قاده ياسر أبو شباب والعملاء بغزة.. كيف أفشلت حماس انقلاب بالقطاع برعاية إقليمية؟

- ‎فيعربي ودولي

 

في أعقاب وقف إطلاق النار في غزة، بدأت الأجهزة الأمنية التابعة لحماس حملة مكثفة لتفكيك شبكات العملاء والمتعاونين مع الاحتلال، وعلى رأسهم ياسر أبو شباب، الذي بات يُشار إليه في الخطاب الشعبي والإعلامي كـ"كبير الخونة".

هذه الحملة الأمنية أثارت ردود فعل متباينة، وكشفت عن تداخلات إقليمية ودولية في ملف "اليوم التالي" لغزة.

 

الكاتب الفلسطيني نظام المهداوي كتب:

 

"عكف النظام المصري والإماراتي ومخابرات السلطة بالتعاون مع دولة الاحتلال على مدى شهور، استعدادًا لليوم التالي، وهو تنفيذ انقلاب يُجهز على حماس وينهي وجودها في غزة، لكنهم لم يتذكّروا أن حماس متغلغلةٌ في كل حجرٍ وبيتٍ ونفقٍ من غزة".

 

ويضيف أن فشل هذا المخطط دفع السلطة إلى ترويج مزاعم عن "حرب أهلية"، روجتها قنوات العربية وسكاي نيوز والحدث، مدعومة بجيوش إلكترونية ضخمة.

ويتابع: "لقد ظنّ القوم أن قوة حماس قد انتهت، أو أن ما تبقّى منها يمكن التغلب عليه عبر ميليشياتٍ تمّ دعمها ماليًا وبالسلاح، فشلت خططهم، وسقط في أيديهم القضاءُ على المقاومة، فلجأت السلطة إلى ترويج مزاعم عن حربٍ أهلية في غزة يتمنوها، فيما تناقلت بكثرة قنوات العربية وسكاي والحدث هذه الأخبار، وشُنّت حملةٌ ضخمة من الذباب واللجان الإلكترونية، إلى درجةٍ ضاعت فيها الحقيقة، وسيطر الزيف على مواقع التواصل".

حماس في الشارع

حذيفة عبد الله عزام وعبر @huthaifaabdulah  كتب نقلا عن المعلق الصهيوني تسفي حزكيلي، "حماس تعود إلى الشوارع، ليس فقط بوحدة الظل، بل بوحدة سهم وغيرها لتصفية العملاء، كل من ظن أن الحرب قضت على حماس فهو مخطئ، وهذا يعطينا مؤشرا عما ينتظرنا".

وأضاف، "حماس تعود، تخرج من تحت الأرض، هناك من يرتدون الزي العسكري، مسلحون، ملثمون، حماس تعود إلى الشارع وتوضّح للجميع، كل من ظن أن الحرب "الإسرائيلية" على مدى عامين قضت على حماس، فهو مخطئ وحماس عادت، وهذا يعطينا مؤشرا عما ينتظرنا ".

وأكد رئيس وزراء الاحتلال الأسبق، إيهود باراك أن الأجيال الشابة في العالم أصبحت تعادي "إسرائيل"، وبرزت شكوك حتى بين الشباب اليهود أنفسهم.

وأضاف "باراك" أنه  للمرة الأولى تُطرح تساؤلات بشأن شرعية وجود "إسرائيل" مشيرا إلى أن تهور حكومة نتنياهو لطّخ وجه "إسرائيل" بوصمة عار، يصعب محوها حتى بجهد جيل كامل.

ونقلا الصحفية من غزة ديما الحلواني المشهد في  الشارع الغزاوي: "جاري تأديب الخونة والعملاء في غزة، وقريبًا ياسر أبو شباب كبير الخونة".

 

وأكدت أن قوة "رادع" نفذت عمليات أمنية في مختلف المحافظات، اعتقلت خلالها عناصر تورطت في قتل نازحين ومهاجمة المدنيين، وأحالتهم إلى القضاء.

وعبر @DimaHalwani أوضح أن قوة "رادع" بعملياتها الأمنية المكثفة في مختلف محافظات القطاع، لتطهيرها من العملاء والعصابات المسلحة.

وفي المنطقة الوسطى، اعتقلت الأجهزة الأمنية مجموعة من الخارجين عن القانون بعد ثبوت تورّطهم في إطلاق النار على مقاومين وأفراد أمن، وأُحيلوا إلى القضاء لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.

أما في جنوب القطاع، فتم ضبط متورطين بالتعاون مع ميليشيات وتجنيد عملاء خلال الحرب، حيث جرى توقيفهم لاستكمال التحقيقات.

وحذرت من أن "رادع" لن يكون هناك ملاذ لمن خان أو عبث بأمن الناس، مصممون على فرض النظام واجتثاث العصابات والميليشيات، وسنضرب بيدٍ من حديد كل من يهدد استقرار الجبهة الداخلية.

وقال الناشط جمعة إبراهيم عبر تيك توك ونقلها إلى إكس بمتابعة نحو 200 ألف متابع: "قبل الحرب وفي عهد حماس، كنا نعيش بأمن وأمان، ما عرفنا الخوف إلا لما انشغلوا بالحرب، فظهرت العصابات وانتشر النهب. حماس هي الأمن والأمان للقطاع، ومن يقول غير ذلك كاذب أو خائن".

https://x.com/Jomaibrahem33/status/1977486636792283339

في تصريح مثير، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب:

"حماس تريد وقف المشاكل، وقد كانوا منفتحين بشأن ذلك، ومنحناهم موافقة لفترة من الوقت".

هذا التصريح، الذي نقلته رويترز، يُفهم منه أن واشنطن أعطت ضوءًا أخضر لحماس للقيام بعمليات أمنية داخلية لضبط الفوضى، رغم أن اقتراح ترامب لإنهاء الحرب يتضمن نزع سلاح الحركة".

وعلق الناشط محمد عبد العزيز الرنتيسي ، "أكبر وكر للمتعاونين مع الاحتلال في غزة تم تفكيكه وقتل جميع المتورطين في عمليات مباشرة ضد المقاومين، غزة طاهرة وستبقى طاهرة بإذن الله".

وقال رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية، عبد الرزاق مقري: "لم يحقق نتنياهو أيا من أهدافه: لا هو قضى على المقاومة، ولا رحّل الفلسطينيين، ولا أخذ رهائنه بالقوة، وما فشل في تحقيقه بالحرب لن يحققه بالسياسة".

 

أما الباحث محمود جمال، فشبّه الاتفاق بوقف إطلاق النار بهدنة أكتوبر 1973، مؤكدًا أنه لا يعني نهاية الصراع.

 

ويبدو أن ما يجري في غزة بعد وقف إطلاق النار ليس مجرد ضبط أمني، بل هو تصفية حسابات مع مشروع إقليمي ودولي حاول إسقاط المقاومة من الداخل، ملاحقة ياسر أبو شباب ومن معه ليست فقط ردًا على الخيانة، بل رسالة بأن غزة لن تُسلّم إلا لأبنائها، وأن من خانها لن يجد ملاذًا.

وتحولت مساحات شاسعة من قطاع غزة إلى أرض قاحلة خلال الحرب التي أشعلتها هجمات قادتها حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.

واشتبكت قوات الأمن التابعة لحماس مع أفراد إحدى العشائر في مدينة غزة خلال اليومين الماضيين.

 

وأصدرت وزارة الداخلية التابعة لحماس بيانا يوم الأحد عرضت فيه العفو عن أشخاص قالت: إنهم "انضموا إلى عصابات خارجة عن القانون مسؤولة عن سرقة المساعدات الإنسانية والنهب بشرط عدم التورط في إراقة الدماء".