في علامات كآبة واضحة قال السيسي خلال زيارة للأكاديمية العسكرية صباح الجمعة 26 سبتمبر تصريحات لم يطق الانتظار لإعلانها وكان اعترافا أكد فيه توقعات الرافضين والمعارضين لحكمه أنه لن يدخل في حرب مع الكيان وأن حشده العسكري فنكوش مزيف وربما الغرض منه الهجوم على المقاومة أو إنفاذ مخطط ترامب فقال بالفم الملآن " لا يمكن أن أراهن بحياة المصريين عبر الدخول في صراع من أجل إدخال المساعدات لغزة بالقوة"!!
وكان عبد الفتاح السيسي قد أكد في تصريحات له يوم 28 يوليو الماضي أنه "لا يمكننا أن نمنع دخول هذه المساعدات… لا أخلاقياتنا ولا قيمنا تسمح بذلك، ولا حتى الظرف أو المسئولية الوطنية تسمح بذلك".
وفي توقيت أسبق قال : لا يمكن أمنع المساعدات عن غزة هاروح لربنا اقول إيه .
الكاتب علاء الأسواني @AlaaAswany علق على قول السيسي: "لا احد يطلب مني ان أراهن بحياة المصريين وادخل في صراع لادخال المساعدات لغزة بالقوة " موضحا أن ترجمة هذه الجملة " لا احد يطلب مني ان اغضب اسرائيل وأخاطر بالسلطة ونعيمها من اجل مساعدة غزةً "
وأكد المستشار التنموي د. مراد علي أن "الخطورة فيما قيل اليوم ليس فقط أنه رسالة ضعفٍ وهوان إلى إسرائيل في الوقت الذي يقف فيه نتنياهو متباهياً بقدرته على فرض سطوته على المنطقة بأكملها، لكن الأخطر أنه قيل لطلاب الأكاديمية العسكرية!!..".
وتساءل@mouradaly: "فهل نريد أن نزرع فيهم الجبن والخوف من دخول صراع؟.. وما هي القيم التي يتربى عليها طالب الكلية الحربية وهو يرى قائده الأعلى يخاف من خوض حرب، ولا مانع لديه من القبول بإبادة أهل غزة أو بهيمنة الصهاينة على المنطقة؟.. ومنذ متى أصبح قادة مصر العسكريون بمثل هذا الخور؟".
https://x.com/mouradaly/status/1971634735924342931
أما المستشار وليد شرابي @waleedsharaby فأشار إلى أنه بالتزامن مع تصريح السيسي "أنا مش حأدخل في صراع علشان أوصل مساعدات لغزة" كان العجيب أن الأسبوع ده أكتشفت مقبرة جماعية في شمال سيناء في منطقة كانت تحت سيطرة الجيش عثروا فيها على رفات لـ300 جثة – تقريبا – لمصريين أبرياء.. ".
ورأى أن السيسي ممكن يدخل صراع لكن بشرطين: ألا يكون ضد الصهاينة والثاني أن يكون الضحايا مصريين أبرياء.
واستعرض الصحفي نظام المهداوي كيف أن السيسي لا يقدر على دخول صراع لكسر حصار غزة، ولكنه قادر على أن يدفع 35 مليار دولار ثمن غاز فلسطيني مهرَّب.
وقادر أن يسمح للبوارج "الإسرائيلية" بالإبحار في المياه الإقليمية المصرية كيفما شاءت.
وقادر أن يوفّر الإمدادات الغذائية والتموينية للكيان بعد تعطل شحنات البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين.
وقادر أن يقترح تهجير الفلسطينيين إلى النقب.
وقادر أن يحمي أمن المواطن الإسرائيلي، كما صرّح بذلك أكثر من مرة.
وقادر أن يمنع أي قافلة إنسانية، وأي مصري، من الاقتراب من سيناء أو معبر رفح.
وخلص إلى أن "قدرات السيسي لا تُحصى في خدمة الكيان، لكن إيّاكم أن تطلبوا منه دخول صراع مع إسرائيل؛ فقد جِيء به أصلًا ليخدمها، وجيشه غارق في التجارة ونهب الملايين من قوت الشعب المصري.".
https://x.com/NezamMahdawi/status/1971630837109346305
وعن تفسيره الذي سبق ودون عنه لعدم خوض الصراع (وتعني الحرب) والتي سبق لمتحدثه الإعلامي رئيس هيئة الاستعلامات والحوار الوطني ونقيب الصحفيين الأسبق والباجث بمركز الأهرام والأمنجي ضياء رشوان أن قال إن المسافة بين سيناء وتل أبيب 100 كم وأن حرب 73 كانت نزهة أمام المتوقع في المرحلة القادمة أشار "المهداوي" إلى أن جيش لم يخض حربًا منذ عام 1973، ولم يطلق رصاصة على عدو .. انشغل بشئون الحكم عقودًا، وحين تولّى السيسي الحكم استبدل عقيدته القتالية، وأفسد قادته بالأموال المنهوبة من قوت الشعب المصري والمهرَّبة إلى بنوك خارجية.. ولم يكتفِ بذلك، بل احتكر تجارة الجمبري والمعكرونة والبسكويت، وسرّح أفراد الجيش ليبيعوا الخضار للشعب في مظهر مهين مقصود، لتشويه صورة الجندي.
ورأى أن "جيشٌ ظل يتفرج على بناء سد النهضة، وكان متواطئًا في التنازل عن تيران وصنافير، ومتواطئًا ومشاركًا في بيع الأراضي والشواطئ والمنشآت الحكومية لوكيل الصهاينة في المنطقة محمد بن زايد.. جيش يُشارك في قمع شعبه، وإفقاره، وقهره، ونهب خيراته… هل يُتوقَّع منه أن يحمي حدودًا أو يقاتل عدوًا؟.. مالكم، كيف تحكمون؟
رفع الجاهزية
وبتصريح السيسي، يكتشف المتابعون أن تقارير رفع الجاهزية الأمنية في رفح والعريش وانتشار الجيش المصري وبشكل مكثف في كامل مناطق سيناء (أ،ب،ج)، ليس للصراع (ليس للحرب مع الكيان) فالسيسي غير مستعد أدنى استعداد لمساعدة من يقتلون يوميا بالعشرات وعلى مدى عامين متجاهلا روابط الدين والجوار والعرق..
وأن تقارير رفع الجاهزية لجيش السيسي مع بدء الحرب بين "إسرائيل" وإيران الجمعة 13 يونيو 2025، كشف أن البرامج كلها ثغرات وأكبرها السيسي نفسه.
شريك كمين المساعدات
ومن غير الخافي على المحللين أن تجميع الفلسطينيين من أجل المساعدات في جنوب قطاع غزة ومن ثم إطلاق النار عليهم من قبل حراس امريكيين أو تركهم فريسة لطائرات كواد كابتر "الاسرائيلية" كان ضمن برنامج مساعدات لغزة التي أعلن السيسي عجزه عن الدخول صراع لإيصالها إلى غزة حين تصل المساعدات مغمسة بالدماء مع شراكة مصرية؟!
حيث كشف حساب “متصدقش” كيف أسهمت مجموعة بوسطن، المستشار الاستراتيجي لعملية بيع شركات الجيش المصري، في تأسيس مؤسسة غزة بالتعاون مع جيش الاحتلال “الإسرائيلي”!
ومؤسسة غزة دورها هو تصميم آلية المساعدات التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها “ورقة توت” تهدف إلى تهجير الفلسطينيين إلى جنوبي غزة.
وكان الاتفاق مع المؤسسة في 9 أبريل 2025، حيث توقيع اتفاقية بين كل من صندوق مصر السيادي وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية من جهة، وعدد من المكاتب الاستشارية المحلية والدولية من جهة أخرى، وذلك بهدف إعادة هيكلة خمس شركات مملوكة للقوات المسلحة. وبموجب هذه الاتفاقية، تتولى مجموعة بوسطن الأمريكية مهام المستشار التجاري والاستراتيجي لصفقة طرح وبيع شركات: الوطنية، وشيل أوت، وصافي، وسيلو فودز، والوطنية للطرق.
وفي أكتوبر 2024، وبدعم مباشر من الحكومتين “الإسرائيلية” والأمريكية، أسهمت المجموعة نفسها في تأسيس مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، التي سُجلت رسمياً في فبراير 2025 في كل من ولاية ديلاوير الأمريكية وجنيف السويسرية.
وجاءت المؤسسة لتصمم إطاراً جديداً لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، بدلاً من آلية العمل التقليدية التي تقودها الأمم المتحدة. وبعد أن تسببت نقاط توزيع المساعدات التي أنشأتها مجموعة بوسطن، وبدأ تشغيلها في 26 مايو، في استشهاد عشرات الفلسطينيين برصاص جنود الجيش “الإسرائيلي”، ومع تصاعد الإدانة الدولية لهذه الآلية التي تسببت في مجازر، أعلنت المجموعة، يوم الجمعة 30 مايو، انسحابها من خطة المساعدات التي صممتها.
المساعدات أداة ابتزاز سياسي
في خطوة تكشف مجددًا التبعية الكاملة للمصالح "الإسرائيلية" والأمريكية، تتعاون مصر مع الاحتلال تحت ستار إعادة إعمار غزة، عبر خطة أمنية تهدف إلى فرض مناطق "آمنة" داخل القطاع، في محاولة لفرض واقع يخدم الاحتلال أكثر مما يخدم الفلسطينيين.
وكشف مكتب الإعلام الحكومي بغزة، أن استخدام المساعدات الإنسانية كأداة ضغط سياسي، والتواطؤ في مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، لن يمر دون حساب أمام الشعوب الحرة.
فنكوش التدخلات الأوربية
وفي كل مرة يزور فيها رئيس دولة أوروبية مصر يدعو لإدخال المساعدات وسبق ذلك مرات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عندما دعا من خان الخليلي إلى دعم الخطة العربية لغزة في مواجهة خطة دونالد ترامب، وعلى إعادة فتح المعابر لإدخال المساعدات إلى هذا القطاع الفلسطيني المحاصر.
كما فعل ذلك رئيس الوزراء البريطاني ستارمر وقال: ".. سنفعل ما بوسعنا لضمان استئناف الإفراج عن الرهائن وإدخال المساعدات ووقف إطلاق النار".
مراقبون وصفوا السيسي بانه يقتل القتيل ويمشي في جنازته عندما استنكر جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني خلال كلمته في القمة العربية، في حين يمنع المساعدات عن أهالي غزة ويغلق معبر رفح.