يشهد قطاع غزة جرائم جديدة ترتكبها قوات الاحتلال الصهيونى ..هذه الجرائم تتمثل في سلسلة حوادث انفجار لعبوات متفجرة على هيئة معلبات غذائية، تتركها قوات الاحتلال في المنازل والمرافق بعد انسحابها من مناطق التوغل، وعند تعامل الفلسطينيين معها تنفجر هذه العبوات وتخلف عشرات القتلى والجرحى .
فى هذا السياق أكد الدفاع المدني والمكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن هذه العبوات التي يُطلق عليها محليًا «معلبات الموت» تسببت في مقتل وإصابة عشرات المدنيين، بينهم أطفال، خلال بحثهم عن الطعام وسط الحصار والمجاعة.
متفجرات وسط الأحياء السكنية
وأوضح الدفاع المدني أن هذه العبوات تُصمَّم على شكل أطعمة معلبة، بحيث تنفجر فور فتحها .
وأشار إلى أن قوات الاحتلال تتعمد ترك هذه المخلفات المفخخة داخل البيوت والمدارس، ما أدى إلى وقوع إصابات خطيرة تضمنت حالات بتر أطراف.
من جانبه، حذّر المكتب الإعلامي الحكومي منذ الأشهر الأولى للعدوان من خطورة هذه الممارسات، مشيرًا إلى أن الاحتلال يتعمّد زرع المتفجرات وسط الأحياء السكنية لزيادة أعداد الضحايا.
المجاعة
تتزامن هذه الحوادث مع أزمة إنسانية خانقة يعانى منها سكان قطاع غزة بسبب إغلاق دولة الاحتلال معابر القطاع منذ مارس الماضي، ومنع إدخال المساعدات الانسانية والمواد الغذائية إلا بكميات ضئيلة لا تكفي الاحتياجات الأساسية.
وأعلنت الأمم المتحدة الشهر الماضي أن المجاعة باتت واقعًا في غزة، حيث توفي أكثر من 360 شخصًا بينهم 131 طفلًا نتيجة سوء التغذية ونقص الطعام، بحسب بيانات وزارة الصحة في غزة.
ذخائر غير منفجرة
إلى جانب المعلبات المفخخة، قدّرت لجان الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام (UNMAS) أن نحو 10% من الذخائر التي أُطلقت على غزة لم تنفجر، مخلفة ما يقارب 7500 طن من القذائف والقنابل بين الأنقاض والشوارع والمنازل. وتشير التقديرات إلى أن إزالة هذه المخلفات قد تستغرق ما يصل إلى 14 عامًا، ما لم يحصل القطاع على دعم دولي عاجل لتطهير المناطق من هذه الأخطار.
مخيمات غزة بؤر موبوءة
وقال الدكتور خليل الدقران، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، إن القطاع أصبح يشبه السجن المفتوح نتيجة التصعيد المستمر من قبل الاحتلال الصهيونى، حيث يُجبر مئات الآلاف من المواطنين على النزوح القسري.
وأكد الدقران فى تصريحات صحفية أن هذا النزوح أدى إلى اكتظاظ مناطق الجنوب والوسط، التي لا تحتمل العدد الضخم من النازحين.
وأضاف أن أوضاع النازحين في غزة بالغة القسوة. مشيرا إلى أن قوات الاحتلال دمرت البنية التحتية للقطاع، ما جعل مخيمات اللاجئين تتحول إلى بؤر موبوءة مليئة بمياه الصرف الصحي والنفايات.
وأشار الدقران إلى أن هناك نقص حاد في الماء والغذاء، في ظل انتشار متسارع للأمراض والأوبئة في صفوف السكان.
الأطفال في خطر
وحذر من تطورات الوضع الصحي في غزة، حيث وصل مستوى المجاعة إلى مستويات غير مسبوقة. مؤكدا أن الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، بينما يواجهون خطر الموت بسبب القصف المستمر والظروف المعيشية القاسية.
وأكد الدقران أن الاحتلال الصهيوني يستهدف مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، حيث يتعرض المواطنون لإطلاق نار أثناء محاولاتهم الحصول على الغذاء أو الأدوية.
ووصف الوضع بأنه يشهد أعمالاً وحشية، حيث يُجبر السكان على العودة إلى خيامهم وهم ينزفون بعد محاولاتهم المستميتة لإيجاد لقمة عيش لأسرهم.
وحذر الدقران من أن الوضع في غزة ينذر بوقوع إبادة جماعية وتفشي واسع للأمراض قد يمتد تأثيره إلى الدول المجاورة، في حال استمر الوضع على ما هو عليه.