تتزايد التساءلات حول مستقبل حركة حماس فى قطاع غزة بعد توقيع اتفاق وقف اطلاق النار ودورها فى تشكيل حكومة توافق وطني تفرض سيطرتها على الأراضى الفلسطينية بجانب نزع سلاح الحركة الذى يصر عليه الرئيس الأمريكى الإرهابى دونالد ترامب ومجرم حرب الإبادة بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال وفى المقابل تعلن حماس أنها لن تسلم سلاحها إلا للدولة الفلسطينية المستقلة بعد توليها إدارة الأمور كما أن الحركة بدأت عقب دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ فى القضاء على المليشيات الموالية للاحتلال وفرض هيمنتها على القطاع .
وفى نفس الوقت أعلنت حماس أنها تتقبل بأن لا يكون لها أي دور في المرحلة الانتقالية وإعادة إعمار قطاع غزة، لكن منذ أن تم إعلان وقف إطلاق النار في غزة لا يوجد قوة على الأرض غير حماس، إلى الدرجة التي جعلتها تصفي حساباتها مع خصومها على الأرض، المتمثلين في المتعاونين مع الاحتلال.
جدول زمني
فى هذا السياق ورغم تهديدات ترامب زعم نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، إنه لا يمكن تحديد جدول زمني لنزع سلاح حماس حاليًا.
وأكد دي فانس فى تصريحات صحفية أنه متفائل بصمود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مشيرا إلى أن تنفيذ خطة وقف إطلاق النار تسير على نحو أفضل من المتوقع .
كما زعم أن حكومة الاحتلال قدمت مساعدة ملحوظة في تنفيذ خطة غزة مؤكدًا أن صمود اتفاق وقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال وحركة حماس في غزة الذي رعته الولايات المتحدة يتطلب متابعة ورقابة مستمرة.
وقال دي فانس: نحن نسير على الطريق الصحيح، لكن علينا الاستمرار في العمل على ذلك معربا عن اعتقاده بأن الجميع يجب أن يشعر بالفخر بما وصلنا إليه ، لكن هذا سيتطلب جهدًا مستمرًا ومتابعة ورقابة دائمة.
حراك أمريكيً
تأتى تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس فى إطار حراك أمريكيً فى منطقة الشرق الأوسط ، في محاولة لإنجاح وقف إطلاق النار في غزة، ومنع أي خروقات قد تؤدي لانهياره.
ظهر هذا الحراك من خلال عدة مشاهد، أولها وصول جيه دي فانس، إلى دولة الاحتلال لدعم وقف إطلاق النار في غزة بعد أن بات الاتفاق الذي تم بوساطة أمريكية، على حافة الهاوية وذلك عقب موجة من الخروقات الصهيونية وجدل حول كيفية المضي قدما في تنفيذ خطة ترسيخ سلام طويل الأمد.
جاءت زيارة دي فانس بعد وصول اثنين من كبار مبعوثي البيت الأبيض إلى دولة الاحتلال هما المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر ، وكان من المقرر أن يزور نائب الرئيس الأمريكي قطاع غزة ، لكن ذلك لم يحدث لأسباب أمنية. واكتفي بمتابعة الأوضاع في غزة عبر طائرة مسيرة تنقل لقطات إلى شاشات خاصة في مقر وزارة دفاع الاحتلال، بحسب موقع "يسرائيل هيوم".
رسالة حازمة
وبحسب "القناة 12" الصهيونية حذر ويتكوف وكوشنر نتنياهو من تعريض اتفاق وقف إطلاق النار في غزة للخطر، وكانت الرسالة حازمة من ويتكوف وكوشنر لنتنياهو، وكان مفادها: "دولة الاحتلال يمكنها فقط الدفاع عن نفسها دون تهديد الاتفاق" وفق تعبيره .
فى المقابل كشفت الصحافة الأمريكية، أن هناك قلقا متزايدا لدى المبعوثين الأمريكيين، بل وفي إدارة ترامب كلها. فقد أقر كوشنر وويتكوف بأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تفاوضا عليه معرض لخطر الانهيار، بحسب ما ذكره مسئول كبير في البيت الأبيض لصحيفة "نيويورك تايمز".
وأشارت إلى أن الثلاثي دي فانس وويتكوف وكوشنر مكلفون بمهمة واحدة أساسية، وهي منع نتنياهو من استئناف هجوم شامل على حماس .
وكشف مسئول البيت الأبيض أن ترامب يعتقد أن قادة حماس على استعداد لمواصلة المفاوضات بحسن نية، وأن وقوع هجوم على جنود الاحتلال نفذه عنصر هامشي من الحركة بحسب تعبيره.
خروقات الاحتلال
فى المقابل التقى وفد من قيادة حماس برئاسة محمد درويش رئيس المجلس القيادي بالحركة بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان ووزير المخابرات التركي الدكتور إبراهيم قالن، في العاصمة القطرية الدوحة.
ضم وفد الحركة كلًا من أعضاء المكتب السياسي: خالد مشعل، وزاهر جبارين، ونزار عوض الله، وسامي خاطر.
خلال اللقاء، استعرض رئيس المجلس القيادي للحركة مجريات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسبل إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع، مؤكدًا أن الاحتلال يتلكأ في تنفيذ بنود الاتفاق من خلال خروقاته المتكررة خلال الأيام الماضية، وعدم التزامه بفتح معبر رفح أمام سفر المرضى والمصابين، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأكد درويش التزام الحركة بالوقف التام لإطلاق النار رغم خروقات العدو المتكررة، مشددًا على إصرار الحركة مع فصائل الشعب الفلسطيني على الحقوق الثابتة لشعبنا في تقرير مصيره وحقه في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، وضرورة توفير كل المتطلبات الأساسية للبدء الفوري في عمليات الإيواء وإصلاح الطرقات وتوفير المياه والمساعدات الغذائية، وصولًا إلى إعادة الإعمار الكامل لما دمره العدوان في قطاع غزة.