إلى تركيا بدون رسوم جمركية بفضل اتفاقية التجارة الحرة.
وقال: إن "سوريا تتحول إلى متنفس صناعي واستراتيجي لتركيا، وذلك للأسباب التالية:
1. تكاليف الإنتاج المنخفضة:
-أجور العمال في سوريا ستكون أقل من تركيا ومصر.
-سهولة تأسيس منشآت صناعية في أراضٍ واسعة ورخيصة، خاصة في مناطق الشمال.
2. قرب لوجستي مثالي:
-الحدود التركية-السورية (غازي عنتاب، كيليس، هاتاي) ستصبح بوابة عبور ممتازة.
-مصانع في سوريا تُنتج، وتُشحن خلال ساعات إلى موانئ أو أسواق تركيا سنصبح مثل أمريكا والمكسيك.
3. نقل بعض الصناعات:
تحتفظ تركيا بالصناعات التقنية أو عالية القيمة، وتنقل الصناعات مثل الملابس، الأحذية، المنتجات البلاستيكية، التغليف، وحتى بعض الصناعات الزراعية لسوريا.
وكشف رئيس مجلس إدارة مصنع دباغة الجلود محمود سرج أن العمل على تطوير مدينة الروبيكي بهدف مضاعفة إنتاج الجلود ليصل إلى 250 مليون قدم سنوياً بنسبة بزيادة قدرها 280%، وزيادة إنتاج الجلود المُشطّبة لزيادة القيمة المضافة، وخلق فرص العمل مع مضاعفة الصادرات لما يزيد على 300 مليون دولار سنوياً.
وأوضح أن مدينة الروبيكي يعمل بها 100 مصنع ويصل حجم تصديرها السنوى إلى 20 مليون دولار، متوقعًا بعد ضخ مزيد من الاستثمارات الجديدة أن تصل حجم صادراتها إلى مليار دولار سنويًا.
وعلق مراقبون أن السيسي كان يتحدث عن 10 مليارات دولار من تاسيس الروبيكي، وإنها خدمة للمصانع المصرية وليست للمصانع التركية.