محللون: “نتنياهو” نجح في جر ترامب نحو الحرب على طهران

- ‎فيعربي ودولي

قال محللون إن رئيس حكومة الاحتلال الذي بات يستجدي الغرب بعد قصف المستشفيات العسكرية نجح فعليا في جر الرئيس الأمريكي عبر اللوبي الصهيوني في الحزبين وفي المجلسين التشريعيين في الولايات المتحدة إلى حرب بالوكالة وقصف المفاعلات النووية الإيرانية بـ”أم القنابل”..

وسبق المحللون في التوقع أن ترامب أراد التعمية على غدره فبعد يوم من تصريح الرئيس الأمريكي بأنه سيمنح إيران نحو أسبوعين للتراجع عن موقفها والقبول بالشروط الأمريكية لإنهاء البرنامج النووي بالكامل، باغتت الطائرات الأمريكية المفاعلات النووية الإيرانية ووجهت لها ضربات غير مسبوقة بواسطة "أم القنابل" GBU-57 وصواريخ توماهك فجر الأحد 22 يونيو 2025.

وأن الحرب التي بدأتها تل أبيب على طهران مع يومها العاشر باتت حربا عالمية لو تدخل طرف آخر مساندا لإيران وقصف قواعد امريكية بالخليج غير عابئين بحياة الملايين بعد احتمال كبير بتسرب الإشعاع النووي.

المحلل السياسي سعيد زياد وعبر @saeedziad قال: "نجح نتنياهو في إقناع ترامب بدخول الحرب، كما أقنعه قبل ذلك بإنهاء مسار المفاوضات والسماح له بتوجيه ضربة لإيران، كما أقنعه في ولايته الأولى بالانسحاب من الاتفاق النووي.".

ورأى زياد عبر إكس أن نتنياهو أبدى قدرة عالية في جرّ الولايات المتحدة إلى خياراته، والآن باتت أمام اختبار حقيقي. متسائلا " هل سيمنح هذا ترامب صورة النصر التي يريد؟ أم حرباً يندم على التورط فيها ؟.. " معتبرا أن "الكرة في ملعب إيران ..".

وكان @saeedziad رأى قبل الضربة "أن  إعادة تنظيم القوات الأمريكية في المنطقة من حشد وسحب وتعزيز للقطع البحرية والجوية تقطع بما لا يدع مجالاً للشك أن التحاق الولايات المتحدة بالحرب على إيران باتت مسألة وقت فحسب، وأن الضربة واقعة لا محالة، وهنا يمكن تسجيل التالي:

– ثمة عملية خداع يجري حبكها، للتعمية عن موعد الضربة الأولى وهدفها، تماماً كما جرى في الضربة الافتتاحية فجر الجمعة.

– تريد إسرائيل توريط الولايات المتحدة بالحرب، بحيث تكون ضربة مفاعل فوردو هي الضربة الافتتاحية التي تفتتح حرباً إيرانية أمريكية تزيل عن كاهل الكيان ثقل وطأة الحرب.

– تريد الولايات المتحدة لقطة النصر الأخيرة، بحيث تكون ضربة مفاعل فوردو هي ضربة الختام التي ترسم صورة كسر النظام الإيراني، وتمنح ترامب اللمعان الذي يريد.

 

بالتالي يكون طول أمد الحرب بعد الضربة الأمريكية الأولى متعلقا بالتالي:

– قدرة إسرائيل على توريط الولايات المتحدة بالبقاء فيها.

– قدرة الولايات المتحدة على التملص منها.

– شكل الرد الإيراني على القواعد الاميركية.

https://x.com/saeedziad/status/1935753567178195203

 

الصحفي الأمريكي المخضرم سيمور هيرش  كان قبل الضرب أيضا قد أشار عبر موقع Substack  إلى أن مصادر موثوقة أخبرته بأن الولايات المتحدة ستُوجّه ضربة شاملة من القصف المكثف لإيران في عطلة نهاية هذا الأسبوع.

وأضاف الصحفي الأمريكي أن مسئولا أمريكيا رفيعا في واشنطن، أبلغه بأن "كل شيء سيكون تحت السيطرة" في حال "رحل" المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.

وأشار إلى أن ".. التفكير العملي في مسألة إزاحة زعيم ديني يحظى بتبجيل شعبي واسع لا يزال محدوداً.".

ورسم هيرش ملامح الضربة قبل تنفيذها، قائلا إن "البيت الأبيض قد صادق على حملة قصف شاملة ضد إيران، إلا أن الأهداف الرئيسة، وهي أجهزة الطرد المركزي المدفونة على عمق لا يقل عن 80 متراً تحت الأرض في منشأة "فوردو"، لن تُستهدف، بحسب ما أُبلغت، قبل حلول نهاية الأسبوع.".

والقصف سيشمل "أهدافاً إضافية، من بينها قواعد الحرس الثوري الإيراني." وأن وعود قادة الاحتلال لترامب أو المعنيين في البيت الأبيض أن "..تؤدي هذه الضربات إلى "تهيئة الظروف لنشوء انتفاضة" ضد النظام الإيراني الراهن.".

وأنها "ستُستهدف مراكز الشرطة الإيرانية، إلى جانب المقرات الحكومية التي تضم ملفات سرّية تتعلق بمشتبه في معارضتهم للنظام.".

المقصد هنا من تصريحات هيرش إضافته الأخيرة قائلا: "نحن على خلاف مع الإسرائيليين في هذا الملف. والنتيجة المحتملة هي حالة عداء دائم وصراع مستمر بلا نهاية، حيث يسعى نتنياهو بشدة إلى جرّ الولايات المتحدة لتكون شريكاً له في كل ما هو ضد المسلمين، مستخدماً معاناة المواطنين الإيرانيين كورقة دعائية".

الباحث في الشأن العسكري محمود جمال وعبر @mahmoud14gamal كتب معلقا "تعيش إيران لحظة فارقة في تاريخها الاستراتيجي، إذ وجدت نفسها منخرطة في معركة شرسة فُرضت عليها من قبل العدو الصهيوني، الذي لم يكتفِ بالمواجهة المباشرة، بل نجح في جرّ الولايات المتحدة إلى ساحة الصراع. في هذا السياق، لم يعد الخيار العسكري تفضيلاً سياسياً، بل ضرورة وجودية".

https://x.com/mahmoud14gamal/status/1936559487374037056

وأشار إلى أن "الواقع العملياتي يؤكد أن القدرات النيرانية الإيرانية باتت تخترق المجال الجوي للعدو بكفاءة، ما يعكس تآكل فعالية منظوماته الدفاعية، ويحوّل سماءه إلى ساحة مفتوحة تتعرض لضربات دقيقة في عمقه الاستراتيجي، دون قدرة حقيقية على الردع أو الاعتراض الفاعل.".

الواقع العملياتي

ومن "جمال" إلى "د. تاج السر عثمان" وحسابه @tajalsserosman حيث كتب "بات من الواضح أن إيران غيّرت قواعد الاشتباك مع إسرائيل ليس من موقع رد الفعل ، بل من موقع الفهم العميق لطبيعة العدو وحدود قدراته ، اعتمدت سابقاً على قصف مكثّف بعشرات الصواريخ لاختبار فعلي لمنظومات الدفاع الإسرائيلية وتحديد ثغراتها في ظل الإغراق الكثيف، ومع إدراكها لحجم العطب داخل “القبة الحديدية” وشبكة الدفاعات الإسرائيلية ، انتقلت إيران إلى مرحلة جديدة : صاروخ أو اثنان، موجهان بدقة، يصيبان الهدف و يحققان النتيجة ".

وأضاف، "في المقابل ظنت إسرائيل – وقد أغراها الغرور – أنها قادرة على كسر إيران بضربة استباقية تثبت بها للعالم أنها لا تزال " اليد العليا " في الشرق الأوسط و أن ضربة مباغتة كافية لإرباك إيران وشلّ حركتها، في لحظة استعراضية أرادت منها إثبات الهيمنة الإقليمية بل وربما تجاوز الوسيط الأمريكي لتُظهر للعالم أنها اللاعب الوحيد القادر على فرض الإرادة.".

وتابع: "لكن النتيجة جاءت معاكسة تمامًا ، إيران لم ترتبك و لم تنهار، بل على العكس امتصت الضربة بهدوء لافت وردّت بقوة مدروسة جعلت إسرائيل في مأزق استراتيجي لا هي أنهت خصمها، ولا هي احتفظت بهيبتها، ولا استطاعت حتى الآن إقناع واشنطن بأن المواجهة مفتوحة النتائج قد تحقق أهدافها . . الواقع اليوم أن إيران لا تفتقر إلى الذخيرة ولا إلى الوقت ، بل تمتلك مخزونًا كبيرًا يتيح لها الاستمرار في الضغط طويل الأمد بينما إسرائيل باتت مضطرة للمراهنة على عامل خارجي، تحديدًا الولايات المتحدة التي لا تُبدي حتى الآن استعدادًا للانخراط في حرب غير مضمونة خاصة بعد اتضاح حجم القدرات التدميرية لدى طهران. ".

 

هكذا دخلت إسرائيل لعبة أعصاب ليست مهيأة لها فالتهور لم يعد سلاحًا نافعًا ، والحرب لم تعد خيارًا سياديًا ، بل مخاطرة قد تتدحرج نحو انفجار إقليمي شامل تجهل الأطرافُ مجرياته وحدوده.

 

ورأى في تغريدة ما حدث فعليا لاحقا "..يبقى أمامها مسار شائك : إما أن تُقنع واشنطن وحلفاءها بالدخول في صراع محفوف بالفوضى والمفاجآت ، أو أن تقبل – ولو مؤقتًا – بحقيقة جديدة على الأرض أن زمام الردع لم يعد حكرًا عليها وأن طهران باتت حاضرة في قلب المعادلة لا على هامشها .".
 

https://x.com/tajalsserosman/status/1936011555788791880