بصفقات مثل “ناساماز” ومناورة “النجم الساطع”.. آليات التحكم الأمريكي في قرار السلاح في مصر

- ‎فيتقارير

قال مراقبون: إن "الولايات المتحدة تستخدم تقنيات حديثة تحكم إمكانية استخدام الأسلحة التي تصدرها، مثل ما عرف بنظام الإغلاق أو التحكم عن بُعد في بعض الأنظمة، لكنها لا تسيطر بشكل مطلق على تشغيل جميع المعدات، مصر، بدورها، تقوم بتفكيك وتركيب الأسلحة المستوردة وإعادة ضبطها لضمان عدم خضوعها لقيود أجنبية تمنع استخدامها بشكل كامل في الصراعات الأمنية، بحسب "إيجبت تلي جراف".

وعلى الرغم من تنويع مصادر الأسلحة، لا تزال مصر تتلقى مساعدات وصفقات تسليح كبيرة من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تمت الموافقة مؤخراً على صفقات أسلحة بقيمة تتجاوز 5 مليار دولار تشمل تحديث دبابات “أبرامز” وأنظمة صواريخ متطورة، تعكس هذه الصفقات استمرار الشراكة الاستراتيجية والتعاون العسكري بين البلدين، ما يؤكد على وجود توازن بين استقلالية مصر التنموية في التسليح والحفاظ على علاقات أمنية استراتيجية مع الولايات المتحدة.

صفقة ناسامز

ووافقت الولايات المتحدة رسميا على بيع منظومة الدفاع الجوي "ناسامز" للجيش المصري، ولكن حتى الآن لم تتوفر معلومات دقيقة حول وصولها الفعلي أو بدء تشغيلها في مصر.

في يوليو 2025، وافقت الولايات المتحدة على بيع مصر صفقة دفاعية تصل قيمتها إلى 4.67 مليار دولار، تتضمن منظومة "ناسامز" إلى جانب صواريخ "أمرام" و"سايدوندر" .

وهذه الصفقة تمثل تعزيزًا كبيرًا لقدرات الدفاع الجوي المصري، الذي يعتمد على مزيج من الأنظمة الأمريكية مثل NASAMS وHAWK وAvenger، وأنظمة روسية مثل S-300VM وBuk-M2، وأنظمة صينية وأوروبية .

وفقًا للمصادر، منظومة "ناسامز" في طريقها إلى الجيش المصري، حيث أشارت تقارير إلى إرسالها من قبل الولايات المتحدة بعد مصادقة واشنطن على الصفقة .

ومع ذلك، لا توجد حتى الآن معلومات رسمية أو تقارير مؤكدة تؤكد وصول المنظومة إلى مصر وتشغيلها فعليًا في مواقع الجيش، يشير هذا إلى أن العملية ربما لا تزال في مراحل النقل، أو أن استكمال التركيب والتدريب على التشغيل يحتاج لوقت بعد الإنتاج، بسبب تعقيد صناعة النظام وفترات الإنتاج الطويلة التي تصل عادة إلى سنتين، بحسب "موقع الدفاع العربي".

وبحسب الموقع فإن "منظومة NASAMS هي نظام دفاع جوي متوسط المدى، يتميز بقدرته على تتبع واستهداف الطائرات المروحية والثابتة، وصواريخ كروز والطائرات المسيرة، مع إمكانية الاشتباك مع عشرات الأهداف في آن واحد، يعتمد النظام على صواريخ AIM-120 AMRAAM ويمكنه استخدام صواريخ أخرى مثل AIM-9X Sidewinder وESSM، وهو مجهز برادار MPQ-64F1 Sentinel عالي الدقة ومنصات إطلاق متعددة الاتجاهات، مع وحدة قيادة وسيطرة لتنسيق الاشتباكات ".

مناورات النجم الساطع

وأحدث المناورات العسكرية المشتركة التي شهدتها مصر بمشاركة الولايات المتحدة والسعودية هي مناورات "النجم الساطع 2025"، التي تجمع أكثر من 8 آلاف جندي من 43 دولة، مع مشاركة فعالة للقوات المصرية والأمريكية والسعودية، ضمن تدريب متنوع يشمل البر، البحر، الجو، والقوات الخاصة.

وتنطلق هذه المناورات في قاعدة محمد نجيب العسكرية غرب مصر، من 28 أغسطس حتى 10 سبتمبر 2025، وتعد من أكبر التدريبات العسكرية متعددة الجنسيات في الشرق الأوسط، تشارك فيها 13 دولة بشكل مباشر بأكثر من 7,900 جندي، بالإضافة إلى 30 دولة أخرى كدول مراقبة.

وتشمل القوات المشاركة مشاة ميكانيكية، قوات مدرعة، مدفعية، دفاع جوي، قوات جوية، وحدات خاصة، إضافة إلى مشاركة بحرية وجوية واسعة.

 القوات الأمريكية تنضم بشكل رئيسي إلى هذا التدريب، مؤكدة استمرار الشراكة الاستراتيجية العسكرية مع مصر، والحرص على تعزيز الأمن الإقليمي ومكافحة التطرف العنيف.

وشاركت السعودية في مناورات النجم الساطع السابقة، مثل نسخة 2023، والتي شهدت مشاركة 34 دولة من بينها السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا، واستمرت حتى 14 سبتمبر 2023.

 تهدف المناورات إلى تبادل الخبرات وتنسيق العمل بين الدول، وتركز على مكافحة التهديدات الأمنية المشتركة.

وبين الرياض وواشنطن جرت مناورات مثل "مرجان" البحرية والجوية، ومنها "مرجان 15" التي عقدت في فبراير 2015، حيث شارك فيها عناصر من القوات الخاصة، قطع بحرية، وطائرات استكشاف ومكافحة غواصات، وتعتمد على تطوير التعاون البحري والجوي المشترك.

وتعتبر هذه التدريبات تعزيزاً لقدرات القوات المشاركة على العمل المشترك، تطوير التكتيكات والعمليات العسكرية، وضمان التنسيق الفعال في مواجهة التهديدات الأمنية في المنطقة، خاصة الإرهاب والتحديات الإقليمية.

 كما تؤكد على الشراكات الإستراتيجية الطويلة بين مصر، الولايات المتحدة، والسعودية وتساهم في رفع مستوى الجاهزية القتالية.
 

وبدأت هذه المناورات عام 1980 بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وتُعقد بشكل دوري كل عامين تقريباً، وتهدف إلى تعزيز التنسيق والتعاون العسكري بين مصر والولايات المتحدة ودول أخرى متعددة.

 تشمل التدريبات مشاركة قوات برية وجوية وبحرية مع سيناريوهات تتعلق بالحروب التقليدية وغير التقليدية ومكافحة الإرهاب وأمن الحدود.

ولم تذكر المصادر المتاحة تفاصيل محددة عن حالات غياب السعودية، سواء كانت أسباب سياسية، استراتيجية أو أمنية. المشاركة في هذه المناورات عادة ما تعتمد على الترتيبات العسكرية والدبلوماسية بين الدول، وقد تتأثر بعوامل سياسية وإقليمية.

 السعودية قد شاركت في بعض النسخ وأحياناً قد تغيب لأسباب لم تُعلن رسمياً أو لأسباب تتعلق بظروف داخلية أو علاقات إقليمية.

شهدت مناورات النجم الساطع توقّفات عدة، بسبب حروب إقليمية مثل حرب الكويت (1991) وحرب العراق (2003)، وكذلك بسبب الأوضاع الداخلية في مصر (2011، 2013)، مع استئناف تدريجي للمناورات لاحقاً.

 بجانب التغييرات في عدد الدول المشاركة وطبيعة السيناريوهات العسكرية، لكن هذه التوقفات لا تذكر بشكل خاص دور أو غياب السعودية.

وتمثل مناورات "النجم الساطع 2025" تمثل آخر وأكبر حدث عسكري مشترك بمشاركة مصر والسعودية والولايات المتحدة، بإشراف مشترك وجنود من مختلف التخصصات والقطاعات العسكرية، لبناء قدرة تشغيلية مشتركة وتأكيد الشراكة الإستراتيجية بين الدول الثلاث.

 وكان آخرها المشاركة في قاعدة محمد نجيب العسكرية بمصر وشاركت الدبابات الأميركية  من طراز M1A2 SEPv3 “أبرامز”  والمدرعة M2A3 “برادلي” التابعة للفوج القتالي 3-278 في الجيش الأميركي.