تراجع سعر الذهب اليوم الخميس عالميًا، بعد أن سجل المعدن الثمين مستوى قياسيًا جديدًا بتجاوز سعر الأوقية حاجز الـ 4000 دولار لأول مرة في التاريخ، وسط أجواء من التوترات الاقتصادية والجيوسياسية وتوقعات بعمليات خفض متوقعة لأسعار الفائدة في الولايات المتحدة خلال العام الحالي.
انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.4% ليصل إلى 4020.99 دولارًا للأوقية، بعد أن وصل إلى أعلى مستوياته عند 4059.05 دولارًا أمس الأربعاء، كما تراجعت عقود الذهب الأمريكية لشهر ديسمبر بنسبة 0.7% إلى 4040.70 دولارًا.
جاءت هذه التحركات عقب إعلان حركة حماس ودولة الاحتلال الاتفاق على المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، والتي تتضمن وقف إطلاق النار وصفقة تبادل أسرى، ما قد يمهد الطريق لإنهاء الحرب الدامية التي استمرت عامين، والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنها «إبادة جماعية».
في المقابل حافظ سعر المعدن الأصفر محليا على مكاسبه بزيادة 110 جنيهات منذ صباح أمس.
سجل سعر جرام الذهب عيار 24 اليوم نحو 6194 جنيهًا.
وسعر جرام الذهب عيار 21 اليوم نحو 5420 جنيهًا.
سعر جرام الذهب عيار 18 نحو 4645 جنيهًا.
تراجع الدولار
في هذا السياق توقع محللون أن يتحرك الذهب في نطاق 3980 إلى 4100 دولار للأوقية، مع وجود دعم قوي قرب مستوى 4000 دولار.
وقال المحللون: إن "المعدن الأصفر يتحرك ضمن اتجاه صاعد مدعوم بعوامل جوهرية، إذ يتوقع المتعاملون أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة مرتين إضافيتين بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر وديسمبر، بعد بدء دورة التيسير في سبتمبر الماضي".
وأشاروا إلى أن الإغلاق الحكومي الأمريكي يُضيف عنصر ضغط إضافي على الاقتصاد، ما يدفع المستثمرين للتحوّط عبر الذهب، موضحين أنه رغم ارتفاع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى له منذ أواخر أغسطس، إلا أن هذا الصعود لم ينجح في كبح الزخم الشرائي للمعدن، وسط تجاهل المستثمرين لإشارات التشبّع الفني في السوق.
واعتبر المحللون أن اجتماع هذه العوامل من الإغلاق الحكومي الأمريكي، وتراجع الثقة في السندات، والضبابية السياسية العالمية، يشكل بيئة مثالية لدفع الذهب نحو مستوى 5000 دولار للأوقية خلال الأشهر المقبلة إذا استمرت الأوضاع الحالية.
وأكدوا أنه لولا تراجع الدولار مقابل الجنيه لكان المعدن الأصفر قد حقق مستويات أعلى مما عليه حاليا، مؤكدين أن الأسعار المرتفعة نشطت المبيعات بعد أشهر من الركود.
الرقم الكبير
وقال المتخصص في الذهب في الأسواق العالمية تاي وونج : "هناك الكثير من الثقة في هذه التجارة حاليًا، لدرجة أنّ السوق تترقّب الرقم الكبير التالي، وهو 5000 دولار للأوقية، مع ترجيح مواصلة مجلس الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة" .
وأضاف وونج في تصريحات صحفية : ستكون هناك بعض العقبات في الطريق مثل هدنة دائمة في الشرق الأوسط أو أوكرانيا، ولكن من المستبعد أن تتغيّر المحرّكات الأساسية للتجارة، والديون الضخمة والمتنامية، وتنويع الاحتياطيات، وضعف الدولار على المدى المتوسط .
وأشار إلى أن مجموعة من العوامل مثل زيادة مشتريات البنوك المركزية، وتجدد الاهتمام بصناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، وتراجع الدولار، وقوة الطلب من الأفراد، أدّت إلى تعزيز صعود المعدن الأصفر.
تراجع محدود
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة الإلكترونية » المتخصصة في المجوهرات: إن "أسعار الذهب بالسوق المحلية تراجعت بنحو 5 جنيهًات خلال تعاملات اليوم مقارنة بنهاية تعاملات أمس، ليسجل جرام الذهب عيار 21 نحو 5440 جنيهًا، بينما استقرت الأوقية العالمية عند 4045 دولارًا، بعد أن لامست مستوى 4060 دولارًا كأعلى سعر في تاريخها".
وأشار إمبابي في تصريحات صحفية إلى أن عيار 24 سجل نحو 6217 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 4663 جنيهًا، وعيار 14 وصل إلى 3627 جنيهًا، بينما استقر سعر الجنيه الذهب عند 43520 جنيها.
وأضاف أن أسعار الذهب كانت قد ارتفعت أمس الأربعاء بنحو 120 جنيهًا، حيث افتتح عيار 21 التعاملات عند 5325 جنيها، وأغلق عند 5445 جنيهًا، بينما صعدت الأوقية من 3980 إلى 4045 دولارًا، بعد أن لامست أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 4060 دولارًا.
وأوضح إمبابي إلى أن الذهب ارتفع منذ بداية العام بنحو 54% مدفوعًا بشراء البنوك المركزية وتزايد الطلب الاستثماري وضعف الدولار.
وأكد أن الذهب ما زال الملاذ الأكثر ثقة في مواجهة التحديات العالمية، وأن أي تراجع مؤقت لا يُعد سوى هدنة في مسار صعود طويل الأمد.