من مذابح السيسي إلى جرائم المجتمع: دماء رابعة تلاحق المصريين في بيوتهم

- ‎فيتقارير

 

منذ أن دشّن المنقلب السفاح  عبد الفتاح السيسي انقلابه الدموي بمجازر رابعة والنهضة وسموحة ورمسيس وغيرها، وأطلق يد الأجهزة الأمنية في القتل والتصفية داخل الشوارع والشقق والمعتقلات، أصبح الدم في مصر رخيصاً، والقتل سهلاً، والعنف امتداداً طبيعياً لحكم الدم.

 ومع تردي الأوضاع الاقتصادية غير المسبوقة، وارتفاع الأسعار بما لا يقل عن عشرة أضعاف، وبلوغ فواتير الكهرباء والمياه والغاز ثلاثين ضعفاً، انعكس هذا النزيف على المجتمع في صورة تصاعد مرعب للعنف الأسري والجرائم المروعة.

 

آخر هذه الكوارث ما شهدته مدينة نبروه بمحافظة الدقهلية، فجر الجمعة، حين تحولت شقة صغيرة إلى مسرح جريمة أسرية صادمة: أب مصري أنهى حياة أطفاله الثلاثة طعناً، وأصاب زوجته الثانية بجراح خطيرة، قبل أن يلقي بنفسه تحت عجلات قطار بمدينة طلخا ليفارق الحياة.

 

الضحايا الثلاثة هم: مريم (12 عاماً)، معاذ (7 أعوام)، ومحمد (4 أعوام)، جميعهم من الزوجة الأولى المتوفاة.

 الجريمة بدأت حين سدد الأب، ويدعى عصام عبد الفتاح (38 عاماً)، 16 طعنة قاتلة لزوجته الثانية داخل محل أدوات منزلية في نبروه، ثم اتجه إلى شقته لينحر أبناءه الأبرياء.

 الزوجة نُقلت في حالة حرجة إلى مستشفى الطوارئ بالمنصورة وأُدخلت العناية المركزة.

 

ولم يكتف القاتل بذلك، بل نشر على صفحته في "فيسبوك" صوراً لأطفاله ومنشور وداع لهم، قبل أن يفرّ إلى طلخا ويصعد إلى كوبري السكة الحديد ليلقي بنفسه أمام قطار عابر، لتتناثر أشلاؤه في مشهد مأساوي يختزل حجم الانهيار الإنساني الذي تعيشه البلاد.

 

التحقيقات الأولية لم تكشف بعد عن الدافع النهائي، وسط روايات عن خلافات أسرية سابقة، لكن أهالي الحي تحدثوا عن سماع صرخات واستغاثات قبيل وقوع الكارثة.

 فيما أشار بعضهم إلى أن الزوجة الثانية كانت ترعى الأطفال منذ وفاة أمهم الأولى، ما زاد من هول الصدمة داخل المجتمع المحلي.

 

إن ما جرى في نبروه ليس حادثاً عابراً، بل حلقة في سلسلة مرعبة من تفكك اجتماعي وانهيار إنساني، صنعته سلطة جعلت الدم عنواناً للحكم، والجوع واقعاً للحياة اليومية، فكما صارت مجازر رابعة والنهضة نموذجاً للإفلات من العقاب، صار القتل والعنف اليوم يزحف إلى كل بيت، حتى داخل أحضان الأسرة.