“هاكابي” سفير واشنطن بالقاهرة .. يد تطلب الإذعان لقرارات ترامب وأخرى تساوم بالغاز

- ‎فيتقارير

قالت صحيفة هآرتس الصهيونية إن السفير الأمريكي في كيان اليهود "مايك هاكابي" وصل القاهرة، ومعه ملف مهم جدًا بخصوص صفقة الغاز التي سبق أن أوقفها بنيامين نتنياهو بعد أن رفضت القاهرة اعتماد السفير الإسرائيلي الجديد، أوري روتمان، منذ مغادرة السفيرة السابقة منصبها العام الماضي.

ويبدو أن هاكابي يساوم بورقة الغاز لتنفيذ إملاءات واشنطن رغم أن السيسي لم يقصر في رعاية مطالب واشنطن  وتل ابيب، حيث تدير الشركة الأمريكية "شيفرون" موضوع الغاز والفكرة تدور حول  خط أنابيب جديد ينقل الغاز من "إسرائيل" لمصر.

وبحسب ما نقلته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإن السفير الأميركي مايك هاكابي، وصل بالفعل إلى القاهرة في زيارة تهدف إلى مناقشة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة.

 

وسيجتمع هاكابي مع وزير خارجية السيسي، بدر عبد العاطي، لبحث تفاصيل خطة ترامب لإنهاء القتال في غزة، بما يشمل الإفراج عن الرهائن وتحقيق تهدئة طويلة الأمد.

ومن بين الملفات المطروحة، تهديدات الكيان بإعادة النظر في صفقة الغاز مع مصر، وهو ما يُعد ورقة ضغط في سياق التوترات الأخيرة.

وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن واشنطن أوفدت هاكابي تحديدًا لتمثيل مصالح "إسرائيل" أمام السلطات المصرية، في ظل اعتقاد الإدارة الأميركية بأن السفير الأميركي في القاهرة لا يؤدي هذا الدور بالشكل المطلوب.

وكان "عبدالعاطي " في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلن رفض مصر لأي سيناريوهات للتهجير القسري للفلسطينيين، مؤكدًا أن الأمن في المنطقة لا يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967.

 

هل هي مؤجلة؟!

وبعكس تأكيدات هآرتس، كان السفير الأمريكي لدى الكيان، مايك هاكابي، قد أعلن قبل ساعات عن تأجيل زيارته المقرّرة إلى القاهرة، والتي كانت تهدف إلى مناقشة خطة الرئيس ترامب الجديدة لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وذلك إلى أجل غير مسمّى، دون إبداء أسباب واضحة. وعلى الرغم من عدم التأكد من دوافع هذا التأجيل، فإن كان نتيجة لتحفّظ أي من مؤسسات الدولة المصرية على استقبال هذا الشخص، فلا شك أنّ القرار كان في محلّه.

وهاكابي أحد المسئولين الذين صدرت عنهم تصريحات مهينة وعنصرية بحق الشعوب العربية والمسلمة، وقد استقدمتهم إدارة ترامب رغم افتقارهم لأي سجل يُذكر في العمل العام أو الدبلوماسي. وهو قس ينتمي إلى الكنيسة المعمدانية، وسياسي في الحزب الجمهوري الأمريكي، ويمثّل تيار المسيحية الإنجيلية الجنوبية.

مواقف معادية صريحة

وتصريحات هاكابي تنطلق من ذات المنطق الذي تبنّاه توم باراك، والمتمثل في إنكار سيادة الدول العربية تمهيداً لاستباحتها لصالح الاحتلال الإسرائيلي. وفي عام 2017، وخلال إدارة ترامب الأولى، أنكر هاكابي مجدداً وجود الاحتلال والاستيطان، وحق الفلسطينيين في أراضي الضفة الغربية، واصفاً المستوطنات بأنها "مجتمعات ومدن"، في محاولة لتطبيع جريمة الاستيطان التي سبق أن اعتبرتها إدارات أمريكية ووزارة الخارجية غير شرعية وفق مذكرات قانونية رسمية.

وصرّح بأن "لا وجود للضفة الغربية"، بل هي "يهودا والسامرة"، في إشارة إلى المسميات التوراتية للأراضي الفلسطينية المحتلة. وبعد توليه منصب السفير، دعا الدول الإسلامية إلى منح الفلسطينيين أراضي بديلة لإقامة دولتهم، والتخلّي عن الأراضي المحتلة، فضلاً عن رفض حق العودة للاجئين الذين هُجّروا قسراً عام 1948.

 

وفي يونيو الماضي، ردّاً على إعلان نيويورك الداعي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، قال هاكابي إن "فرنسا إن أرادت دولة فلسطينية، فلتُنشئها في الريفييرا". كما كرّر في مناسبات عدة إنكاره لما أقرّته تقارير الأمم المتحدة بشأن ارتكاب إسرائيل لجريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وصرّح بأن علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل "كعلاقة الزوج بزوجته".

 

رسالة ضمنية إلى الولايات المتحدة

منذ ظهوره السياسي، عُرف عن هاكابي ارتباطه الوثيق بإسرائيل، وقد قاد بنفسه جولات رسمية لمسئولين أمريكيين إلى الأراضي المحتلة. وخلال حملته الانتخابية عام 2008، صرّح بأن "لا وجود لما يُسمّى فلسطينيين"، بل هناك "عرب وفرس"، معتبراً أن الهوية الفلسطينية مجرد أداة سياسية لانتزاع الأرض من إسرائيل.

 

وشغل هاكابي منصب حاكم ولاية أركانساس بين عامي 1996 و2007، ثم ترشّح لنيل تزكية الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية في عامي 2008 و2016.

 

ويرى مراقبون أن هاكابي يعد نموذجاً لحالة المسيحية الإنجيلية الواسعة في الولايات المتحدة، التي تشكّلت منذ ستينيات القرن الماضي، واخترقت الحزب الجمهوري وأسهمت في إعادة تشكيله تحت شعار "الأغلبية الأخلاقية"، وجعلت من دعم إسرائيل أحد ركائزه الأساسية.

القسّيس والسفير

 وفي تدوين بعنوان " القسّيس والسفير" قال الشيخ كمال الخطيب بعد توقيع ترامب على قرار تعيين القسّيس المعمداني "مايك هاكابي" سفيرًا جديدًا لأمريكا في الكيان  إنه "جرت العادة أن يكون سفراء أمريكا في “إسرائيل” هم من اليهود الأمريكان في غالب الأحيان، في رسالة لعمق العلاقة بين أمريكا وبين “إسرائيل”.  لكن اختيار ترامب لقسّيس ومبشّر مسيحي إنجيلي معمداني هي رسالة أقوى من كونه يهوديا".

وأضاف، " قال ترامب عن القسّيس السفير هاكابي: "يحب شعب “إسرائيل” وشعب “إسرائيل” يحبه". .. موضحا أنه "لشدة حبّ القسّيس السفير لـ”إسرائيل” فإنه زارها خلال خمسين سنة مائة مرة، بمعدل مرتين في كل سنة. كما يُفاخر ليس فقط بحبه الشديد لـ”إسرائيل” ولكن ليطمئن على تزايد إرهاصات نزول المسيح المخلّص الذي ينتظرونه.".

وأشار إلى أن " القسّيس السفير يعتقد أن "إسـرائيل" سند ملكية إلهٰي على يهودا والسامرة، وهو يستخدم المصطلحات العبرية لتسمية الضفة الغربية لأنه لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية حسب اعتقاده، بل إنه ينكر وجود شعب اسمه الشعب الفلسطيني".

وأوضح أن "القسّيس السفير داعم بجنون للاستيطان في الضـ..فة وغزـه التي يسميها "أرض “إسرائيل” التناخية"، لأنه بالاستيطان وتهجير الفلسطينيين ضمان وقوع حرب يأجوج ومأجوج "هارمجدون" التي هي علامة وضمان نزول المسيح المخلّص الذي ينتظره الأصوليون الإنجيليون، كما يعتقدون".

وجمع الخطيب حشدا من الأعداء بينهم "ترامب وسفيره القسّيس ونتنياهو وبن غفير والسيسي وبن زايد وبن سلمان ومحمود عباس يؤدون أدوارًا في قدر رباني تحرّكهم يد الله تعالى، فلا نبتئس ولا نحزن ولا نقلق.. لأنك الله لا خوف ولا قلق..  ولا غروب ولا ليل ولا شفق.. لأنك الله قلبي كله أمل.. لأنك الله روحي ملؤها الألق.. نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.".

وفي 20 سبتمبر الجاري قال مايك هاكابي: "حماس لن تبقى في غزة بعد 10 سنوات بل في الحقيقة لا أعتقد أنها ستبقى بعد 10 أشهر" مضيفا "حماس يجب أن تزول والحركة لن تحكم قطاع غزة ولن يستمر وجودها فيه".

واضاف، "إسرائيل تحتاج اليوم إلى حليف. دعوني أقولها بصراحة، على الشعب اليهودي أن يعرف أن لديه أصدقاء. ورغم الطابور الطويل من الأعداء الذين يواجههم الشعب اليهودي في أنحاء العالم، وللأسف حتى في بعض جامعاتنا، فسيكون من الشرف أن نقف في صف الأصدقاء. ليس كيهودي، بل كمسيحي، أقول لأصدقائنا اليهود: لن تمروا بما مررتم به وحدكم أبدًا. سنقف معكم، لا خلفكم، بل جنبًا إلى جنب."