تواصلت ردود الأفعال الدولية المنددة بالهجوم الصهيونى على الدوحة بزعم استهداف قيادات المقاومة الفلسطينية وفى هذا السياق يعقد مجلس الأمن الدولى اجتماعا طارئا مساء اليوم الأربعاء، لبحث الهجوم الصهيونى بناءً على طلب الجزائر وباكستان والصومال، الأعضاء المنتخبين فى المجلس.
من جانبها، انتقدت دولة الاحتلال قرار الاجتماع وقال داني دانون، السفير الصهيونى لدى الأمم المتحدة : "لن تكون هناك حصانة لأعضاء حماس لا في غزة، ولا في لبنان، ولا في قطر.. اختار السفير الجزائري التعاون مع حماس ومنحهم دعمًا من داخل مجلس الأمن" على حد زعمه .
وأضاف: لن تتردد دولة الاحتلال وستواصل العمل بحزم ضد قادة حماس أينما كانوا، حتى عودة الأسرى وفق تعبيره.
كانت دولة الاحتلال قد شنت غارة جوية أمس على مقر حماس في الحي الدبلوماسي بالدوحة في الوقت الذي كان من المقرر فيه عقد اجتماع لمسؤولي حماس لمناقشة المقترح الأمريكي لوقف اطلاق النار وتحرير الأسرى الصهاينة.
وتسبب الهجوم في استشهاد 6 أشخاص بينهم نجل خليل الحية، القيادي في حماس، وتبعه إدانات عربية شديدة لدولة الاحتلال وانتقادات دولية .
مسئولية نتنياهو
وأعلن رئيس الوزراء الصهيونى بنيامين نتنياهو مسؤوليته عن الغارة، قائلاً: دولة الاحتلال بادرت بها، ونفذتها، وتتحمل مسؤوليتها الكاملة .
فيما أعلن رئيس الأركان الصهيونى إيال زامير، أن تل أبيب ستواصل العمل لتنفيذ ما وصفه بـ"محاسبة الأعداء"، مؤكدا أن جيش الاحتلال سيواصل تنفيذ مهامه فى أى مكان وبأى مدى قريب أو بعيد .
وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية، إن تصريحات زامير، جاءت تعليقا على هجوم الدوحة، الذى تضمن استهداف قيادات من حركة حماس أمس الثلاثاء.
وقال جيش الاحتلال في بيان له : هاجم جيش الدفاع والشاباك من خلال سلاح الجو بشكل موجه بالدقة قيادة حركة حماس .
حركة حماس
فى المقابل قالت حركة المقاومة الاسلامية حماس إن الهجوم يُظهر أن نتنياهو وحكومته لا يريدون التوصل إلى أي اتفاق، ويسعون عمدًا لإحباط جميع الفرص.
وأضافت الحركة فى بيان لها : انها تُحمل الولايات المتحدة مسئولية الغارة.
وأكدت أنها لن ترفع الراية البيضاء فى الحرب الدائرة فى غزة ولن تسلم سلاحها وستقاوم حتى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .
موقف قطر
من جانبها أدانت الخارجية القطرية الهجوم الصهيونى الذي استهدف مقرات سكنية لعدد من أعضاء المكتب السياسي لحماس بالدوحة،
وقالت: الاعتداء الصهيونى الإجرامي يشكل انتهاكا صارخا للقوانين والأعراف الدولية كافة، وتهديدا خطيرا لأمن وسلامة القطريين والمقيمين في قطر .
ووصف قطر في رسالة لمجلس الأمن الدولي، الهجوم الصهيونى بأنه تصعيد خطير منددة بهذا الاعتداء الإجرامي الجبان .
وأضافت قطر: لن نتسامح مع السلوك الصهيونى المتهور والتهديد المستمر للأمن الإقليمي مشددة على أن التحقيقات جارية على أعلى مستوى .
الديوان الأميري القطري
وقال الديوان الأميري القطري، إن أمير قطر تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأوضح الديوان الأميري القطري، أن الرئيس ترامب أكد تضامن بلاده مع قطر وإدانته للاعتداء على سيادتها، مضيفا أن ترامب أدان اعتداء دولة الاحتلال على سيادة قطر.
وأكد أمير قطر للرئيس الأمريكي اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية أمن وسيادة قطر.
وذكر الديوان الأميري القطري، أن ترامب طلب من أمير قطر مواصلة دور الوساطة بشأن غزة، مشيرا إلى أن أمير قطر حمل دولة الاحتلال مسئولية سياساتها العدوانية التي تهدد أمن المنطقة.
وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري : سنعمل من الغد فى عمل مراجعة شاملة لسياسات وإجراءات لضمان ردع هذه التصرفات وعدم تكرارها.
وأضاف رئيس الوزراء القطرى خلال مؤتمر صحفى من الدوحة، أنه تم تشكيل فريق قانونى برئاسة وزير الدولة الدكتور محمد الخليفى الذى سيباشر كافة الإجراءات القانونية للرد على الهجوم الصهيونى الذى لا يعتبر إلا تصرف مارق.
وكشف أن دولة الاحتلال استخدمت أسلحة لم تستطع راداراتنا اكتشافها .
جريمة ارهابية
حول الهجوم الصهيونى قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إن الجريمة الإرهابية التي نفذها جيش الاحتلال ضد قيادات من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، تُعدّ تصعيدًا خطيرًا وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، واعتداءً مباشرًا على سيادة دولة شقيقة، فضلًا عن كونها تهديدًا للسلم والأمن الدوليين.
وأضاف دلياني في تصريحات صحفية أن العملية الصهيونية جاءت في وقت كانت تقوم فيه قطر بدور الوسيط في مساعي وقف الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، معتبرًا أن الهدف من هذا الاعتداء هو تعطيل أي مسار دبلوماسي قد يفضي إلى تهدئة أو يحد من جرائم الاحتلال.
وشدد على أن "دولة الإبادة الصهيونية" ماضية في مشروعها الدموي دون أي اكتراث بالقوانين والمعاهدات الدولية، داعيًا إلى تحرك عاجل داخل مجلس الأمن الدولي لمحاسبة الاحتلال على جريمته.
واعتبر ان استهداف المفاوضين في الدوحة يكشف بوضوح العقلية الاستعمارية الإبادية للاحتلال، التي تسعى إلى فرض الدم بديلًا عن الحوار والتفاوض، مؤكدًا أن الرد الأمثل يتمثل في التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية وتوسيع دائرة الضغط الدولي على دولة الاحتلال .
السيادة القطرية
واعتبر الكاتب الصحفي ثائر نوفل أبو عطيوي، مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين، أن عملية الاغتيال التي نفذها جيش الاحتلال بحق قيادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، تُعد جريمة مرفوضة ومدانة على كافة المستويات، مؤكدًا أنها تشكّل انتهاكًا صارخًا للسيادة القطرية، وتفتح الباب أمام تصعيد واسع بدلًا من المضي في طريق المفاوضات.
أضاف أبو عطيوي، في تصريحات صحفية أن هذه العملية جاءت في وقت حساس كان يُفترض أن يشهد خطوات متقدمة نحو إبرام صفقة تبادل تفضي إلى إنهاء الحرب على قطاع غزة وتهيئة الأجواء لبدء مفاوضات سياسية تفضي إلى سلام عادل وشامل يحفظ الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وأكد أن اغتيال قادة حماس وعوائلهم شكّل ضربة موجعة لمسار التفاوض، ويمثل انتكاسة خطيرة خاصة وأن العملية وقعت على الأراضي القطرية التي تلعب دور الوسيط الأساسي في جهود الوساطة.
تحرك عربي عاجل
وطالب أبو عطيوي بضرورة تحرك عربي عاجل وفاعل، بالتنسيق مع المجتمع الدولي، للضغط على دولة الاحتلال من أجل وقف التصعيد وجرائم الاغتيال، مشددًا على أن الموقف الدولي يجب أن يترجم بدعوة مجلس الأمن للانعقاد الفوري لمحاسبة الاحتلال على جرائمه والعمل على وقف الحرب على غزة وحماية الضفة الغربية من الضم والقدس من التهويد.
وأشار إلى أن اغتيال قادة حماس يمثل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي ومساسًا بالسلم الإقليمي، مؤكدًا أن استمرار الاحتلال في هذه السياسة يهدد استقرار المنطقة بأكملها.
وأوضح أبو عطيوي إن عملية الاغتيال جاءت متزامنة مع المقترح الأمريكي الأخير لإعادة إطلاق المفاوضات، ما يعكس تهرّب حكومة الاحتلال من أي مسار تفاوضي جاد، وسعيها إلى إطالة أمد الحرب وفرض وقائع جديدة على الأرض بهدف القضاء على القضية الفلسطينية سياسيًا وإنسانيًا.