الفرز السياسي جاوز المؤهلين علميا . . لماذا تجاهلت أوقاف السيسي علوم القرآن في اختيار شيخ عموم المقارئ المصرية؟

- ‎فيتقارير

 

اعتبر مراقبون أن قرار وزير الأوقاف بحكومة السيسي المدعو أسامة الأزهري بتعيين الدكتور أحمد نعينع شيخًا لعموم المقارئ المصرية، قرار غير موفق تمامًا – مع كامل الاحترام والتقدير لشخصه الكريم- ودون تقليل من كونه قارئا متميزا وصاحب صوت نادر، وله مكانة كبيرة في قلوب محبي القرآن الكريم.

إلا أن المراقبين أكدوا أن منصب شيخ عموم المقارئ المصرية لا يُمنح بناءً على جمال الصوت أو الشهرة؛ بل يجب أن يُسند إلى من هو موسوعة في علوم القرآن والقراءات، ممن أفنوا أعمارهم في تدريسها وتوثيقها.

ومع التقدير الكامل للطبيب أحمد نعينع، إلا أن في مصر من هو أجدر منه بكثير بهذا المنصب، لما يمتلكونه من علم راسخ في القراءات، وسند متصل، ومكانة علمية تؤهلهم ليكونوا مرجعية رسمية لطلاب القراءات في العالم الإسلامي وهو اختيار تخطي الشيخ أحمد عيسى المعصراوي شيخ عموم المقارئ المصرية والأكاديمي بجامعة الأزهر الشريف بسبب رفضه للانقلاب.

لقد اعتاد العالم الإسلامي أن يكون شيخ عموم المقارئ المصرية أعلى قامة علمية في القراءات، كما كان الحال مع: الشيخ محمد المتولي والشيخ محمد الضباع والشيخ عامر السيد عثمان والشيخ أحمد المعصراوي والشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف، فهؤلاء لم يكونوا مجرد قراء، بل علماء قراءات بحق، يحملون أمانة العلم والتدقيق، ويُرجع إليهم في أدق مسائل الأداء والتجويد.

وأكد المتابعون أن هناك فرقا واضحا بين القراء المشهورين بأصواتهم الجميلة، وبين علماء القراءات الذين يُؤسسون للأجيال ويُعلّمونهم أصول الأداء وضبط الروايات.

المعصراوي أولى

وأعفت وزارة أوقاف السيسي الشيخ أحمد عيسى المعصراوي من منصب شيخ عموم المقارئ المصرية رابطين بين منصبه العلمي ومواقفه السياسية، خاصة مشاركته في اعتصام رابعة، ما يُرجّح أن رفضه للانقلاب كان سببًا رئيسيًا في استبعاده.

 

في عام 2014، أصدرت وزارة الأوقاف بحكومة الببلاوي قرارًا بإعفاء الشيخ أحمد عيسى المعصراوي من منصبه كشيخ عموم المقارئ المصرية، وهو أحد أبرز علماء القراءات في مصر والعالم الإسلامي، وقد خلفه في المنصب الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف.

والشيخ المعصراوي شارك في اعتصام رابعة العدوية وأمّ المصلين في أول ليلة من ليالي رمضان، وهو ما اعتبرته السلطات المصرية آنذاك موقفًا سياسيًا معارضًا.

 

وزارة الأوقاف منعته لاحقًا من أي عمل دعوي في المساجد، ضمن حملة أوسع استهدفت المشايخ الذين يُتهمون بتبني "الفكر المتشدد أو دعم الفكر المتطرف" حسب وصف الوزارة.

وهذا الإقصاء جاء في سياق ما وصفه مراقبون بأنه إعادة تشكيل الخطاب الديني الرسمي بما يتماشى مع توجهات السلطة بعد أحداث 2013.

والشيخ المعصراوي علميا حاصل على دكتوراه في الحديث النبوي، وأستاذ في جامعة الأزهر الشريف. ويُعد من أبرز علماء القراءات في العصر الحديث، وله إجازات وسند متصل في القراءات العشر.

كان يُنظر إليه كمرجعية علمية في علوم القرآن، على غرار كبار المشايخ مثل المتولي والضباع وعامر عثمان.

وأثار تعيين الدكتور نعينع شيخًا لعموم المقارئ في أكتوبر 2025 جدلًا واسعًا، إذ اعتبره البعض اختيارًا سياسيًا أكثر منه علميًا

قارئ السلطان

واستعرض الكاتب محمد الديب  Mohamed Aldeep منشورا كتبه قبل تعيين الدكتور الشيخ أحمد نعينع شيخاً لعموم المقارئ المصرية؛ وبمناسبة تعيينه قال إن الشيخ هو صاحب حفلة "مبارك فاتبعوه". (وهي جزء من آية في القرآن الكريم ورغم توسطها إلا أنه افتتح بها قراءته أمام حسني مبارك ليزين للسلطان بكتاب الله)، معتبرا أن "دي واحدة من إمكانيات الشيخ الكبيرة.".

وقال : "شوفت فيديو للشيخ أحمد نعينع في مقابلة قديمة مع عمرو الليثي بيحكي عن فترة عمله كقارئ لرئاسة الجمهورية – مجازاً وحقيقة".. . المهم يعني فضيلة الشيخ بيحكي عن موقف حصل مع السادات فبيقول وقت كامب ديفيد كنت المفروض هابدأ حفل يحضره رئيس الجمهورية فقعدت متوتر على غير عادتي أقلب آيات القرآن في رأسي حتى أستقر على آيات تناسب الموقف السياسي في ذلك واستقررت على آيات من سورة النمل " إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون"

وأضاف، نقلا عن نعينع "وبعدين كملت حتى وصلت إلى قوله: "فتوكل على الله إنك على الحق المبين" فالتفت إلى الرئيس.. وكملت، وكان وقتها بقى في دول رافضة المعاهدة فقرأت: إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم.. ".

وعلق، "لأ وبيفتخر أوي الشيخ إنه بيلعب بآيات الله!!.. أهو ده حرفيا يا جماعة كهن الفلاحين زي ما الكتاب بيقول… بيفكرني بعم الشيخ وهو بيقرأ: مبارك فاتبعوه.".

https://www.facebook.com/mohamed.aldeep.353609/posts/pfbid02aMeniGVoRJLtqRA1835djYaCXYBfTPY7Fds7SEfHm2vZvp7GbERdrLP7VLVeXfK8l

متطلبات يفتقدها نعينع

وقال الكاتب عبدالحميد عيسى قرقر "#شيخ العموم.. الدنيا منذ أمس مقلوبة لتولي الشيخ نعينع مقرأة عموم المقارئ المصرية .. ولهم الحق فالشيخ قارئ وليس مقرئا والمتخصصون يعرفون الفرق ".

وأوضح أن ".. هذا الأمر حدث منذ عقود بتولي الشيخ الحصري مشيخة عموم المقارئ وكان هناك من هو أحق منه كالشيخ القاضي والشيخ عامر ووووووو .. والشيخ الحصري كان قارئا وليس مقرئا وقتئذ وكان المشايخ الأقحاح وقتئذ لم يرتضوا باختيار جمال عبدالناصر للشيخ الحصري ..

وأضاف، "وحدث في الآونة الأخيرة نفس الفعلة .. الشيخ المعصراوي أستاذ للحديث تولى الأمر بسبب تنازل الشيخ عبدالحكيم (وهو شيخه )عن المنصب لخلافات بينه وبين شيخ الأزهر وقتئذ (الشيخ طنطاوي) .. ثم بعد ذلك أصبح الأمر لسياسية المجاملة بتولي الشيخ حشاد ثم الشيخ نعينع .. لم يتول منصب عموم المشايخ  إلا أساطين آخرهم الشيخ #عبدالحكيم  عبد اللطيف  فهو من سلالة المتولي والعبيدي والبقري.. ".

وأكد أن #مشيخة العموم". تتطلب مواصفات خاصة :
– عالم بالقراءات متواترها شواذها تحريراتها تنقيحاتها الفواصل الرسم الضبط علوم القرآن

– دائرة معارف قرآنية

– يكون شيخا وليس أكاديميا أتى من كلية أو ما شابه

– شيييييييييييييييييييييييييخ

وعليه ترحم "قرقر" على الشيخ عبدالحكيم عبداللطيف آخر سلالة المتولي كنت في حياته أقول آخر سلسلة المتولي معتبرا أن ما حدث "اختيارات الفوسبوكية" موضحا أنهم "وهم لا يفرقون بين القارئ والمقرئ والتحرير والاختيار والأداء وأقل مصطلحات القراءة والضبط ووووو.. ويقولون فلانا وعلانا ..".

وأكد أنه "علشان تعرفوا مافي أحد إلى الآن يحل أن يكون سلالة المتولي والضباع وعامر .. يا #شماتة #الشوام فينا".

https://www.facebook.com/abdulhamida1/posts/pfbid02Q68ViMZrrwTS2FWqMPC6grurm9KNMaoSAEZchbwuC2huPtKqkcFFvUPD4yuToF32l

ونقل مستشار وزير الأوقاف د. محمد الصغير @drassagheer عما كتبه القارئ الشهير الشيخ محمد جبريل عن معايير اختيار شيخ عموم المقارئ المصرية التى لا ينطبق منها شيء على القارئ الطبيب أحمد نعينع فقال: الشيخ الحصري  .. والشيخ رزق خليل حبة .. والشيخ علي الضباع .. والشيخ أحمد عيسى المعصراوي والشيخ عبدالحكيم عبداللطيف وغيرهم.. من أصحاب علم القراءات  .. ولهم مؤلفات وبحوث .. ومشهود لهم بالكفاءة في هذا المجال وحافظون للمتون فـ (من حفظ المتون حاز الفنون).

وأضاف "باختصار  يكون له سيرة ذاتية مشرفة  ولايختلف عليه اثنان من أهل هذا التخصص فكل فن له أهله .. وهذا ما ينبغي لنقيب القراء .. وشيخ عموم المقارئ في أي بلد.. لأنه ليس كل قارئ للقرآن حسن الصوت وذائع الصيت يكون جديرًا بمثل هذه المناصب.. ".

وتابع: ".. ولا يستقيم بأي حال أن يكون الاختيار مبنيًا على المصلحة أو الأهواء أو على الحب والكراهية  أو يشوب الاختيار معطيات سياسية  فهذا لا يليق مع القرآن.. وإنما المعيار هو الكفاءة والأهلية الحقيقية لشغل هذه المناصب".

واستعرض كيف يكون أنه "ينبغي لشيخ عموم المقارئ أن تتوفر فيه مجموعة صفات وعليها يكون الاختيار،  منها أن يكون حجة فى تخصصه ومجيدا للقرآن وعلومه ويؤخذ عنه ويُحتج بقوله وعالي السند  ومعروفا بكفاءته وميسور الحال يستطيع أن يساعد القراء وله علاقات طيبة مع الجميع ويكون لهم عونا وظهرا يحميهم.

محذرا من أن ".. الاختيار المبني على المصلحة .. فهذا يفسد ولا يصلح.. يهدم ولا يبني ، يفرق ولا يجمع.. ويجعل المناخ العام لأصحاب الحقوق والأكفأ غير جيد .. مما ينتج عنه خلل شديد في المنظومة كلها .. ".

ودعا إلى لجنة  من علماء القراءات والأساتذة في كلية علوم القرآن لاختيار الأكفأ ثم يقدم هذا الاختيار لصاحب القرار كي يتم ترشيحه وهكذا فى المناصب الدينية كلها

وتساءل: " كيف لمن اشتهر بالقراءة أن يرأس من اشتهر بالإقراء؟؟؟ ". محذرا من أنه من علامات الساعة (أن يُسند الأمر إلى غير أهله).. استقيموا يرحمكم الله..

https://x.com/drassagheer/status/1979731062277247227

وقال د.مصطفى القليوبي إن "تلقّى بعض الناس خبرَ تعيين الدكتور أحمد نعينع شيخًا لعموم المقارئ المصرية بترحيبٍ وتباينٍ في النظر، لما للرجل من شهرةٍ واسعة بصوته الندي وأدائه المميز في تلاوة القرآن الكريم، الذي جرى في الأسماع منذ عقود طويلة عبر الإذاعة والتلفاز.

واعتبر أنه "من المهم أن يُعلَم أن الدكتور نعينع – حفظه الله – وإن كان قارئًا متقنًا لقراءة حفصٍ عن عاصمٍ أداءً وصوتًا وضبطًا، إلا أنه لم يُعرف بتحصيل القراءات العشر الكبرى ولا الصغرى، وهي الأصل الذي يقوم عليه منصب شيخ المقارئ؛ إذ هو منصبٌ علميٌّ يقوم على جمع طرق القراءة وإجازاتها وضبطها أداءً ونقلًا، لا على جودة الصوت وحدها.".

وأكد أن ".. تعيينه في الإذاعة المصرية – كما هو معروف – كان على أساس إتقانه رواية حفص فقط، وهو شرط القبول في لجنة الإذاعة، لا في مجال الإقراء".
 

وشدد على أنه "لا بد هنا من التذكير بأن منصب شيخ عموم المقارئ المصرية ليس منصبًا تشريفيًا كما يظن بعض الناس، بل هو منصبٌ تكليفيٌّ علميٌّ له مهام ومسئوليات جسيمة، منها الإشراف على المقارئ القرآنية في أنحاء الجمهورية واعتماد الإجازات بالسند في القراءات العشر الكبرى والصغرى ومراجعة لجان الاختبار والإقراء في المعاهد والمقارئ ووضع القواعد المنظمة لتعليم القراءات وضبط الأداء في المؤسسات الدينية وتمثيل جمهورية مصر في المؤتمرات والهيئات الدولية المختصة بالقرآن والقراءات.

فهو منصب يُناط به حفظ أسانيد الأمة وضبط نَقلها للقراءات عن الأئمة المتواترين، لا مجرّد تكريمٍ لصوتٍ جميلٍ أو قارئٍ مشهور.

https://www.facebook.com/m.elkalyoby/posts/pfbid06kxgQzFFjxBmrnMr5NZWmfhMM6m6D3bQ4DLdZrnsFv9AFszYZJzbVRdXis76z3rwl