اشتكى سكان حي الزمالك وشارع أبو الفدا الشهير الموازي لكورنيش النيل الفرع المقابل للعجوزة والكيت كات من مدينة القاهرة من قطع جائر لأشجار تاريخية ورمز من رموز أحد أرقى أحياء مصر في الزمالك ورفعوا شكواهم إلى المنقلب "متجاهلين" أنه هو السبب وراء مثل هذه الأفعال.
وقال الأكاديمي أ.د.محمد السيد "في الليل كما يتسلل اللصوص، تسلل مجهولون الي شاطيء النيل بأوناش من النيل بشارع أبو الفدا وقاموا بتقطيع الأشجار التاريخية العملاقة لتحويل البقعة الجميلة إلى كافيتريا وتمتد الخرسانات لتحجب الرؤية والتنفس الطبيعي و يتردد البلطجية ومنادين السيارات ويختنق السكان وينهار الشارع التاريخي الراقي ".
وتساءل: "هل سيادتكم موافقين على انهيار تاريخ المنطقة، و من يدعي بحصوله علي التراخيص، و من اعطي له التراخيص، و من له صلاحية إصدار تراخيص بقتل الطبيعة، كفاية كده إحنا تعبنا، برجاء تصليح ما حدث، علشان إحنا كلنا سكان الحي زعلانين جدا.".
أراضي بكورنيش النيل مطروحة للقطاع الخاص
وجاء قطع الأشجار تاليا لقرار حكومة عبدالفتاح السيسي إلى إعادة طرح الأراضي الشاغرة على شاطئ النيل في العاصمة والمدن المحيطة بها بمحافظتي الجيزة والقليوبية أمام القطاع الخاص، جاء القرار بعد سحب اختصاص وزارة الري في الإشراف على إدارة الأراضي المحاذية لنهر النيل، ونقل هذه السلطة إلى الشركة الوطنية لحماية الشواطئ والمسطحات المائية التابعة للجيش، إضافة إلى نقل ملكية الأراضي السياحية والفندقية إلى شركات صندوق مصر السيادي.
والمعني رسميا بهذه الإجراءات التي أفزعت السكان رئيس حكومة السيسي ووزير الإسكان ومحافظ القاهرة ورئيس الجهاز المركزي للتعمير ورئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضرية وآخرين لم يذكر منهم الجيش.
وقالت حكومة السيسي: إن "طرح كورنيش النيل هو في إطار تعظيم العائد من أصول الدولة غير المستغلة، وتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد المصري من خلال إدارتها بفعالية عبر شراكات مع القطاع الخاص".
واعتبر أن "طرح الأراضي فرصا استثمارية جاهزة، كما استعرض الاجتماع الحصر المبدئي الذي أجرته محافظة القاهرة للأراضي المطلة على كورنيش النيل في أحياء: الساحل، وروض الفرج، وبولاق أبو العلا، وغرب القاهرة، ودار السلام، والمعصرة، وحلوان، والتبين، مع تحديد جهات ولايتها وتبعيتها ومساحاتها بشكل تفصيلي"!
آراء السكان والمهتمين
وعبر السكان والمهتمين بالبيئة والتراث المصري عن انزعاجهم من إجراء بيع الأراضي على كورنيش النيل، وتحويل كل ما هو جمالي إلى خراسانات ومشروعات تجارية.
وقال عمرو Amr Youssef Shoukry: "للأسف لن يسمع لنا أحد و أصبحنا مغتربين ببلدنا".
وأضاف محمد Mohamed Abdelmonaem، "للأسف الزمالك بنتبهدل".
وكتب هشام Hesham Kaddour "مش عارف أقول إيه، أنا مصدوم مما يجري في مصر من تخريب و تدمير متعمد لأجمل مناطق و أحياء القاهرة من أجل حفنة دولارات، الواحد أصبح مقتنعا أن دي خطة مقصودة لإرغام الناس على ترك مناطق وسط البلد، و خاصة المطلة على النيل كي يتم بيعها للعرب، تاريخ مصر العريق للأسف معروض للبيع لتسديد الديون".
وكتبت ريم Rim Hamdy، "حسبنا الله ونعم الوكيل.. القاهرة أصبحت صحراء".
وعلقت هناء Hanaa Naguib "تخريب ممنهج و مستمر".
ومن كوكب زمردة كتب أسامة Osama Aly ، "حضرتك تعمل شكوى في النيابة العامة، و هم يحاسبوا من أمر بقطع الأشجار لو مش من الحكومة".
واختصرت نانا Nana Taha المشهد "البلد بتتشلفط".
وأكد طارق Tarek Emara أنه "يحدث هذا القبح في كل أنحاء مصر، و لا حول و لا قوه إلا بالله، حاجه تقرف".
أكثر من شخص شارك منشور الأكاديمي محمد السيد أحدهم يدعى محمد الجزار والآخر Yossef Mohamed أرسل إشارة إلى "الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية" ولا يعلم هل الإشارة للإحاطة واتخاذ إجراء إيجابي أم للحد من التعليقات الحانقة على السلطة ؟.
وسخر حسن منهم وعبر Hassan Salama ELagroudi كتب "غالبا وهو صغير اتربط في شجره فحلف لما يكبر هيقطع الشجر كله".
وأشار عمر Omar Ahmad إلى أن "كل ما هو يرى البحر أو النيل في مصر أصبح مجمع كافيتيريات و مواقف سيارات برسوم".
وأجملت يمنى Youmna El-shehawy المشهد فقالت: "الزمالك تغيرت والمترو بهدلها والشوارع تغيرت والمحلات اتباعت وكله بقى كافيهات ومطاعم، وكل من هب ودب من الأماكن الشعبية بقت هي المتنزه لهم ويتركوها مزبلة، فين الزمالك اللي اتولدنا فيها وقضينا عمرنا كله فيها يا ألف خسارة".
تجريف الأخضر
وشهدت مصر تصاعد تجريف للحدائق والمساحات الخضراء في القاهرة والجيزة ومناطق مكشوفة، وردم أجزاء من نهر النيل على امتداد طريق الكورنيش في محافظتي القاهرة والجيزة، وتحويلها تدريجياً إلى تجمعات للأنشطة التجارية والمطاعم والكافيهات المؤجرة لصالح شركات خاصة تديرها قيادات سابقة في الجيش.
وسبق أن اعتصم سكان حي الزمالك (بمن فيهم دبلوماسيين ووزراء سابقين من عينة عمرو موسى) وتقدموا بشكاوى بسبب أعمال ردم الكورنيش وتجريف الأشجار وتحويله إلى "جراجات للسيارات" حتى إن الإزالات طاولت الحدائق التاريخية، التي يعود تاريخ إنشاء بعضها إلى العهد الملكي، بهدف استغلال الأراضي المقامة عليها في إنشاء ساحات انتظار للسيارات ومطاعم وكافيهات مطلة مباشرة على النيل.
ومن أغرب القرارات الحكومية؛ تحويل أراضي الشركة المصرية لتجارة الأدوية، إحدى شركات الشركة القابضة للأدوية التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، إلى أبراج سكنية فاخرة مطلة على النيل بمنطقة الساحل شمالي القاهرة، مع توفير أماكن بديلة في محافظتي القليوبية والشرقية لنقل مقر ومخازن الشركة إليها، وتبلغ مساحة أراضي الشركة نحو 40 ألف متر مربع، وتقع في موقع متميز يطل على المرحلة الجديدة من مشروع "ممشى أهل مصر" السياحي، وقريب من جسر "تحيا مصر" المعلق، المعروف باسم "محور روض الفرج".