تفاقم نسب التموين والإمداد .. “نواب” عسكر وصنادق خليجية بين 313 مصدّرا للفواكه والخضراوات والأسمنت المصري لتل أبيب!

- ‎فيتقارير

مع تصاعد الأزمة الإنسانية والمجاعة في قطاع غـزة، منذ فبراير الماضي، شملت أبرز السلع المصدّرة من مصر للاحتـلال الصهيوني: المنتجات الغذائية، والحاصلات الزراعية، والملابس، ومواد البناء، والأسمدة، والكيماويات.

ونقل تقرير لمنصة "متصدقش" أن الشركات المُصدرة بلغ عددها 313 شركة يمتلكها أعضاء مجلس نواب، وجهات مختلفة بالدولة، ورجال أعمال، وصناديق سيادية خليجية، تصدر 634 صنفاً مختلفاً منذ بداية الحرب، من بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري.

أبرز الشركات

وارتفعت صادرات الأغذية من مصر للكيان إلى 78.6% خلال فترة الحرب، وكان من أبرز الشركات شركات تحمل اسماء إسلامية مثل "فجر الإسلام" و"الفتح الإسلامي" و"بيت المقدس" والمتخصصة في صناعة وتشكيل المعادن!

وفي الأقاليم؛ تقبع هذه الشركات فمن البحيرة مقر شركة “فجر الإسلام” لتصنيع وتصدير الحاصلات الزراعية، ومن بنها تصدر “الفتح الإسلامي” للصناعات الغذائية للكيان، ومن ببا بني سويف تنطلق شركة “سمارج هيربس” للنباتات العطرية، المملوكة لـعاطف فؤاد فلسطين، إلى تصدر الحاصلات إلى الكيان.

وكشفت بيانات المركزي للتعبئة والإحصاء، أن عددا كبيرا من الشركات المصدرة لـ"إسرائيل" تعمل في قطاع الأغذية والمحاصيل الزراعية؛ من بينها شركات معروفة؛ مثل “فرجللو” المملوكة لرجل الأعمال  فرج عامر، و”راية فودز” التابعة لمجموعة راية القابضة، و"أفريكانو لتصدير الحاصلات الزراعية"، المملوكة لرجل الأعمال وعضو مجلس النواب عن حزب مستقبل وطن، وعضو لجنة الصناعة عصام أحمد دياب، الذي سبق أن تقدم في نوفمبر 2024 بطلب إحاطة لحجب منصة  تيك توك عن مصر، بدعوى أنه "يُسهم في إفساد المجتمع ونشر قيم خطرة"!

الشركات المصرية المصدّرة إلى "إسرائيل" تتنوع أماكنها بين المناطق الصناعية الكبرى؛ "مدينة 6 أكتوبر"، و"العاشر من رمضان"، و"مدينة السادات".

الجهاز المركزي للإحصاء، اشار إلى أن ارتفاع صادرات مصر الغذائية إلى "إسرائيل" نما منذ بداية العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023 وحتى مايو 2025، لتسجل 62 مليون دولار مقارنة بـ34.7 مليون دولار خلال فترة مماثلة قبل الحرب (21 شهراً)، من يناير 2022 حتى سبتمبر 2023.

وزيادة بنسبة 50% خلال النصف الأول من عام 2025، لتسجل 159.2 مليون دولار أمريكي، مقارنة بـ 105.9 مليون دولار خلال الفترة نفسها من عام 2024.

واضطرت معظم السفن إلى تجنّب المرور عبر البحر الأحمر وتحويل مساراتها إلى طرق أطول وأكثر تكلفة عبر الإبحار حول رأس الرجاء الصالح، ما زاد من مدة الرحلة بنحو 3 أسابيع، ورفع تكاليف الشحن والتأمين بشكل كبير.

وشهد التبادل التجاري بين مصر وكيان العدو الصهيوني ارتفاعًا ملحوظًا خلال عام 2024، إذ سجّل زيادة بنسبة 21.3%، ليبلغ 3.2 مليار دولار، مقارنة بـ2.64 مليار دولار في عام 2023، وشملت هذه القيمة واردات مصرية من "إسرائيل" بقيمة 2.9 مليار دولار، مقابل صادرات مصرية بقيمة 284 مليون دولار.

صادرات الأسمنت تقفز 5400%

شركة الجيش المسماة "الخدمة الوطنية" رفعت صادرات الأسمنت المصري إلى "إسرائيل" بقفزة غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023؛ إذ ارتفعت من 900 ألف دولار في الفترة من يناير إلى أكتوبر 2023، إلى 50.76 مليون دولار، في الفترة بين يناير إلى أكتوبر 2024، بنسبة زيادة 5424%، وفقًا لبيانات المجلس التصديري لمواد البناء المصري.

 وأضاف التقيرر إلى أنه بعد أن كان كيان العدو يحتل المركز 49 في قائمة مستوردي الأسمنت المصري عام 2023 من حيث القيمة المادية، أصبحت في العام التالي، تحتل المرتبة الرابعة.

أبرز شركات الأسمنت

ومن أبرز الشركات المصدرة للاسمنت لكيان العدو الصهيوني، أربع شركات فقط مسجلة في قاعدة بيانات التجارة لجهاز الإحصاء، أبرزها "العريش للأسمنت" التي تقع في محافظة شمال سيناء، وتعود ملكيتها بالكامل لـ"جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة"، التابع لوزارة الدفاع.

وتحتل شركة "أسمنت سيناء" المرتبة الثانية وهي من أكبر الشركات في البلاد، التي تأسست في شمال سيناء عام 1997 بقيادة مجموعة من رجال الأعمال، أبرزهم حسن راتب (المحبوس حاليا) الذي كان يتولى رئاسة مجلس الإدارة.

 وبعد القبض عليه في 2021، استحوذت شركة "فيكا مصر" -المملوكة لمجموعة فيكا الفرنسية- على الحصة الأكبر في الشركة بنسبة 67%، فيما استحوذت مجموعة "ريلانس" المملوكة لرجل الأعمال مجدي قصبجي على نحو 15.2% من أسهم أسمنت سيناء.

والشركة الثالثة هي "سيناء للأسمنت الأبيض"، تأسست عام 1999، وتعتبر من أكبر منتجي الأسمنت الأبيض عالميًا، كانت مملوكة لحسن راتب أيضًا، ثم استحوذت عليها مجموعة "سيمينتي" (Cementi) الهولندية التي رفعت ملكيتها إلى 96.5% في أغسطس 2024 عبر شركة "آلبورج" (Aalborg) التابعة لها.

 وتمتلك الشركة الهولندية أحد أكبر مصانعها في تركيا، وتشير تقارير إلى تأثر مبيعاتها في تركيا، بعد أن أعلنت الحكومة التركية في أبريل 2025 عن قيود على تصدير 54 نوعًا من السلع إلى كيان العدو الصهيوني، شملت مواد البناء (حديد – أسمنت – طوب – الأسمدة – آلات)؛ نتيجة رفض تل أبيب السماح باستخدام الأجواء التركية لإيصال مساعدات إنسانية إلى غزة.

ورابع شركة ضمن الشركات المصدِّرة للأسمنت إلى كيان العدو الصهيوني هي "الشركة العربية للأسمنت"، التي تأسست عام 1997. وتخضع ملكيتها حاليًا لشركة "أريدوس جاتيفا إس إل"  (ARIDOS JATIVA SL) الإسبانية بحصة تبلغ 60%، وثاني أكبر مساهم فيها هو رجل الأعمال صادق أحمد السويدي، رئيس مجلس الإدارة غير التنفيذي لمجموعة السويدي للصناعات، ويملك حصة قدرها 12.5%.

وثالث أكبر مساهم، فهو العقيد أركان حرب متقاعد فايق محمد البوريني، يمتلك 10% من الأسهم،  وهو نجل اللواء أركان حرب متقاعد محمد أحمد فايق البوريني، القائد الأسبق للجيش الثالث الميداني وأحد أبطال حرب الاستنزاف.

 وسبق أن ورد اسم الضابط السابق ورجل الأعمال فايق محمد البوريني في وثائق بنما بشأن دوره في صفقة خصخصة شركة أسمنت أسيوط وبيعها لشركة سيمكس المكسيكية عام 1999.

وتُظهر بيانات "المركزي للتعبئة العامة والإحصاء"، أن مصر صدرت 1.9 مليون طن من 3 أصناف للأسمنت خلال الفترة من أكتوبر 2023، حتى مايو 2025.