أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" سلسلة تصريحات "كاذبة" للرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال خطابه الذي استمر قرابة الساعة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء، وتحت عنوان "التحقق من صحة خطاب ترامب في الأمم المتحدة"، أرفقت الصحيفة كل تصريح "كاذب ومضلل" بالحقيقة التي تفنده، وذلك على النحو التالي:
1- قال ترامب: "خلال أربع سنوات من حكم الرئيس (جو) بايدن، كان لدينا أقل من تريليون دولار من الاستثمارات الجديدة في الولايات المتحدة، في ثمانية أشهر فقط، منذ توليتُ منصبي، حصلنا على التزامات، ودُفعت بالفعل أموال بقيمة 17 تريليون دولار".
وردًّا على التصريح "المضلل"، قالت الصحيفة إن إدارة بايدن أحصت في يناير ما يقرب من 800 مليار دولار من مشاريع التصنيع التي حفزها إقرار أربعة قوانين، تتضمن الغالبية العظمى من هذه الإعلانات تفاصيل حول مواقع منشآت محددة ومبالغ استثمارية، أو أنها قيد التنفيذ بالفعل. (تشمل هذه، على سبيل المثال، مصنعًا لأشباه الموصلات بقيمة 11 مليار دولار في ولاية يوتا، ومصنعًا للألواح الشمسية بقيمة مليار دولار في أوكلاهوما).
وأضافت: "في المقابل، فإن مبلغ 17 تريليون دولار الذي أعلنه ترامب هو ضعف ما أحصاه البيت الأبيض: 8.8 تريليونات دولار، ولكن حتى هذا المبلغ ليس "مدفوعًا بالكامل"، كما قال ترامب، بل يشمل تعهدات واسعة النطاق، ومشاريع أُعلن عنها سابقًا، ويأتي أكثر من نصف هذا المبلغ من تعهدات غير رسمية من دول أجنبية للاستثمار في الولايات المتحدة، والتي يحذر الخبراء من أنها قد تكون غير واقعية. (على سبيل المثال، لم يتحقق بالكامل تعهّد من المملكة العربية السعودية عام 2017، روّج له ترامب في ولايته الأولى، بشراء منتجات أميركية بقيمة 450 مليار دولار)".
2- ترامب: "أنظر إلى لندن، حيث يوجد عمدة سيئ للغاية، عمدة سيئ للغاية، وقد تغيرت الأمور كثيرًا، الآن يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية".
ردّت الصحيفة بأن "هذا يفتقر إلى الأدلة، لا يوجد دليل على أن لندن أو رئيس بلديتها، صادق خان، قد فرض أو يخطط لفرض الشريعة الإسلامية. لطالما كان السيد خان، أول مسلم يُنتخب عمدة للندن، هدفًا لإساءة معادية للإسلام واتهامات باطلة.
في عام 2016، صرّح متحدث باسم السيد خان بأنه كرر مرارًا وتكرارًا أنه لا مكان للشريعة الإسلامية في بريطانيا".
وأوردت الصحيفة سلسلة منشورات مضللة انتشرت على مواقع التواصل حول هذا الاتهام، مشيرة إلى أن خان حاول تعزيز الحياة الليلية في لندن.
وأضافت أن "مجالس الشريعة، الموجودة في بريطانيا منذ ثمانينيات القرن الماضي، هي منظمات خاصة "ليس لها دور قانوني أو دستوري رسمي".
وتابعت "وفقًا لتقرير حكومي صدر عام 2019، تفصل هذه المجالس بشكل رئيسي في قضايا الطلاق الديني وجوانب أخرى من الحياة اليومية، مثل الالتزام الديني بالطعام والأمور المالية".
3- ترامب: أُشيد بالصين كثيرًا. فهم يبنون مزارع رياح، لكن لديهم عدد قليل جدًّا منها، فلماذا إذًا يبنونها ويرسلونها إلى جميع أنحاء العالم، لكنهم نادرًا ما يستخدمونها؟ كما تعلمون، يستخدمون الفحم والغاز، ويستخدمون كل شيء تقريبًا، لكنهم لا يحبون الرياح، لكنهم بالتأكيد يحبون بيع طواحين الهواء".
ردّت الصحيفة بأن "العكس هو الصحيح. تمتلك الصين مزارع رياح وقدرة إنتاجية أكبر من أي دولة أخرى، وتخطط لبناء مزارع رياح أكثر من أي دولة أخرى، قدّرت الجمعية العالمية لطاقة الرياح، وهي منظمة غير ربحية مقرها ألمانيا، أن الصين تُمثل ما يقرب من نصف قدرة طاقة الرياح العالمية، أي حوالي 561,000 ميغاوات من أصل 1.2 مليون ميغاوات عالميًّا. كما تُشغّل الصين ما يقرب من ثلث جميع مزارع الرياح حول العالم".
4- ترامب: "فواتيرنا في انخفاض ملحوظ، ربما تلاحظون انخفاض أسعار البنزين بشكل كبير. كما تعلمون، لدينا عبارة "احفروا يا رفاق، احفروا"، وهذا ما نفعله. ستكون أسعارنا أقل بكثير خلال عام من الآن، لكنها انخفضت بشكل كبير خلال العام الماضي".
علّقت الصحيفة بأن "هذا مبالغ فيه. في الواقع، ارتفعت أسعار الكهرباء في عهد ترامب، بينما انخفضت أسعار البنزين بشكل طفيف، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك للكهرباء بنسبة 6.2% في أغسطس، مقارنة بالعام السابق، وفقًا لمكتب إحصاءات العمل. وبلغ متوسط سعر غالون البنزين في الولايات المتحدة 3.173 دولارات للأسبوع المنتهي في 22 سبتمبر، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة، مقارنةً بـ 3.185 دولارات للأسبوع نفسه من العام الماضي و3.109 دولارات للأسبوع المنتهي في 20 يناير، وهو اليوم الذي بدأ فيه ترامب ولايته الثانية".
وذكرت "نيويورك تايمز" أن ترامب كرر أيضًا عددًا من المزاعم التي سبق للصحيفة التحقق من صحتها، مشيرة إلى أنه ادعى أن ملايين الأشخاص "من السجون والمصحات العقلية" في جميع أنحاء العالم قد عبروا الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، على الرغم من عدم وجود دليل على ذلك. وادعى أنه "أنهى سبع حروب لا تنتهي" منذ توليه منصبه في يناير/كانون الثاني، بالرغم من أن "دوره في بعض هذه الصراعات محل خلاف"، وفق الصحيفة.
وأضافت أن ترامب ادّعى زورًا أن إدارة بايدن "فقدت ما يقرب من 300 ألف طفل"، وأن الكثير منهم تعرضوا للاتجار أو الموت، لافتة إلى أن "هذا الرقم مُضخّم، ولا يوجد دليل على وفاة الكثيرين"، ومضت الصحيفة: "ادّعى زورًا أن 300 ألف أميركي ماتوا العام الماضي بسبب جرعات زائدة من المخدرات، (كان العدد حوالي 80 ألفًا)".
وردًّا على وصف ترامب واشنطن العاصمة "زورًا" بـ"عاصمة الجريمة في أميركا"، ردت الصحيفة بأنها "لم تكن كذلك".