جدل حول ملفاته السرية.. مراقبون: عبد الناصر أسس الحكم العسكري وأعدم خصومه فسلّط الله عليه النكبات والهزائم

- ‎فيتقارير

 

بالتزامن مع ذكرى رحيل مؤسس الحكم العسكري في مصر الرئيس   جمال عبد الناصر، يتجدد الجدل حول إرثه السياسي وملفاته السرية، خصوصًا بعد تسريبات جديدة نُشرت في أبريل/2025، كشفت عن خلافات حادة بين الدول العربية في أواخر الستينيات، ودور الجزائر في تلك المرحلة.

التسجيلات تضمنت انتقادات لعبد الناصر للمواقف الجزائرية، واعتباره أن بعض الدول العربية تمارس المزايدة دون استعداد حقيقي لمواجهة إسرائيل. وقد أثارت هذه التصريحات ردود فعل واسعة في الجزائر، حيث رأى البعض أنها محاولة لتشويه دور الجزائر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، بينما اعتبر آخرون أنها فرصة لإعادة تقييم المواقف القديمة.

محللون جزائريون دعوا لقراءة تلك التسريبات في سياقها التاريخي، مؤكدين أن الجزائر كانت دائمًا داعمة لحركات التحرر، في حين استغرب نشطاء على مواقع التواصل لهجة عبد الناصر تجاه دولة حديثة الاستقلال آنذاك.

جدل حول الإرث السياسي لعبد الناصر

الانتقادات لعبد الناصر لم تقتصر على الجزائريين؛ إذ وصفه المجلس الثوري المصري بأنه زعيم عاش في “ضجة إعلامية فارغة ومشاريع اشتراكية خائبة”، انتهت بكارثة هزيمة 1967 التي خلفت مائة ألف قتيل وانهيارًا اقتصاديًا وعسكريًا.

المستشار العسكري الكويتي ناصر الدويلة بدوره قال إن نظام عبد الناصر قام على البطش والتنكيل بخصومه، لكنه لم يكن عميلًا لأحد، بل حاكم فرد متسلط، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنه حاول في سنواته الأخيرة إعادة بناء الجيش بعد النكسة، وهو ما ساعد لاحقًا في معركة العبور عام 1973.

أما الدكتور يحيى غنيم فكتب في ذكرى رحيله أن عبد الناصر "لم يهزم في معركة واحدة" على حد وصفه، مشيدًا بدوره في تجميع الصف العربي، لكنه في المقابل أشار بسخرية إلى فشل سياساته التي أهدرت دماء عشرات الآلاف من الجنود في اليمن وسيناء.

جرائم عبد الناصر في حق المصريين والعرب

ورغم محاولات بعض أنصاره تصويره كبطل قومي، فإن سجل عبد الناصر حافل بالجرائم والانتهاكات:

  • في الداخل المصري: أسس حكمًا عسكريًا قمعيًا، صادر الحريات، وأغلق المجال السياسي، وزجّ بآلاف المعارضين في السجون، بينهم علماء ومفكرون من كل الاتجاهات. وأصدر أحكام إعدام بحق خصومه السياسيين، كان أبرزهم من جماعة الإخوان المسلمين، في محاكمات وُصفت بأنها صورية.

  • اقتصاديًا واجتماعيًا: قاد البلاد إلى انهيار اقتصادي، بتأميمات عشوائية ومشاريع شعاراتية لم تحقق وعودها، وأدخل مصر في أزمات غذاء وبطالة متفاقمة.

  • عربيًا: تورط في تدخلات كارثية كالحرب في اليمن التي أزهقت أرواح نحو 40 ألف جندي مصري، وأضعفت الجيش قبيل هزيمة 1967. كما فشل في إدارة العلاقات العربية، وبدد فرص الوحدة بانقلابات وصراعات جانبية.

  • على صعيد الصراع مع إسرائيل: انتهى عهده بنكسة يونيو 1967 التي أضاع فيها سيناء وغزة والضفة الغربية والجولان، وأدخل الأمة العربية في عقد من الانكسار والهزيمة.

هذه الانتهاكات جعلت كثيرين يعتبرونه المؤسس الفعلي لنظام الاستبداد العسكري الذي ما زال المصريون والعرب يعانون من تبعاته حتى اليوم.