رغم قرار وزارة التربية والتعليم بمنع تداول الكتب الخارجية والمناهج غير الرسمية في المدارس للعام الدراسي الجديد، فإن الواقع على الأرض يعكس استمرار الطلب عليها، لا سيما في ظل الارتفاع الملحوظ في أسعارها، خاصة بعد استحواذ شركة إماراتية على سلسلة "سلاح التلميذ".
ارتفاع الأسعار.. ليس ظاهرة شاملة
كشف محمد الصفتي، وكيل شعبة الأدوات المكتبية بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن الارتفاع في أسعار الكتب الخارجية لم يشمل جميع الإصدارات، موضحًا أن الزيادة تراوحت بين 10% إلى 15% مقارنة بالعام الماضي.
وأشار إلى أن هذه الزيادة تعتبر "مقبولة" بالنظر إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج مثل أسعار المحروقات، وزيادات الأجور المرتبطة بغلاء المعيشة.
منافسة جديدة تُحد من الغلاء
أوضح الصفتي أن دخول عدد من دور النشر الجديدة وطرح كتب بديلة ساهم في منع الناشرين الكبار من فرض زيادات كبيرة على الأسعار، وهو ما أحدث نوعًا من التوازن في السوق.
خسائر بالملايين بسبب قرارات مفاجئة
وأشار الصفتي إلى أن دور النشر تكبّدت العام الماضي خسائر قُدرت بـ 50 مليون جنيه، بعد إعلان وزارة التربية والتعليم عن نظام جديد للثانوية العامة قبل بدء العام الدراسي بشهر واحد، وذلك بعد طباعة كميات كبيرة من الكتب وفق النظام القديم.
تكاليف إنتاج مرتفعة رغم استقرار الورق
من جانبه، أكد أحمد جابر، عضو غرفة الطباعة باتحاد الصناعات، أن السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار الكتب الخارجية يعود إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج (أجور، كهرباء، نقل…)، رغم استقرار أسعار الورق المحلي وتراجع أسعار الورق المستورد.
وأضاف أن بعض المطابع فضّلت تأجيل الطباعة هذا العام تجنبًا لتكبد خسائر، في ظل تعديلات متأخرة أعلنتها الوزارة على المناهج الدراسية.
تعديلات المناهج تسببت في ارتباك عام
أصدرت الإدارة المركزية بوزارة التربية والتعليم منشورًا رسميًا بتعديلات على المناهج، مما تسبب في ارتباك لدى المعلمين والطلاب، خاصة مع صدور القرار في توقيت متأخر.
تراجع أسعار الورق.. ولكن
بحسب عمرو خضر، رئيس شعبة الورق باتحاد الغرف التجارية، فقد انخفضت أسعار الورق المستورد بنحو 40% خلال الأشهر السبعة الماضية، حيث سجل سعر الطن نحو 40 ألف جنيه، بينما استقر الورق المحلي بين 40 و44 ألف جنيه.
لكن هذا الانخفاض لم ينعكس على أسعار الكتب، بسبب تأثير عناصر أخرى مثل تكاليف العمالة والطاقة والنقل.
الأدوات المكتبية.. بعض الانخفاض
أوضح بركات صفا، نائب رئيس شعبة الأدوات المكتبية، أن تغيير المناهج الدراسية تسبب في إعادة طباعة الكتب الخارجية، وهو ما ساهم في رفع الأسعار، رغم تراجع الدولار أمام الجنيه المصري.
وأشار إلى أن بعض الأدوات المكتبية شهدت انخفاضًا نسبيًا، خاصة في ظل استقرار أسعار المواد الخام، حيث تغطي السوق المحلية حوالي 90% من إنتاج الكراسات والكشاكيل، و70% من الأقلام الجاف، مقابل 30% فقط للأقلام الرصاص.
حجم المطبوع بتقديره المادي
وكان أحمد جابر، نائب رئيس مجلس إدارة غرفة الطباعة والتغليف بـ"اتحاد الصناعات المصرية" كشف أن التكلفة الإجمالية للطباعة (الكتب المدرسية والخارجية معًا) تتجاوز 1.8 مليار جنيه، منها مليار جنيه مخصصة للكتب المدرسية فقط.
وانخفضت مبيعات مطابع الكتب الخارجية بنسبة 15% إلى 20% مع بداية العام الدراسي الحالي، ويعود ذلك بين أسباب عدة منها ارتفاع الأسعار وتفضيل الطلاب للنسخ الإلكترونية.
وارتفع عدد النسخ المطبوعة من الكتب والكتيبات في مصر عام 2021 إلى 32 مليون نسخة، وهو متضمن الكتب بجميع أنواعها وليس فقط الكتب الدراسية أو الخارجية.
وعن لماذا لا توجد بيانات دقيقة؟ قال مراقبون إنه يبدو أن الإحصاءات الرسمية المرتبطة بالكتب الخارجية أو الملخصات الخاصة (مثل "سلاح التلميذ") غير متوفرة أو لا تُحمّل فئات مستقلة ضمن بيانات الطباعة السنوية.