تمثال السيسي الذهبي يثير موجة من الغضب الشعبي..والنظام يرد باختطاف كاتب بعد منشور على فرعون مصر الجديد

- ‎فيتقارير

تمثال من ذهب يثير الغضب.. واختطاف كاتب بعد منشور عن “فرعون مصر الجديد

 

أثار إعلان نحات مصري عن عمل تمثال كامل بالطلاء الذهبي للمنقلب السفيه عبد الفتاح السيسي موجة عارمة من السخرية والغضب بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبروه رمزًا لتأليه الحاكم وتكريسًا لعبادة الفرد في بلد يعيش أزمات اقتصادية خانقة وتراجعًا غير مسبوقًا في كل المجالات.

 

 وانتشرت على المنصات تعليقات غاضبة وساخرة، تساءل أصحابها عن “كيف تُنفق الأموال على تمثال لحاكم تسبب في انهيار الجنيه وغلاء الأسعار وخراب بيوت ملايين المصريين؟”، فيما كتب آخرون: “حتى تماثيل الفراعنة لم تكن من الذهب الخالص، فما بالنا بفرعون هذا العصر؟”.

 

 وبينما تصاعد الجدل والسخرية، بدا أن النظام ضاق ذرعًا بتفاعل المصريين، خاصة بعدما تناول عدد من الصحفيين والكتاب القضية باعتبارها تجسيدًا لجنون السلطة وانفصالها عن الواقع. فجر اليوم، اختفى الكاتب والروائي هاني صبحي بعد أن دوّن على حسابه في “فيسبوك”: “بيتقبض عليا في قسم المرج”، قبل أن يُحذف المنشور لاحقًا ويُغلق هاتفه.

 

 وقالت زوجته ميري نعيم في تصريحات لـ“المنصة”: إن “ثلاثة أشخاص بملابس مدنية اقتادوه من منزله في منطقة المرج بالقاهرة حوالي الثانية فجرًا، دون إبراز أي إذن قضائي أو توضيح للأسباب. “

 

وأضافت أن القوة طلبت منه هاتفه قبل اصطحابه إلى الخارج، وأحدهم قال لها: “ما تعمليش دوشة علشان العيال نايمين”.

 

 وأشارت إلى أنها أمضت يومها في البحث عنه بين قسم المرج ونيابة مصر الجديدة دون أن تحصل على أي معلومة عن مكان احتجازه، مطالبة السلطات والمنظمات الحقوقية بالكشف عن مصيره فورًا.

 ويُعرف صبحي بكتاباته التي تنتقد القمع وتدافع عن القيم الإنسانية، من أبرزها مجموعته القصصية “روح الروح” التي تناولت مأساة غزة العام الماضي، ورواية “على قهوة في شبرا” التي رصدت التحولات الاجتماعية والسياسية في مصر.

 

 ويرى مراقبون أن اختطافه يأتي ضمن حملة متجددة لإرهاب الأصوات الحرة، وتأكيدًا على أن النظام لا يحتمل حتى منشورًا بسيطًا على “فيسبوك” يعبّر عن رأي أو سخرية من تمثال ذهبي لحاكمٍ جعل مصر ـ كما كتب أحد المعلقين ـ “تمثالًا من الألم والفقر، لا من الذهب”.