قال الباحث السوداني وليد المبارك أحمد "إن بيان الرباعية الأخير كشف أن البحر الأحمر والذهب هما المحركان الأساسيان للصراع الدولي، مع دخول عُمان كمنافس اقتصادي، وتقدّم المشاريع الروسية والتركية. مصر تواجه خطر خسارة دعم السودان في ملف النيل، بينما تبقى الإمارات هي العقدة ونقطة الفشل الجوهرية لأي تحالف: مشاركتها تفقده الشرعية وتفتح الباب لانفجار شعبي قد يعصف بأي حكومة تقبل بها.".
وأضاف "وليد محمد المبارك أحمد" في ورقة بعنوان (شيء من الجدية .. بيان الرباعية الأخير: البحر الأحمر، الذهب، ومعضلة الإمارات) عن دور مصر إن " استمرار مصر في هذا النهج مع الرباعية قد يؤدي إلى فقدان دعم السودان لموقف القاهرة في ملف سد النهضة ومياه النيل، وهو سند استراتيجي لا يمكن تعويضه".
وأوضح أن معضلة الإمارات هي نقطة فشل التحالفات مؤكدا أن "وجود الإمارات يشكل نقطة فشل جوهرية لأي تحالف. وأن صورتها في الوعي السوداني مرتبطة بالحرب والخراب، ما يفقد أي صيغة تشارك فيها الشرعية الشعبية".
ثورة على الحكومة
وحذر من أن رضوخ الحكومة السودانية لفرض الإمارات سيقود حتماً إلى ثورة شعبية عارمة.
واعتبر أن بيان الرباعية الذي أصدرته دول (أمريكا، مصر، السعودية، والإمارات) حول السودان، أعاد التذكير بمواقفها التقليدية دون تقديم حلول عملية. البيان ركّز ضمنياً على البحر الأحمر والموارد، ما يعكس استمرار التعامل مع السودان كـ "مسرح جيوسياسي أكثر منه دولة ذات سيادة".
وأضاف أنه بين التداعيات على السودان وفق ما جاء ببيان الرباعية:
– تهميش الحكومة السودانية في مسارات الحلول.
– زيادة الاعتماد الخارجي مع تضارب المشاريع (الرباعية – روسيا – تركيا – عُمان).
– إعادة تشكيل التحالفات مع تهديد مصر بخسارة دعم السودان في ملف سد النهضة.
– خطر الغضب الشعبي إذا فُرضت الإمارات كشريك إجباري.
البحر الأحمر والذهب
وكشف الوليد المبارك أن المحركات الاستراتيجية لبيان الدول الأربعة هي: البحر الأحمر حيث مشاريع إنشاء قاعدتين روسية وتركية في السواحل السودانية تتقدّم للأمام، ما يجعل البحر الأحمر ساحة تنافس عسكري وتجاري.
وأضاف أن روسيا تبحث عن منفذ استراتيجي لكسر العزلة بعد حرب أوكرانيا وتركيا تسعى لتوسيع حضورها في شرق إفريقيا وربط استثماراتها البحرية.
وعن ملف الذهب أوضح أن الإمارات ظلت الوجهة الأساسية لتصدير الذهب السوداني، وأن روسيا استغلت الذهب كأداة لتمويل عملياتها وتجاوز العقوبات، مضيفا أن "دخول سلطنة عُمان على الخط يفتح مساراً جديداً قد يقلل اعتماد السودان على دبي، ويوفر قنوات مالية وتجارية بديلة.".
توصيات للحكومة
وأوصت الورقة حكومة السودان بقيادة رئيس المجلس السيادي عبدالفتاح البرهان بـ4 توصيات استراتيجية:
1. رفض أي دور للإمارات:
– اعتبار مشاركة الإمارات في أي تحالف أو مخرج سياسي غير مقبولة تماماً.
– إعلان موقف رسمي واضح بأن أبوظبي طرف غير محايد ومرفوض شعبياً.
2. تنويع الشراكات:
– فتح مسارات بديلة مع عُمان، تركيا، روسيا، ودول إفريقية لتقليل الفراغ الاستراتيجي.
– تعزيز العلاقات الاقتصادية مع شركاء آسيويين (الهند، الصين) لإيجاد توازن.
3. الضغط على مصر:
– استخدام ورقة سد النهضة ومياه النيل لإجبار القاهرة على مراجعة حساباتها.
– التأكيد أن فقدان السودان يعني فقدان مصر لموقفها التفاوضي الموحد أمام إثيوبيا.
4. تثبيت السيادة الوطنية:
– تطوير إطار شفاف لإدارة الذهب والموارد الطبيعية.
– تعزيز الدبلوماسية النشطة لإثبات أن أي حلول لا تمر عبر السودان مرفوضة.