من إماراتي الشارقة ورأس الخيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة، يبدو أن هناك شخصا شعبيا حيا، بعد حادث تحرش سفير الكيان بأبوظبي بإحدى "شيخات" (سيدة من الأسر الحاكمة) الإمارات ما تردد أنباء عن حالة اغتصاب لم يفعل معها شيطان العرب محمد بن زايد رئيس الإمارات شيئا، سوى بيان تلميحي لا يرفض ولا يوافق على ما بدر من السفير بتصريح من عبد الله بن زايد شقيقه.
صدى الحادث أحدث غضبا في الشارع الإماراتي، اضطرت معه زوجة حاكم إمارة الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي ( له موقف عروبي قومي) للتصريح برفض التطبيع من خلال مقطع فيديو منتشر، وهي في العادة لا تظهر على صفحات الصحف المحلية أو على القنوات التابعة للشيخ، فضلا عن قنوات الإمارات الأخرى (دبي ورأس الخيمة وعجمان والفجيرة أبوظبي) أو حتى على البث المباشر للإذاعات.
ودقت الشيخة جواهر القاسمي، قرينة حاكم الشارقة وابنة عمه، ناقوس الضمير في زمن التطبيع، وقالت بلا مواربة: "كفى نفاقًا أيها المُطبّعون، أين أنتم من الدماء والقتل والتجويع في غزة؟!".
مراقبون اعتبروه موقفا مفاجئا، حيث بدت "الشيخة جواهر" معبرة عن قطاع ليس بالقليل رافض لتطبيع محمد بن زايد مع الصهاينة، فضلا عن قتله للسودانيين الذين يُكنُّ لهم الشعب الإماراتي كل احترام، فخرجت بهذه التصريحات تزامنًا مع أزمة السفير الإسرائيلي في أبوظبي.
وقالت حسابات: إن "تصريحات زوجة سلطان القاسمي أحدثت ضجة وجدلًا واسعًا، وحرجا بالغا لمحمد بن زايد (الذي طبع في 2020 وقبلها بسنوات عشر على الأقل أعد للتطبيع بتطبيع خفي).
https://x.com/UAE71news/status/1952782938426253701
ودعم تصريحات الشيخة جواهر تلميح ل"شيخ" من الأسر الحاكمة في الإمارات، عن مسؤولية القيادة التي سرقها محمد بن زايد من شقيقه خليفة رحمه الله، وكتب الشيخ هيثم بن صقر بن سلطان القاسمي @HaithamAlQasimi "من أكبر الخسائر أن يكون قبطان السفينة جاهلًا متعجرفا غبيًا ويحاول ترويج نفسه بأنه الأعلم والأفهم والأحرص على سلامتها ووصولها إلى مرساها بأمان، في الوقت الذي يتخلص من طاقمها واحدًا تلو الآخر دون ذمة وضمير.".
وعن الوطن فيما يبدو أضاف "ها هي السفينة أيها الجاهل تبدأ بالتحطم، بعد أن فرطت بغرورك أفضل من كانوا عليها".
وتساءل "أما آن الأوان أن يتحرك ضميرك ولو للحظة، لتكتشف بأنك تعمدت وبشكل مباشر إغراق كيانٍ كنت تحلم يومًا أن تكون عضوًا فيه فلما تسلقت ووصلت حطمت كل جميلٍ فيه. #حسبي_الله_ونعم_الوكيل".
https://x.com/HaithamAlQasimi/status/1945435597625045244
واتهمت الإمارات (على مضض) سفير "إسرائيل" لديها بأنه أهان شرف الإمارات والأسرة الحاكمة بعد اتهامات سابقة بالتحرش الجنسي ب" شيخة "،
وقال أبو علي @abualihussein19، "طلعت القضية كبيرة جدا، السفير الإسرائيلي في الإمارات يتحرش بنساء العائلة الحاكمة في الإمارات، وتم القبض عليه في حاله زنا مع فتاة من العائلة الحاكمة، وهي زوجة مسؤول إماراتي كبير في الدولة" معلقا "زرعتم البغي فحصدتم الرذيلة".
https://x.com/abualihussein19/status/1951797778470027533
واضاف عز الدين محمود @ezzmahmoud1 "من المحزن أن يتحرش السفير الإسرائيلي بأميرة من العائلة الحاكمة، مما يؤلم سمعة العائلة، هذا الحدث لا يمكن أن يحدث في دول الغرب، خاصة أمريكا، بالطريقة الهمجية التي تصرف بها السفير، كما أهان الإمارات والعرب بقوله: "أنتم تعرفون من أنا؟"، وهي عبارة شائعة في مصر يستخدمها أصحاب النفوذ. وأضاف: "نحن من جعلناكم دولة"، وهو إهانة للإماراتيين وتأكيد على سيطرة إسرائيل بالمنطقة، لكن السؤال: أين وقع هذا؟ في بار لشرب الخمر في الإمارات، فهل يليق هذا بالعائلة الحاكمة في بلد عربي إسلامي؟".
وبعد تصريحات القواسم توقع بعض المراقبين والنشطاء أن يستبيح محمد بن زايد رأس السلطة دماء الشيخ القاسمي أو زوجته كما فعل مع ابنه في لندن ضمن مؤامرة داخلية، في مشهد مكرر لما فعله ابن زايد بإخوته من قبل.
وارتبط تطبيع الإمارات مع الصهاينة بتداول مصطلح "الإبراهيمية" واسماه دونالد ترامب ومستشاره جاريد كوشنير، "الاتفاق الإبراهيمي".
وفي نص إعلان الاتفاق، المنشور على صفحة وزارة الخارجية الأمريكية، يرد ما يلي: "نحن نشجع جهود دعم الحوار بين الثقافات والأديان للدفع بثقافة سلام بين الديانات الإبراهيمية الثلاث والإنسانية جمعاء".
هذه الفقرة، هي منطلق ومركز مبادرات كثيرة صاحبت اتفاق التطبيع وتبعته، فتطبيع العلاقات مع "إسرائيل" لم يكن صفقة سياسية أو اقتصادية بحتة وإنما انعكس على جوانب ثقافية في حياة كل الأطراف.
وهكذا بدأ الحديث عن التسامح والتواصل والحوار بين البلدان والشعوب والملل والأديان ليتحول فيما بعد إلى حديث عما يعرف بـ"الديانة الإبراهيمية الموحدة".
وقد كان هذا الارتباط بين مشروع الديانة الإبراهيمية والتطبيع مع إسرائيل سببا لرفض المعارضين للتطبيع للمشروع الديني الجديد، حتى قبل أن تتكشف تفاصيله الكاملة.
وبعد توقيع "الاتفاق الإبراهيمي" وتداول الحديث عن "الديانة الجديدة"، بادر رجال دين ودعاة إلى الإسلام برفض الدعوة، ومنهم من قال إنها "كفر" ومنهم الداعية طارق السويدان.
وفي شهر فبراير من هذا العام، عقد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورابطة علماء المسلمين، ورابطة المغرب العربي مؤتمرا عنوانه: "موقف الأمة الإسلامية من الديانة الإبراهيمية" أعلنوا رفضهم لهذه البدعة الخطيرة في الدين.