آثارت خطة الرئيس الأمريكى الإرهابى دونالد ترامب لوقف اطلاق النار فى قطاع غزة وتحقيق السلام انتقادات المراقبين مؤكدين أنها خطة استسلام لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية وانقاذ لجيش الصهاينة من المستنقع الذى وقع فيه فى قطاع غزة وكذلك انقاذ نتنياهو من السقوط والمحاكمة .
كان الرئيس الأمريكي الإرهابى دونالد ترامب، قد أعلن عن خطته لإنهاء الحرب في غزة.
تتضمن خطة ترامب التي نشرها البيت الأبيض، بالتزامن مع اجتماع الرئيس الأمريكي ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، 20 بندا .
اتفاق متسرع
من جانبها اعتبرت صحيفة دايلي ميل البريطانية الخطة بمثابة اتفاق متسرع قد يفاقم الأزمة، مشيرة إلى أن بعض المراقبين أكدوا أن ترامب يسعى إلى استثمار الملف لتعزيز صورته السياسية داخليًا في ظل التحديات التى تواجهه على حساب دماء الفلسطينيين .
وأكدت الصحيفة أن أي اتفاق يحتاج إلى دعم سياسي ولوجستي قوي، وضغوط جدية على دولة الاحتلال لوقف عملياتها العسكرية، مقابل التزامات واضحة من حماس بشأن الأسرى الصهاينة.
وقالت ان استمرار غياب التواصل المباشر مع الفصائل الفلسطينية، يضع مصداقية الولايات المتحدة على المحك ويترك المنطقة أمام خطر تصعيد جديد قد يتجاوز حدود غزة.
بنود خطة ترامب
ستكون غزة منطقة خالية من التطرف والإرهاب، لا تُشكل تهديدا لجيرانها.
ستُعاد تنمية غزة لصالح سكانها الذين عانوا ما يكفي.
إذا وافق الطرفان على هذا الاقتراح، ستنتهي الحرب فورا. ستنسحب قوات الاحتلال إلى الخط المتفق عليه استعدادًا لإطلاق سراح الأسرى الصهاينة.خلال هذه الفترة، تُعلق جميع العمليات العسكرية، بما في ذلك القصف الجوي والمدفعي، وستبقى خطوط القتال مجمدة حتى تتحقق شروط الانسحاب الكامل على مراحل.
في غضون 72 ساعة من قبول دولة الاحتلال العلني لهذه الاتفاقية، سيتم إعادة جميع الأسرى، أحياءً وأمواتا.
بمجرد إطلاق سراح جميع الأسرى، ستفرج دولة الاحتلال عن 250 سجينا محكوما عليهم بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى 1700 من سكان غزة الذين اعتُقلوا بعد 7 أكتوبر 2023، بمن فيهم جميع النساء والأطفال المحتجزين في هذا السياق. مقابل كل أسير صهيونى تفرج المقاومة عن رفاته ستُفرج دولة الاحتلال عن رفات 15 غزيا متوفى.
بمجرد إعادة جميع الأسرى ، يُمنح العفو لأعضاء حماس الذين يلتزمون بالتعايش السلمي ونزع سلاحهم. ويُوفر لأعضاء حماس الراغبين في مغادرة غزة ممرًا آمنًا إلى الدول المُستقبلة.
المساعدات الإنسانية
عند قبول هذه الاتفاقية، تُرسل المساعدات كاملةً فورًا إلى قطاع غزة.
وكحد أدنى، ستكون كميات المساعدات مُتوافقة مع ما ورد في اتفاقية 19 يناير 2025 بشأن المساعدات الإنسانية، بما في ذلك تأهيل البنية التحتية (المياه والكهرباء والصرف الصحي)، وتأهيل المستشفيات والمخابز، وإدخال المعدات اللازمة لإزالة الأنقاض وفتح الطرق.
سيستمر توزيع المساعدات ودخولها إلى قطاع غزة دون تدخل من الطرفين، وذلك عبر الأمم المتحدة ووكالاتها، والهلال الأحمر، بالإضافة إلى المؤسسات الدولية الأخرى غير المرتبطة بأي شكل من الأشكال بأي من الطرفين، سيخضع فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين لنفس الآلية المُطبقة بموجب اتفاقية 19 يناير 2025.
حكومة انتقالية
تُدار غزة في ظل حكومة انتقالية مؤقتة من لجنة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية، مسؤولة عن إدارة الخدمات العامة والبلديات اليومية لسكان غزة. وستتألف هذه اللجنة من فلسطينيين مؤهلين وخبراء دوليين، بإشراف هيئة انتقالية دولية جديدة، هي «مجلس السلام»، برئاسة الرئيس الإرهابى دونالد ترامب، مع أعضاء ورؤساء دول آخرين سيتم الإعلان عنهم، بمن فيهم رئيس الوزراء السابق توني بلير. ستضع هذه الهيئة الإطار وتدير التمويل اللازم لإعادة تطوير غزة إلى أن تُكمل السلطة الفلسطينية برنامجها الإصلاحي، كما هو موضح في مقترحات مختلفة، بما في ذلك خطة ترامب للسلام في عام 2020 والمقترح السعودي الفرنسي، وتمكنها من استعادة السيطرة على غزة بشكل آمن وفعال. وستستعين هذه الهيئة بأفضل المعايير الدولية لإنشاء حوكمة حديثة وفعالة تخدم سكان غزة وتساعد على جذب الاستثمار.
سيتم وضع خطة ترامب للتنمية الاقتصادية لإعادة إعمار غزة وتنشيطها من خلال تشكيل لجنة من الخبراء الذين ساهموا في ولادة بعض المدن المعجزة الحديثة المزدهرة في الشرق الأوسط، وقد صيغت العديد من مقترحات الاستثمار المدروسة وأفكار التنمية الواعدة من قبل مجموعات دولية حسنة النية، وسيتم النظر فيها لتوليف أطر الأمن والحوكمة لجذب وتسهيل هذه الاستثمارات التي ستخلق فرص عمل وفرصًا وأملًا لمستقبل غزة.
منطقة اقتصادية
سيتم إنشاء منطقة اقتصادية خاصة بتعريفة جمركية وأسعار دخول تفضيلية يتم التفاوض عليها مع الدول المشاركة.
لن يُجبر أحد على مغادرة غزة، وسيكون لمن يرغب في المغادرة حرية المغادرة وحرية العودة. سنشجع الناس على البقاء ونوفر لهم فرصة بناء غزة أفضل.
توافق حماس والفصائل الأخرى على عدم الاضطلاع بأي دور في حكم غزة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر أو بأي شكل من الأشكال،
سيتم تدمير جميع البنى التحتية العسكرية والهجومية، بما في ذلك الأنفاق ومنشآت إنتاج الأسلحة، ولن يُعاد بناؤها.
ستكون هناك عملية نزع سلاح غزة تحت إشراف مراقبين مستقلين، تتضمن وضع الأسلحة بشكل دائم خارج الاستخدام من خلال عملية متفق عليها لتفكيكها، وبدعم من برنامج إعادة شراء وإعادة دمج ممول دوليًا، ويتم التحقق منه بالكامل من قبل المراقبين المستقلين، ستلتزم غزة الجديدة التزامًا كاملًا ببناء اقتصاد مزدهر والتعايش السلمي مع جيرانها.
سيقدم الشركاء الإقليميون ضمانًا لضمان امتثال حماس والفصائل بالتزاماتها، وعدم تشكيل غزة الجديدة أي تهديد لجيرانها أو شعبها.
قوة دولية
ستعمل الولايات المتحدة مع الشركاء العرب والدوليين على إنشاء قوة استقرار دولية مؤقتة (ISF) للانتشار الفوري في غزة.
تقوم هذه القوة بتدريب ودعم قوات الشرطة الفلسطينية التي تم فحصها في غزة، وستتشاور مع الأردن ومصر اللتين تتمتعان بخبرة واسعة في هذا المجال.
ستكون هذه القوة الحل الأمني الداخلي طويل الأمد، ستعمل قوات الأمن الدولية مع دولة الاحتلال ومصر للمساعدة في تأمين المناطق الحدودية، إلى جانب قوات الشرطة الفلسطينية المدربة حديثًا، من الضروري منع دخول الذخائر إلى غزة وتسهيل التدفق السريع والآمن للبضائع لإعادة إعمارها وإنعاشها، وسيتم الاتفاق على آلية لفض النزاع بين الطرفين.
لن تحتل دولة الاحتلال غزة أو تضمها. ومع ترسيخ قوات أمن الاحتلال السيطرة والاستقرار، ستنسحب قوات جيش الاحتلال بناء على معايير ومعالم وجداول زمنية مرتبطة بنزع السلاح يتم الاتفاق عليها بين القوات الاحتلال وقوات الأمن الصهيونية والجهات الضامنة والولايات المتحدة، بهدف تحقيق أمن غزة وعدم تشكيلها تهديدًا. عمليًا، سيسلم جيش الاحتلال تدريجيًا أراضي غزة التي يحتلها إلى قوات أمن الاحتلال وفقًا لاتفاقية يبرمها مع السلطة الانتقالية حتى يتم انسحابه الكامل من غزة، باستثناء وجود محيط أمني سيبقى حتى يتم تأمين غزة بشكل كامل من أي تهديد متجدد.
تقرير المصير
في حال تأجيل حماس أو رفضها لهذا المقترح، فإن ما سبق، بما في ذلك توسيع نطاق عملية المساعدات، سيُنفذ في المناطق الخالية من المقاومة التي سُلّمت من جيش الاحتلال إلى قوات الأمن الصهيونية.
ستُقام عملية حوار بين الأديان قائمة على قيم التسامح والتعايش السلمي، سعيًا لتغيير عقليات وتصورات الفلسطينيين والصهاينة ، من خلال التأكيد على الفوائد التي يمكن جنيها من السلام.
مع تقدم إعادة تنمية غزة، وعندما يُنفذ برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية بأمانة، قد تتهيأ الظروف أخيرًا لمسار موثوق نحو تقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة، وهو ما نُدرك أنه طموح الشعب الفلسطيني.
ستُقيم الولايات المتحدة حوارًا بين دولة الاحتلال والفلسطينيين للاتفاق على أفق سياسي لتعايش سلمي ومزدهر.
استسلام
فى هذا السياق قال الكاتب الصحفي أحمد صفوت، ان خطة الرئيس الأمريكي الإرهابى ترامب تتلخص في الإفراج عن الأسرى الصهاينة ووقف إطلاق النار دون تحديد ما اذا كان هذا الوقف مؤقتا أم دائما وتشكيل حكومة يترأسها ترامب.
ووصف صفوت فى تصريحات صحفية هذه الخطة بشكلها الحالي بأنها خطة استسلام وليس سلاما، مؤكدا أن ترامب يريد إنقاذ دولة الاحتلال وصديقه نتنياهو وليس إنقاذ الفلسطينيين .
واعتبر أن خطة ترامب تعني عودة انتداب أنجلو ساكسون بدل سايكس بيكو.
وشدد صفوت على أن الواقع على الأرض يختلف عما تصدره وسائل الإعلام العالمية محذرا من احتمالية دخول العالم في حرب عالمية ثالثة وهذه فرضية تظل قائمة طوال الوقت حتى لو تحدث بعض قادة العالم وعلى رأسهم الإرهابى ترامب عن السلام.