بحسب التقارير الصحفية الصادرة بتاريخ 23 سبتمبر 2025، همّش الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبد الفتاح السيسي بشكل مباشر، بعدما شارك رئيس وزراء حكومة السيسي مصطفى مدبولي ممثلًا عن مصر في الاجتماع الذي عقده ترامب مع قادة عرب ومسلمين في مقر الأمم المتحدة.
بينما تحدث قادة مثل أمير قطر الشيخ تميم والرئيس التركي أردوغان بشكل مباشر في الاجتماع، لم تُنقل تصريحات علنية لمدبولي، ولم يُذكر السيسي في أي من الكلمات أو الصور الرسمية.
وقال مراقبون: إن "غياب السيسي شخصيًا عن الاجتماع، رغم أهميته، أثار تساؤلات حول مستوى التنسيق المصري الأميركي في ملف غزة، وسجل المراقبون ملاحظات سياسية وإعلامية تشير إلى أن دور مصر في الاجتماع كان أقل بروزًا من المتوقع، خاصة مقارنة بدول مثل قطر وتركيا والأردن".
ورأى محللون أن دور مصر في ملف غزة تراجع لصالح دول أخرى مثل قطر، التي باتت تلعب دورًا محوريًا في الوساطة وإعادة الإعمار.
ويبدو أن ترامب ركّز في خطته على إعادة الأسرى الصهاينة ومستقبل الحكم في غزة بدون حماس، وهي نقاط قد تتعارض مع الرؤية المصرية التي تفضل بقاء دور السلطة الفلسطينية.
وقال بعض خبراء الانقلاب: إن "التمثيل المصري عبر مدبولي رسالة دبلوماسية بأن القاهرة لا توافق بالكامل على خطة ترامب بشأن غزة، وإن ترامب أراد تسليط الضوء على حلفائه الأكثر انسجامًا مع رؤيته، مثل قطر والسعودية، في ظل توتر غير معلن مع القاهرة".
وكانت أبرز مخرجات اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع قادة عرب ومسلمين بشأن غزة، والذي عُقد في نيويورك يوم 23 سبتمبر 2025 على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة:
خطة لإنهاء الحرب في غزة
حيث استبق ترامب الاجتماع بتحديد محور اللقاء لوضع حد للحرب الدائرة في غزة، التي وصفها بأنها "ما كان ينبغي أن تحدث"، وعرض أيضا أن
إدارته تعمل على استعادة 20 "رهينة" و38 جثة من غزة، مشيرًا إلى أن "غالبية الرهائن قد أُطلق سراحهم".
وقال ترامب، في كلمة له في مستهل الاجتماع: إن "هذا الاجتماع بشأن غزة سيكون مهمًّا جدًّا".
وأضاف "نريد إنهاء الحرب في قطاع غزة واستعادة الرهائن"، مؤكدا أن هذا الاجتماع هو أهم اجتماع عقده اليوم الثلاثاء.
بحسب موقع Axios أكسيوس الأمريكي فإن ترامب عرض على القادة خطة تشمل: انسحاب إسرائيلي تدريجي من غزة، واستبعاد حركة حماس من أي دور مستقبلي في الحكم، وإرسال قوات عربية وإسلامية للمساعدة في المرحلة الانتقالية، وتمويل عربي وإسلامي لإعادة الإعمار".
وعلق أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قائلا: "الوضع سيئ في غزة، ونحن هنا لفعل كل ما بوسعنا لإنهاء الحرب وإعادة الرهائن" وهو ما كان محل إشادة من ترامب الذي قال مجيبا الأمير تميم: "لقد قمت بعمل رائع وأنا أقدر لك ذلك".
وعن مواقف متباينة حول حل الدولتين فإن عشرات من قادة العالم دعوا إلى قيام دولة فلسطينية، لكن "إسرائيل" والولايات المتحدة أبدتا تحفظًا، معتبرة أن الاعتراف بها "مكافأة للتطرف".
وجمع المستشار وليد شرابي بين الغائبين عن الاجتماع مشيرا عبر @waleedsharaby إلى أنه "يفترض أنه يوم تاريخي في تاريخ الصراع العربي الإسر١ئيلي، فكان أبرز الغائبين عن اجتماعات الأمم المتحدة لمناقشة الاعتراف بدولة فلسطين هما نتنياهو والسيسي .".
https://x.com/waleedsharaby/status/1970456097518690653
الكاتب أحمد لطفي وعبر @AHMADLO13219562 علق على غياب السادس عن اجتماعات الأمم المتحدة للعام الرابع على التوالي وعن اجتماع ترامب الأخير قائلا: "شيل من دماغك الفكرة الخايبة دي، مفيش مؤامرات على مصر، مصر هي من أضعفت نفسها ومن داخلها، التفكير والقرار والفشل والإخفاق كلهم صناعة مصرية خالصة من الألف إلى الياء، صحيح مصر بلد كبير، لكن تأثيره إقليميًا ودوليًا قليل وضعيف، ولو شئت الدقة أصبحت هكذا في السنوات العشر الأخيرة.".
https://x.com/AHMADLO13219562/status/1970470076634800480
وعلق د.نور @DRofficial_NR21 "ترامب اصدر أمر لقطيع الحكام العرب بأن يأتوا إليه راكعين ليجتمع بهم لبحث الوضع في غزة، ويضع اللمسات الأخيرة للتهجير رغم أنف القطيع الذي لايختلف مع الصهاينة على التهجير، بل الاختلاف علي مكان التهجير وأول مكان سيكون #سيناء المصرية بعد التصريحات المريبة لسكرتير الانقلاب مصطفي مدبولي".
تهميش بالاتفاق
وعن مواقف شبيهة قد يتخذها ترامب أو يظهر أنه اتخذها والحقيقة في واد آخر، لفت د. مراد علي @mouradaly إلى أن ما يروّجه الإعلام الإسرائيلي بشأن وجود قطيعة بين الرئيس ترامب ونتنياهو، وأن الرئيس الأمريكي يتعمد تهميشه ويحمله مسؤولية الإخفاقات ويتهمه بالتلاعب.
المصادر التي تنقل الرواية إسرائيلية، ومن يضخّمها ويُعيد تكرارها بإلحاح قناتا “العربية” و”الحدث”، في مشهد يثير الريبة.".
وأضاف، "فهل من الممكن أن يكون ترويج هذا الخلاف المزعوم مجرد مسرحية إعلامية تهدف إلى تلميع صورة الرئيس الأمريكي قبيل زياراته المنطقة الأسبوع القادم ليظهر في ثوب الداعم لمصالح العرب والمسلمين، والمتحرر من الهيمنة “الإسرائيلية”؟ .. ثم بعدها يتم عقد تفاهمات في غير صالح الشعوب العربية، وإن ظهرت في ظاهرها داعمة لها. .".
ونبه إلى أنه طعموماً يجب أن نتذكر أن السياسة الأمريكية تجاه “إسرائيل” لا تُبنى على العواطف او المزاج الشخصي للرئيس، بل على مصالح استراتيجية راسخة، تتجاوز الخلافات الشكلية بين الأفراد.
لذلك، يجب الحذر، والوعي بكيفية توظيف الإعلام لتوجيه الرأي العام، والتأكد أن ما يُعرض علينا ليس بالضرورة هو الحقيقة.
https://x.com/mouradaly/status/1920731297246261622
المطلوب عند السيسي!
كما سبق للضابط السابق بالجيش المصري شريف عثمان @SherifOsmanClub "" أن أكد أن "السيسي وافق على التهجير وتم التنفيذ بالفعل! ".
وأوضح أنه "مع بداية فتح المعبر وخروج المصابين من غزة إلى مصر، حيث تم الاتفاق على أن يتم خروج بلا عودة، وإذا حسبنا عدد 250 مصابًا يوميًا مع اثنين أو ثلاثة مرافقين يكون العدد حوالي 1000 شخص (بلا عودة)، يعني 30 إلى أربعين ألف فلسطيني شهريًا!".
وبين أنه "هكذا يكون التهجير طوعيًا وهادئًا بلا ضجة إعلامية او غضب شعبي! بل إن ما سوف يصدر للإعلام هو أن السيسي رفض التهجير ووقف أمام قرار ترامب، نحن أمام أكبر جريمة في حق الأمة على مر التاريخ وأمام عميل مزدوج يحكم مصر، يرجى الحديث عن هذا الأمر البالغ الأهمية وتبليغ المقاومة وأهل غزة".
إلا أن في المحصلة فإن ترامب مجرم حرب وبحسب الإعلامي مصطفى عاشور يحاول تجميل وجهه وعبر @moashoor كتب، "تصريحات ترامب وكأننا نعيش في عالم آخر ، كيف يتم منهجة الكذب ؟ آخر ما عرض من المبادرات الكاذبة والخادعة، آخر عرض كان أمريكياً وافقت عليه حماس ولم توافق عليه إسرائيل وضربت الوفد في الدوحة الذي اجتمع لمناقشة عرض ترامب، وكان وراءه لعبه غادرة أمريكية من ترامب نفسه لجمع وفد حماس وقتلهم معا.".
