السيسي يحتقر العمال ويغدق الحوافز على الضباط… الغضب يتصاعد في مصانع السكر

- ‎فيتقارير

 

تتواصل شرارة الاحتجاجات في مصانع السكر بالصعيد والجيزة، وسط سياسة ممنهجة من نظام المنقلب السفيه السيسي تقوم على إذلال العمال وحرمانهم من أبسط حقوقهم، مقابل إغداق الامتيازات والمكافآت على ضباط الجيش والشرطة والقضاة.

 

حيث تعود  الاحتجاجات  بين الحين والاخر  إلى مجمع سكر الحوامدية بالجيزة، حيث نظم عمال مصنع الكيماويات وقفة احتجاجية، وانضم إليهم قطاع النقل في إضراب جزئي استمر لساعات، قبل أن يُجبروا على إنهائه بعد وعود الإدارة بتنفيذ مطالبهم في أكتوبر المقبل. وجاء ذلك بعد يوم واحد فقط من إنهاء عمال المعدات إضرابهم تحت ضغوط وتهديدات بالفصل.

 

في المقابل، يواصل عمال مصانع إدفو وكوم أمبو بأسوان ودشنا بقنا احتجاجاتهم منذ 18 يومًا، مطالبين بزيادة الرواتب وصرف العلاوات المتأخرة منذ 2016، رغم تهديدات إدارة سكر دشنا التي وصفت الإضراب بأنه "غير قانوني"، وتحذيرات الأمن الوطني بالقبض على قادة الحراك العمالي.

 

الاحتجاجات التي بدأت في إدفو وكوم أمبو امتدت إلى أرمنت بالأقصر ثم إلى دشنا، قبل أن تصل إلى مجمع الحوامدية الصناعي بالجيزة، في مؤشر على الغليان المتصاعد بين أكثر من 10 آلاف عامل في هذا القطاع الحيوي، الذي أسسته الدولة منذ 1956 عبر الشركة المصرية للسكر والصناعات التكاملية، المملوكة للشركة القابضة للصناعات الغذائية.

 

عمال الحوامدية أكدوا أن احتجاجهم جاء تضامنًا مع زملائهم في الصعيد، وأنهم أوقفوا العمل لساعات مطالبين بحقوقهم، فيما حملوا لافتات كتب عليها "لا لتهديد رئيس القابضة" و"نريد تنفيذ تعليمات الرئيس"، وهتفوا "عايزين حقوقنا".

 

لكن رئيس الشركة القابضة أيمن إسماعيل لم يتردد في التهديد بخصخصة المصانع خلال اجتماعه الأخير مع ممثلي النقابات، في إشارة واضحة إلى أن النظام لا يرى في العمال سوى عبء يجب التخلص منه، بينما تذهب مليارات الجنيهات لدعم قصور العاصمة الإدارية ورواتب الجنرالات.

 

ويشكو العمال من تدني أجورهم التي لا تتجاوز في المتوسط 5 آلاف جنيه، وافتقادهم لأبسط الخدمات الطبية، فضلًا عن الاستقطاعات الجائرة التي تراوحت بين 700 و1000 جنيه شهريًا تحت ذريعة إدخالهم في منظومة التأمين الصحي الشامل بأسوان منذ يوليو الماضي.

 

في الوقت الذي يُترك فيه العمال فريسة للخصخصة والتهديدات الأمنية، يواصل السيسي تكريم الضباط وإغداق المكافآت والبدلات عليهم، بما يكشف عن عقيدة النظام: سحق الطبقة العاملة وإفقارها، مقابل ضمان ولاء المؤسسة العسكرية والأمنية التي تحمي حكمه.