كثفت قوات الاحتلال الصهيونى اليوم غاراتها الجوية على قطاع غزة ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء بينهم عدد كبير من الأطفال، وسط تزايد الأوضاع الإنسانية سوءًا في القطاع.
وطالب جيش الاحتلال بإخلاء برج الكوثر والخيام المجاورة في شارع دمشق غربي مدينة غزة.
يشار إلى أن نحو 32 شخصًا استشهدوا في مدينة غزة أمس السبت جراء الغارات الصهيونية المكثفة، من بينهم 12 طفلًا، وفقًا لمشرحة مستشفى الشفاء. كما توفي 7 أشخاص خلال الـ 24 ساعة الماضية نتيجة سوء التغذية، بينهم أطفال، ما رفع إجمالي شهداء المجاعة وسوء التغذية منذ بداية الحرب إلى 420 شخصًا، بينهم 145 طفلًا. وتم نقل جثث الضحايا إلى مستشفى الشفاء وسط أوضاع سيئة للغاية في المستشفيات والمراكز الطبية بالقطاع.
كانت مدينة غزة قد شهدت في الأيام الأخيرة تصعيدًا كبيرًا من جيش الاحتلال، تمثل في تدمير مبانٍ شاهقة تزعم دولة الاحتلال أن حركة حماس تستخدمها لمعدات المراقبة، وتم استهداف برج سكني زعمت قوات الاحتلال إن عناصر المقاومة تستخدمه ، مع إصدار تحذيرات لسكان المبنى بالمغادرة قبل القصف.
ووفق بيان جيش الاحتلال، تهدف هذه العمليات إلى السيطرة على أكبر مدينة فلسطينية تمثل آخر معقل لحماس وفق تعبيره.
نزوح ربع مليون شخص
ويعاني مئات الآلاف من الفلسطينيين في غزة من نقص حاد في الغذاء والمياه والأدوية، وسط تدهور حاد في حالة المستشفيات نتيجة كثافة القتلى والجرحى. ويزيد استمرار الحصار وعمليات التهجير القسري من المخاطر على المدنيين، لا سيما النساء والأطفال، الذين يواجهون ظروفًا إنسانية صعبة للغاية.
فى هذا السياق أعلن جيش الاحتلال ، أن أكثر من 250 ألف شخص نزحوا من مدينة غزة خلال الأسابيع الأخيرة مع تكثيف الهجوم العسكري على المدينة، التي كان يُقدَّر عدد سكانها ومن نزح إليها بنحو مليون نسمة.
وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، عبر منصة "إكس"، إن أكثر من ربع مليون شخص انتقلوا من مدينة غزة إلى مناطق أخرى حفاظًا على سلامتهم .
منشورات الاحتلال
فى نفس السياق وزع جيش الاحتلال منشورات على سكان الأحياء الغربية في غزة، طالبهم فيها بالإخلاء عبر شارع الرشيد نحو منطقة المواصي جنوب القطاع، رغم تعرضها لقصف مدفعي متكرر.
وزعم جيش الاحتلال أنه مصمم على حسم المعركة مع حماس معتبرا أن غزة آخر معاقل الحركة. وفي الأيام الأخيرة دمّر عدة أبراج سكنية، متوعدًا بمواصلة الضربات الدقيقة لتقويض البنية التحتية لحماس .
25 شهيدًا
وأعلنت مصادر طبية في قطاع غزة، اليوم الأحد، استشهاد 25 فلسطينيًا جراء غارات قوات الاحتلال والتى استهدفت مناطق متفرقة في القطاع منذ ساعات الفجر.
فيما أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، ، أن قطاع غزة تعرض لدمار شامل وتحول إلى أرض قاحلة توشك أن تصبح غير صالحة للعيش.
وقالت الوكالة فى بيان لها اليوم الأحد ان أطفال غزة يتضورون جوعًا، والعائلات تُهجّر قسرًا، فيما يعيش السكان في حالة من الرعب.
غارات صهيوينة
وأعلن مستشفى الهلال الأحمر الميداني في غزة، استشهاد خمسة مصابين جراء قصف نفذته طائرة صهيونية مسيّرة استهدف خيمة للنازحين في منطقة المواصي بخان يونس.
وأكدت مصادر طبية أن حصيلة الشهداء منذ فجر اليوم بلغت 41 فلسطينياً بنيران جيش الاحتلال، بينهم 29 في مدينة غزة.
وقالت مصادر محلية، أن طائرات الاحتلال شنت غارات على مبنى وزارة الداخلية الواقع غربي مدينة غزة وعلى
مبنى النيابة العامة الواقع مقابل جامعة الأزهر في مدينة غزة.
وأكدت مصادر إعلامية فلسطينية ارتقاء 4 شهداء و3 مصابين إثر استهداف الاحتلال منتظري المساعدات وسط قطاع غزة.
الأبراج السكنية
من جانبه كشف الدفاع المدني في غزة عن استشهاد خمسة فلسطينيين جراء القصف الصهيونى وذلك بعد يوم واحد من إعلانه استشهاد 50 شخصًا على الأقل في أنحاء القطاع المحاصر والمدمَّر بفعل 23 شهرًا من الحرب.
وبحسب الأمم المتحدة، كان نحو مليون شخص يقيمون في غزة ومحيطها قبل أن يبدأ جيش الاحتلال بتكثيف عملياته وتدمير الأبراج السكنية الأسبوع الماضي.
وقالت الأمم المتحدة ان القيود المفروضة على وسائل الإعلام، وصعوبة الوصول إلى المناطق المستهدفة، تحول دون التحقق بشكل مستقل من الأرقام والتفاصيل التي يعلنها كل طرف.
وحذرت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية مرارًا من "كارثة إنسانية" في حال المضي في خطة السيطرة على غزة، التي أقرتها حكومة الاحتلال في أغسطس الماضي، مشيرة إلى تفاقم أزمة النزوح مع عدم وجود أماكن جديدة لإيواء النازحين.