جولة إعادة فى 5 محافظات..انتخابات مجلس شيوخ السيسي خارج اهتمامات المصريين

- ‎فيتقارير

 

 

شهدت جولة الإعادة لانتخابات مجلس شيوخ السيسي عزوفا تاما عن التصويت بل ان أغلب المواطنين لا علم لهم بما يجرى وليست لديهم دراية بهذه الانتخابات التى لا تعدو أن تكون شكلية وصورية ويتولى القائمون على اللجان التصويت وتقفيل بطاقات التصويت بدلا من الناخبين لصالح المرشح الذى يريده نظام الانقلاب .

يشار إلى جولة الإعادة تجرى فى 5 محافظات هى: الإسماعيلية وبني سويف والأقصر والوادي الجديد والغربية ويتنافس فيها 10 مرشحين على 5 مقاعد في مجلس شيوخ السيسي، ويحق لنحو 7 ملايين و821 ألف و517 ناخبًا الإدلاء بأصواتهم، فى 1367 لجنة موزعة على الدوائر كالتالي:

الغربية: 3 ملايين و631 ألف و916 ناخبًا.

بني سويف: 2 مليون و80 ألف و140 ناخبًا.

الأقصر: 915 ألف و863 ناخبًا.

الإسماعيلية: 999 ألف و248 ناخبًا.

الوادي الجديد: 194 ألف و350 ناخبًا.

 

انفصال حقيقي

 

حول عزوف المواطنين أكدت مها عبد الناصر، نائبة رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وجود حالة واضحة من العزوف وعدم الاهتمام الشعبي بانتخابات مجلس شيوخ السيسي، مشيرة إلى أن هذا الانصراف لا يعود فقط إلى ضعف الحراك السياسي، بل يعكس أزمة أعمق في العلاقة بين حكومة الانقلاب والمجتمع. 

وقالت مها عبد الناصر في تصريحات صحفية إن حزبها، رغم تحفظاته، قرر المشاركة في الانتخابات عبر نظام القوائم المطلقة، موضحة أن هذا القرار جاء بعد نقاش داخلي خلص إلى عدم وجود بدائل حقيقية للمشاركة السياسية في ظل المعطيات الحالية.

وأكدت أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد فى زمن الانقلاب، إلى جانب التحديات الإقليمية، أسهمت في تفاقم الشعور العام بالإحباط والعزوف عن الاهتمام بالشأن السياسي، مشيرة إلى أن هناك شبه انفصال حقيقي بين السياسة والسياسيين من جهة، والمواطنين من جهة أخرى. 

 

اختلالات عميقة

 

 وقال وليد العماري، المتحدث باسم الحركة المدنية الديمقراطية، إن عدم اهتمام المواطنين بانتخابات مجلس شيوخ السيسي فى الخارج والداخل يرجع إلى الغموض المرتبط بدور المجلس مؤكدا أن المواطن العادي لا يشعر بوجوده، ولا يرى له دورًا فعّالًا يمس مطالبه، أو يعبر عن أولوياته اليومية .

وأكد العمارى فى تصريحات صحفية أن غياب البث العلني لجلسات مجلسي شيوخ ونواب السيسي ساهم في اتساع الفجوة بين المواطنين وما يجري داخل المؤسسات التشريعية .

وانتقد نظام القائمة المطلقة المطبّق في انتخابات الشيوخ معتبرًا أنه يُقصي طيفًا واسعًا من القوى السياسية، ويؤدي إلى ضعف التعددية داخل المجالس المنتخبة، وغياب التوازن الرقابي، وانحياز التشريعات لصالح حكومة الانقلاب وهذا أدى إلى العزوف الشعبي عن التصويت بسبب الاختلالات العميقة في بنية النظام الانتخابي، الذي لا يفتح المجال أمام المشاركة الواسعة أو التمثيل العادل . 

 

مخيب للآمال

 

وأرجع القيادي في حزب الدستور حمدي قشطة، هذا الغياب الشعبي إلى حالة الركود السياسي العام، إضافة إلى انطباع سلبي متراكم لدى المواطنين تجاه أداء غرفتي برلمان العسكر في الدورة السابقة، والذي كان مخيبا للآمال نتيجة تراجع واضح في الدورين التشريعي والرقابي، وهو ما ساهم في تعميق انصراف الجمهور عن متابعة الشأن العام. 

وقال قشطة فى تصريحات صحفية إن طبيعة تشكيل مجلس شيوخ السيسي تدفع إلى هذا العزوف وعدم الاقبال على التصويت موضحًا أنه يتم انتخاب ثلث الأعضاء عبر القوائم المغلقة، والثلث الثاني بالنظام الفردي، بينما يُعيَّن الثلث الأخير من قبل السيسي، ما يجعل المجلس بعيدًا عن تمثيل الإرادة الشعبية. 

وأكد أن نظام القوائم المغلقة يُقصي التنوع ويحول دون بروز أصوات متعددة داخل المجلس، مستشهدًا بقائمتي جنوب مصر والقاهرة، اللتين تضمان كل منهما 37 مرشحًا يُختارون دفعة واحدة، رغم المساحات الجغرافية الشاسعة التي تمثلها هذه القوائم. 

وانتقد قشطة غياب الدور الفعّال للمجلس في الحياة السياسية والتشريعية، معتبرًا أن وجوده مجرد مجاملة لدوائر سياسية محددة وأن الفجوة بين سلطات الانقلاب والمجتمع لم تعد تقتصر على الانفصال، بل اتخذت شكلًا عكسيًا، إذ صدرت خلال السنوات الأخيرة قوانين وقرارات تتناقض مع مصالح المواطنين واحتياجاتهم.