رغم أن لقاءات البلطجي المصري أحمد عبدالقادر ميدو، لاعب الزمالك السابق و"المستثمر الرياضي" في دول أوروبا، بمحمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي، معدودة وإن كانت مسجلة وموثقة إعلاميًا، وتكون عادة في وقت راحة مو صلاح منذ 2019 قبل انطلاق المواسم الجديدة أو بعد ختامها، إلا أنها تكون طبيعية إذا وُجدت لدى متابعة الصور، وهو بصحبة محمد إبراهيم (أكثر من 3 صور متداولة ربما من 2013) أو إلى جوار الذراع اليمنى للسيسي عباس كامل، أو ظهوره ذيلًا في أحد زيارات السيسي لأوروبا.
الذكاء الصناعي قال إنها لا تعكس أي دلائل على أن الصورة تمثل لقاءً رسميًا بين اللاعبين مع بعض الشخصيات السياسية أو الرياضية. ربما كانت مجرد لقاء اجتماعي أو رياضي عابر، لكن يمكن أن يكون التقاط الصورة في مناسبة رياضية كبيرة حيث التقى اللاعبان في إحدى المناسبات الأوروبية.
إلا أن الترويج للقاءات اللاعب (السابق) ميدو وغيره مع نجم ليفربول، الذي تتبناه مؤسسات ربما كانت مواقفه الباهتة من الإبادة الجماعية في غزة، يعكس من هي هذه المؤسسات التي تتبناه والمجلات والمنتجات التي يروج لها مو صلاح، ويجعله حتى مخالفًا لرأي كتلة موجودة في المجتمع البريطاني فضلًا عن رأي غالبية المصريين من القضية. ومن خلال المتابعة الخبرية لهذه المناسبات، يعكس ذلك تلميعًا مقصودًا منه "بروزة" أحمد عبدالقادر إلى جوار صلاح، يتناول معه الإفطار والدعاية لشخصية "المستثمر الرياضي".
فعلى الرغم من أن ميدو بدأ مسيرته الرياضية كأحد لاعبي الزمالك، إلا أنه بعد اعتزاله أصبح له دور في مجال الرياضة والإعلام، وكان دائمًا قريبًا من الأسماء الرياضية الكبيرة. ويبدو أن الضابط المسؤول عنه وجّهه ليكون "مقاول أنفار" بدافع "خدمة" البلد وتبني مواقف "القيادة" مقابل القرب من هذه الشخصيات "الوصول" أو "الوصولية". رغم أن الصور التي تجمع بين ميدو وصلاح يمكن أن تكون التُقطت في إطار رياضي أو اجتماعي، حيث إن العلاقة بين المصريين سواء لاعبين أو غيرهم غالبًا ما تكون قائمة على الاحترام والود، فضلًا عن العلاقة بين المشاهير والمعجبين من أي جنسية، فما بالك أن يكونوا من نفس الجنسية. وأحيانًا ينظر لاعب مشهور مثل صلاح إلى شخصية مثل ميدو قرينًا أو بالمصري "لزقة" يصعب التخلص منها، ولعله الأسعد اليوم بمغادرته.
وتبرز صحافة الانقلاب وإعلام المتحدة محمد صلاح باعتباره الرجل الوطني الذي يدفع لصندوق "تحيا مصر" الملايين، ولا يبخل على أهل قريته بالغربية. إلا أن ما يحاول البعض ترسيخه عبر تعيين أحمد حسام ميدو أن هناك من ينافس صلاح على عرش قلوب المصريين مثل "أبو تريكة"، الذي يكن له صلاح ـ أو ربما كان يكن له ـ حبًا ظهر في مشاهد موثقة بينهما.
البارز في مشهد أحمد عبدالقادر "ميدو" الأخير، والذي منحه إعلام السيسي لقب "رئيس اتحاد شباب المصريين في الخارج"، أو ربما أحب هو أن يطلق على نفسه هذا المنصب، أنه رُوِّج له على أنه تصدى لمحاولات جماعة الإخوان لاقتحام السفارات المصرية في أوروبا، بداية من هولندا، مرورًا ببلجيكا، ووصولًا إلى لندن حيث واجههم شخصيًا. وادعوا أنه "أسقط خططهم لإحراج الدولة المصرية بالخارج"، بحسب موقع "صوت المسيحي الحر".
ولطالما عبّر ميدو عبر منصة "إكس" @AhmedAbdelkader عن علاقاته ورأيه وحشده وأنفاره والمحيطين به، حتى في علاقاته بمحمد صلاح. ففي مارس 2024 قال لاعب الزمالك السابق أحمد حسام ميدو: "في لاعب دولي سابق حاول تجنيد محمد صلاح للإخوان المسلمين والدولة المصرية تدخلت لإعادة صلاح".
والترويج لميدو، اللاعب السابق بنادي الزمالك، وتحوله إلى ما يسمى "الاستثمار الرياضي" في أوروبا بمشاريع رياضية (غير واضحة) بالتعاون مع أندية مثل أياكس الهولندي، يشبه إلى حد بعيد ما حدث مع زميله في البلطجة أحمد ناصر (دبابة) الذي تستضيفه محطات محلية منحازة للانقلاب مثل "صدى البلد" باعتباره لاعبًا سابقًا بـ"الزمالك والإسماعيلي"، وأنه أحد من وُجهت له الدعوة لحضور مناسبة خاصة بفريق أياكس الهولندي مع مرور 125 عامًا على تأسيس النادي، وهو احتفال عادي يحضره مشجعو النادي عادة ما يكون بدعوة من روابط المشجعين!
حتى أنه أشار في لقائه إلى أنه فوجئ بتواجده في أغلفة الصحافة الهولندية عقب ظهوره مع أساطير أياكس، مؤكدًا أنه يسعى جاهدًا ليكون واجهة مشرفة لمصر في أوروبا أسوة بزميله السابق في الزمالك أحمد عبدالقادر ميدو.
ومع اعتقاله في لندن، سارعت سلطات الانقلاب إلى الحشد الإعلامي والأمني والخارجي والاتصال بمستشار الأمن القومي البريطاني لضمان الإفراج الفوري عنه، مما أسفر عن خروجه دون أي شروط بعد نحو 48 ساعة، بحسب ما ادعت اليوم السابع. إلا أن الواقع يشير إلى أن هناك شرطًا (ربما إبعاده حيث ستقضي المحكمة البريطانية بذلك عاجلًا أم آجلًا)، وهما الآن في مصر وفي أحد فنادقها المطلة على النيل!
"ميدو" نفسه وجّه الشكر لـ"السيسي"، و"وزير خارجيته" محرض البلطجية، ومؤسسات الدولة، والشعب المصري، مؤكدًا أن "المصريين بالخارج يحمون بلدهم وسفاراتهم"، وأنهم أثبتوا أنهم "إيد واحدة ضد الشر"!
وزعم الذراع الإعلامي أحمد موسى، الذي بارك موقف "ميدو" فور الإفراج عنه، أن "ميدو" تصرف دفاعًا عن وطنه، ومستحق للتقدير، خاصة في مواجهة "الإعلام السلبي أو المنفذ خارجيًا ضد مصر"!
أما رئيس الزمالك السابق مرتضى منصور (الزئبقي الأمني) فادعى أن "ميدو" هو "شخص أصيل"، وأن علاقتهما جيدة بعد خلافات سابقة. وقد أرسل "ميدو" تحية إلى الشخص المقصود باسم عباس كامل — لكن هذا السياق يختلف عن الحادثة السابقة، وليس له صلة بحادثة السفارة.
الظهور مع الأعور القاتل
هناك تقارير وصور تُظهر لقاء بين محمد إبراهيم وزير الداخلية الأسبق وأحمد عبدالقادر (ميدو) في إحدى الدول الأوروبية، وذلك بعد خروجه من منصب وزير الداخلية.
ومحمد إبراهيم، وزير الداخلية المصري في عام 2013، كان قد شغل هذا المنصب خلال فترة حساسة للغاية في مصر، خاصة أثناء الانقلاب على الرئيس د. محمد مرسي في 2013. بعد استقالته من منصب وزير الداخلية في 2015، لم يكن له ظهور سياسي كبير في الحياة العامة بشكل مستمر.
وبعد تركه المنصب، اختفى نسبيًا عن الأضواء الإعلامية. لم يتابع الظهور في السياسة أو تولي مناصب حكومية أخرى بعد استقالته.
في آخر التقارير المتوفرة، تفرغ محمد إبراهيم لحياة خاصة، وكان له نشاطات تركز على قضايا الأمن القومي، ولكن لا توجد معلومات مؤكدة حول أي منصب رسمي أو سياسي شغله بعد تلك الفترة.
وقالت تقارير إن محمد إبراهيم، في فترة لقاءاته مع "ميدو"، كان هناك اهتمام بالعلاقات بين الشخصيات الحكومية السابقة والجاليات المصرية في الخارج، خصوصًا بعد فترة من الاحتقان السياسي التي شهدتها مصر.
اللقاء بين "ميدو" و"محمد إبراهيم" لم يُذكر تفاصيله بشكل علني، لكن قد يكون جزءًا من محاولة لتنسيق أو دعم بعض الأنشطة بين المصريين في الخارج، أو من منطلق محاولات إعادة بناء العلاقات مع فئات من المصريين (القريبين من الأجهزة) خارج الحدود، وإلا لما قابله أساسًا.
وأضاف مراقبون إنه بعد عزل مرسي، كانت العلاقة بين السياسيين والرياضيين في مصر قد أخذت منحنى جديدًا. كان هناك اهتمام خاص بالشباب المصريين في الخارج، وبحث الحكومة المصرية عن طرق لاستقطابهم من خلال الرياضة أو المبادرات الاجتماعية.
في هذا السياق، قد يكون لقاء ميدو ومحمد إبراهيم قد دار حول التواصل مع الجاليات المصرية في الخارج، أو دعم الشباب المصري في أوروبا في التوجهات السياسية أو الاقتصادية. كما أن ميدو كان معروفًا بعلاقاته مع شخصيات سياسية ودبلوماسية، وهو ما يفسر هذا اللقاء.
وأكد أن ميدو ذو علاقة بالأجهزة، وأن "بروزته" لم تكن من فراغ. كان لقاؤه بعباس كامل وإظهاره أنه جزء من التيار الشبابي الذي كان يتنقل بين عدة ميادين، سواء في الرياضة أو المجتمع المدني. لذا من الممكن أن اللقاء تم لتنسيق جهود بين ميدو وجهاز المخابرات لزيادة تأثير مصر في الخارج، خاصة في أوروبا.
كما أن عباس كامل كان يدير الملفات الأمنية، وكانت هناك جهود كبيرة لمحاولة استقطاب النخب المصرية في الخارج. وهذا يتماشى مع مواقف ميدو التي كانت تدعو دائمًا إلى تعزيز دور الشباب المصري في السياسة.
وعبر مراقبون عن حذرهم من استمرار هذه اللقاءات بين شخصيات رياضية وسياسية مثل ميدو وعباس كامل، فقد يكون ذلك جزءًا من استراتيجية أكبر لتحفيز الجيل الشاب داخل مصر وخارجها (الحشد) و"مقاولة الأنفار". ورغم غياب التفاصيل الدقيقة، يُحتمل أن ميدو قد يكون لعب دورًا في توجيه رسائل أو تحفيز الشباب المصري في الخارج على هذه الاستراتيجية.
لقاءات السيسي
شوهد ميدو ضمن الدائرة حول السيسي في أكثر من مناسبة، والتُقطت صور لهما معًا في سياقات اجتماعية أو رياضية أو تعاونات إعلامية، وكان يُظهر دعمًا للحكومة المصرية في مناسبات عامة، سواء في إطار الأنشطة الرياضية أو الاجتماعات التي تهدف إلى تعزيز العلاقات الدولية.
وتُظهر هذه الصور دعم الشخصيات الرياضية مثل ميدو للأجندة التي يتبناها السيسي.
الشاهد أن ما يُراد من ميدو أحمد عبدالقادر هو تحويله إلى ميدو أحمد حسام، والذي في أغسطس 2024، وبعد اغتيال رئيس الحكومة الفلسطينية السابق أبو العبد إسماعيل هنية، سارع للمز والهمز به وبعرضه وسبّه، ثم انتقل بعدها إلى قناة سعودية لم يلبث فيها إلا أشهر قليلة وطُرد منها خاسئًا.
وفي أوروبا أيضًا كانت البدايات للاعب أياكس الأسبق الذي عاش في هولندا منذ أن كان عمره 16 عامًا، وتربى في بيئة كشفتها احتساؤه للخمور والمخدرات والتدخين رغم أنه لاعب كرة (رياضي)، فضلًا عن علاقاته الجنسية التي كشف عنها فيديو مسرّب مع اللاعب مجدي عبدالغني.